قيادات دينية ورسمية:

التحالف العالمي للتسامح يرسخ مبدأ «الوحدة في التنوع»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من القيادات العالمية الدينية البارزة والشخصيات الرسمية الدولية أن إطلاق «التحالف العالمي للتسامح» وافتتاح «قمة الأديان» بإكسبو 2020 دبي تعكس الجهود الضخمة التي تبذلها الإمارات لتعزيز التسامح والتعايش بين شعوب العالم، وأن الإمارات أضحت منارة للتسامح والتعاون في عالم يموج بالصراعات والتوترات، حيث تقود الجهود العالمية في إرساء قيم السلام والتسامح والتآخي في إطار من الاحترام المتبادل لما فيه صالح دول العالم أجمع من أجل مستقبل مشرق.

الأخوة الإنسانية
وأكدوا في تصريحات خاصة لـ«البيان» مساهمة الديانات المختلفة في هذا الحدث الدولي الهام من أجل تعزيز قيم التسامح والسلام والتعايش المشترك ومبدأ «الوحدة في التنوع» استناداً إلى مبادئ الأخوة الإنسانية وذلك عبر إطلاق العديد من حلقات النقاش، مشيرين إلى إن دولة الإمارات قدمت للعالم نموذجاً متفرداً في التسامح والسلام والتضامن الإنساني يشار إليه من خلال تعزيز التعاون الدولي ومساندة المجتمعات والشعوب مع اختلاف معتقداتهم وأعراقهم لتخطي العديد من الأزمات العالمية دون النظر إلى لون أو دين أو عرق لتجسد أبهى صور الأخوة الإنسانية.

ثقافة التعايش
وقال فضيلة الدكتور محمد الدويني وكيل الأزهر الشريف في تصريح خص به «البيان»: القمة العالمية المشتركة للأديان تعني إطلاق التحالف دعوة عالمية ترسلها الإمارات لتعزيز ثقافة التعايش، وأن هذه المبادرة الكريمة ليست بغريبة على الدولة التي أطلقت مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر وبابا ‏الفاتيكان ‏في أبوظبي 2019، والتي فتحت الأبواب لتنظم العلاقات بين أتباع الأديان والعقائد، بما يضمن الكرامة الإنسانية مؤكداً أن العالم حالياً في أمس الحاجة إلى مبادرات حقيقية وجهود صادقة لمواجهة التطرف الديني والفكري، الذي يهدد العلاقات بين الأمم ويغذي نظريات الصراع، وبين أن هذه المبادرات تنطلق من عراقة دولة الإمارات و تعاليم الدين الإسلامي الذي لا يفرق بين الإنسان والآخر.

تنوع ثقافات
من جهته أكد‏ علي الأمين المرجع الشيعي، أن القمة تعتبر من المحطات المهمة لترسيخ ثقافة التسامح والانفتاح على الآخر التي عملت على تعزيزها الإمارات، التي تعتبر مثالاً واضحاً ونموذجاً راقياً يعكس هذا الفكر بما تضمه من تنوع ثقافات وأديان وجنسيات، يعيشون جميعاً بدون أي تمييز، لافتاً إلى أن وزارة التسامح والتعايش في الإمارات بذلت جهوداً كبيرة لجمع هذا العدد الكبير من الشخصيات الدينية لمختلف الأطياف حول العالم، لتعطي رسالة واضحة بأن التكامل وتوحيد الرؤى أمر مهم جدا لإعطاء رسالة واضحة تعزز قيم التعايش والتسامح والسلام.

واحة للتعايش
كما أوضح ألبرشت فرايهرفون، وزير خارجية الكرسي الرسولي ومنظمة فرسان مالطا ذات السيادة، في تصريح خص به «البيان»، أن التسامح قد جعل من الإمارات، واحة للتعايش والتآلف، ووطناً للرخاء والسلام والاستقرار، بل بلداً يركز على بناء المستقبل، وعلى تحقيق الخير لجميع السكان، مشيراً إلى أن للتسامح قيمة عظيمة بين جميع الأديان تؤلف بينهم وتقرب بين الشعوب وتجعلهم مليئين بالخير، كما أن التسامح يغرس المحبة في النفوس والتحلي بالأخلاق الرفيعة التي دعت لها كافة الديانات داعياً إلى إلى العمل معاً، من أجل عالم يسوده، التعارف والتعاطف، ويَعُم فيه، التسامح والتعايش والعدل، وتزول عنه، كافة مظاهر التشدد والكراهية والعنف.

وأوضح أن اكسبو 2020 دبي منارة التسامح في العالم، حيث يحمل رسالة إخاء ومحبة، في مسيرة المجتمعات البشرية، تدعونا جميعا، إلى النظر إلى المستقبل، والإعداد والاستعداد لمتطلباته، بكل جد واهتمام، مشيراً إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي صدرت من أبوظبي في ختام اللقاء التاريخي الذي جمع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، شكلت أرضية لنشر المحبة والوئام في العالم.

رسالة قوية
من جهته، أكد سفير إيطاليا بالدولة نيكولا لينير في تصريح خص به «البيان» أن إطلاق تحالف التسامح من اكسبو ومن الجناج الإيطالي يحمل رسالة قوية على العلاقات الطيبة بين الإمارات وإيطاليا وحرصهما الكبير على تكريس التسامح ونشره في العالم، حيث أشار إلى أن هذا الحدث العالمي يمثل رسالة للعالم لنبذ العنف وتحقيق التآخي والوئام بين البشرية جمعاء.

موضحاً، أن جناح إيطاليا استضاف أيضا قمة الأديان، التي يناقش فيها قادة دينيون من جميع المعتقدات وأنحاء العالم التغلب على التعصّب والحد من تأثيرات التطرّف، مشيراً إلى وجود إجماع على نجاح تجربة الإمارات في نشر التسامح في العالم في ظل المبادرات التي أطلقتها بهدف ترسيخ أسس التعايش والتسامح والوئام بين المجتمعات والثقافات والأديان المختلفة، سواء محلياً أو إقليمياً أو دولياً، ونجاحها في جمع ما يقارب 200 دولة من مجتمعات دينية متعددة في بيئة يعمها السلام والأمن.

تفاهم
وأوضح أن الحدثين لهما مهمات تكميلية تؤكد على الحوار والتعاون الإقليمي والدولي، كما أنها تعزز التفاهم وتدعم اكتساب المعرفة والثقافة والابتكار والفنون كوسيلة للناس من مختلف الخلفيات لمعرفة بعضهم البعض، والتحدث معاً والعيش معاً في سلام ووئام.

Email