اقتصاد التراث كاد يندثر مع "كورونا".. هل من سبلٍ للتعويض؟

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال يُحتفى بالاقتصاد الإبداعي للمملكة المتحدة البريطانية في جميع أنحاء العالم، بوصفه قوة للمملكة المتحدة قابلة للتصدير، ومصدراً حيوياً للتوظيف، وإنتاج الثروات، هذا ما قاله نايجل هادلستون، عضو البرلمان، ووزير الرياضة والسياحة والتراث والمجتمع المدني في المملكة المتحدة أثناء زيارته للجناح البريطاني في إكسبو 2020 دبي.

وجاءت تعليقاته في إطار استضافة جناح المملكة المتحدة لفعالية «في المستقبل.. كيف نبتكر؟»، وهي أنشطة على مدى خمسة أيام متتالية تنتهي السبت، تجمع بعض أبرز العقول من القطاعات الإبداعية في المملكة المتحدة والمشهورة عالمياً لاستكشاف كيف يمكن للإبداع التصدي لبعض أكبر التحديات في وقتنا الحالي.

وألقى هادلستون الخطاب الرئيسي للفعالية في جناح المملكة المتحدة بشأن الطريقة التي تتكيف بها القطاعات الإبداعية لتلائم المشهد العام المتغير، وكيف يمكن للمملكة المتحدة أن تنقل التغير المستدام والتقدم الثقافي إلى العالم.

وتحدث الوزير البريطاني عن الدور الذي يؤديه في حكومة المملكة المتحدة، قائلاً: «أتولى منصب وزير الرياضة والسياحة والتراث والمجتمع المدني، وأشياء أخرى قليلة، ولكنني هنا بصفتي ممثلاً عن وزارة الرقمنة والثقافة والإعلام والرياضة، التي تضم العديد من الأمور التي نعرضها هنا في جناح المملكة المتحدة، بل في الواقع في إكسبو 2020 دبي، وهي الإبداع، والثقافة، والفرص الرقمية، فهي تمثل حقاً جزءاً مهماً من الاقتصاد، وجزءاً متنامياً من الاقتصاد العالمي».

دولة مبتكرة

وواصل هادلستون قائلاً: «لطالما كانت المملكة المتحدة دولة مُبتكِرة، وهذا يعود في الواقع إلى الثورة الصناعية. نحب أن نقود العالم في مجالَي التقنية، والتنمية التقنية، وبدرجة كبيرة ما زلنا نفعل ذلك في مجالات عدة. ننفق الكثير من الأموال على البحث والتنمية، ولدينا جامعات رائعة. ولكننا أيضاً ننتج بعض أكثر المواهب إبداعاً في العالم، مواهب مُبدعة مشهورة عالمياً، سواء في مجال الموسيقى، أم الأفلام، أم التصميم، أم الموضة، وجميع المجالات الأخرى في القطاعات الإبداعية، إنها أشياء نجيدها حقاً، ولطالما كنا تاريخياً جيدين فيها، ونستثمر فيها على مستوى الحكومة والدولة. لذلك، فإننا نلعب على نقاط قوتنا. بالتأكيد، يمكنكم هنا رؤية فرص مشاركة المعرفة والأفكار التي حصلنا عليها في جميع أنحاء العالم، إلى جانب الفرص الهائلة للاقتصاد، والصادرات، والتوظيف. وهذا أيضاً مهم لأن ما ننساه دائماً هو أن القطاعات الإبداعية تساهم بشكل فعّال في توفير وظائف وإنتاج ثروات. يجب علينا ألا نخفي هذه الحقيقة، فهي مهمة حقاً للنمو الاقتصادي في المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء العالم».

القوة الناعمة

وتحدث هادلستون عن التغيرات في القوى المحركة للقطاعات الإبداعية، وتأثرهم بجائحة كورونا خلال الفترة الماضية، فقال: «إذا تحدثنا عن القطاعات الإبداعية بشكل أوسع، تأثر كل من القطاع الرقمي وقطاعات الثقافة والإعلام والرياضة بشكل مختلف، لكن تأثر بشكل كبير قطاعا المتاحف والتراث في المملكة المتحدة، إلى جانب مؤسسات مثل مؤسسة التراث القومي وغيرها.. وبصورة مماثلة، كانت مؤسسات عدة كهذه في جميع أنحاء العالم لتغلق أبوابها لفترة معينة من الزمن على الأقل، وتعيّن على الحكومة (أو الحكومات) التدخل كما فعلناه في المملكة المتحدة بواسطة صندوق للتعافي الثقافي للتحقق من استدامة هذه المؤسسات عندما تعود إلى العمل، ومن دون هذا التدخل الحكومي، أظن أن الكثير من هذه الهيئات كانت على الأرجح لتغلق أبوابها بصورة نهائية.. فقدت المؤسسات المعنية بالتراث الأجيال المستقبلية بمعنى الكلمة، ويُتّبَع مسار مماثل في جميع أنحاء العالم. أتحدث مع وزراء مجموعة العشرين على وجه الخصوص وغيرهم، نعقد اجتماعات دورية، وعبرنا فيها عن قلقنا الحقيقي حيال ما يحصل للقطاعات التي تأثرت بشكل كبير بصورة خاصة، لكن يمكنني القول إن الوقت الراهن يشهد تعافياً قوياً واهتماماً وحماسة قويين ليعاود الناس زيارة المنازل الفخمة، والمواقع التراثية، والمعارض الفنية والثقافية بطريقة لم نشهدها سابقاً، هذا مطمئن إلى حد ما، أما القطاعات الأخرى، مثل الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، التي تأثرت بدرجات متفاوتة، فأبلت في الواقع بلاءً حسناً، وساعدتها بالطبع الزيادة الهائلة في مشاهدة التلفزيون وغيرها من المبادرات ومدّتها بالقوة بشكل من الأشكال».

وواصل هادلستون: «ولعل القطاع الرقمي قوة محركة، إذ تطوّر في عام واحد في فترة الجائحة ما كان ليتطوّره في فترة 10 سنوات على الأرجح، لذا بذلت هيئات كقطاع التراث جهوداً هائلة للتأكد من أن كل ما كان لديها عُرض على العالم لمشاهدته.. فعلى سبيل المثال، تساوت نسبة المشاهدات في «المسرح الوطني» مع نسبة كانت لتتحقق في غضون 11 عاماً من المشاهدة، وهو لأمر استثنائي».
 

Email