موسيقى الميرياتشي.. إيقاع الهوية والتأثير المكسيكي

رقصات مكسيكية على نغمات موسيقى الميرياتشي | تصوير: إبراهيم صادق

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفنون الأدائية الشعبية، تعد جزءاً أصيلاً من ثقافة الشعب المكسيكي، وهويته المتوارثة، عبر الأجيال، وهو ما كان جلياً من خلال العرض الكبير الذي قدمته فرقة الباليه الفولكلوري المكسيكية «أماليا هرناديز»، بتقديم رقصة «جارابي تاباتيو» الوطنية، على مسرح اليوبيل أمام حضور مبهر من جمهور إكسبو 2020 دبي، ضمن فعاليات الأسبوع الوطني للمكسيك. وعلى إيقاع مجموعة «الميرياتشي»، التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر. هي جزء أصيل من فرقة الباليه الفولكلوري المكسيكية، أمتعت المجموعة الراقصة، المكونة من 30 راقصاً وراقصة، جمهور مسرح اليوبيل، ولمدة ساعة متواصلة، من خلال استعراض رقصة «جارابي تاباتيو» الوطنية، والمعروفة أيضاً برقصة القبعة المكسيكية، كون أن أزياء الرجال مكونة من بدلة «شارو»، وهي عبارة عن سترة مطرزة بطول الخصر، وربطات العنق الحريرية.

وأحذية طويلة، إلى جانب القبعات الواسعة الحواف، والمعروفة بـــ «سومبريروس»، وتم عرضها للمرة الأولى رسمياً في عام 1860، في مسرح كوليسيو في مكسيكو سيتي. خلال ستينيات القرن التاسع عشر. واكتملت إطلالة الفرقة الساحرة، بظهور 15 راقصة على المسرح، وهن يرفلن في تنانيرهن المتعددة الطبقات، والمعروفة بــــ «بوبلانا»، وتزين الزهور تسريحاتهن التقليدية، ليكتمل المشهد المسرحي لقصة الحب الرومانسية، لشاب يحاول إقناع الفتاه التي يحبها، بعد أن تعرض للرفض في البداية، ولكن يتم قبوله في النهاية، والجدير بالذكر، أن أداء «جارابي تاباتيو»، تم توارثها على الصعيد الوطني منذ الثورة المكسيكية، وعلى الرغم من التأثيرات الحديثة والأجنبية على ثقافة المكسيك في القرنين التاسع عشر والعشرين، إلا أن موجات القومية، أبقت الكثير من تقاليد الرقص الشعبي في البلاد على قيد الحياة، حتى يومنا هذا، حيث أثارت السنوات التي أعقبت الثورة أيضاً، الاهتمام بتراث المكسيك الأصلي، الذي ابتعد عن التركيز الأوروبي للعصر البورفيري. وقد عزز ذلك، رسامو الجداريات، وغيرهم من الفنانين في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، الذين كانت أهدافهم السياسية، هي تشكيل هوية مكسيكية خاصة.

نغمات شعبية

وفى سياق العرض الممتع، قدمت فرقة «أماليا هرناديز»، إحدى أعرق فرق الرقص التقليدي، وتأسست في 1952، مجموعة متنوعة من الأغاني والرقصات المكسيكية التقليدية، بمشاركة راقصة الباليه، إليسا كاريلو كابريو، وهي أول مكسيكية تحصد 3 جوائز في عالم الرقص دولياً، والتي قدمت عرضاً مميزاً على نغمات «الأروقة»، والقصائد الشبيهة بالقصص الموسيقية، إلى جانب الموسيقى الشعبية، مثل النغمات والرانشيرا، والرقص الشعبي للأزواج، بالإضافة إلى موسيقى البولكا، حيث يقف موسيقيو الماريتشي عادةً في صف خلف مساحة مكان العرض، ويعزفون من غير مذكرة موسيقية، بينما يؤدي الراقصون بشكل ثنائيات أمام الماريتشي، والتي تعكس التداخل بين الثقافات المختلفة في المكسيك، وبدلاً من دمجها معاً.

Email