ديانا حداد وحاتم العراقي.. جلسة مواويل وسلطنة طربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

جلسة غناء وسلطنة طربية، تشابكت فيها أوتار العود الشرقي والسيتار الهندي، وهز فيها الإيقاع أطرافه، ولعب فيها الكمان على أوتار الإحساس، جلسة طربية جمعت بين نجمين عربيين، الأولى هي ديانا حداد، التي ارتوت من نهر العاصي، والثاني حاتم العراقي الذي ولد على أرض عراقية وشرب من ماء دجلة والفرات، وكلاهما عاش على أرض دبي، ولا يزالان يقفان تحت ظلالها، عشقاها حتى النخاع فبادلتهما المحبة.

أول من أمس، التقيا على خشبة «جلسات في إكسبو»، حيث كان وتر العود بمثابة الخيط الذي يجمعهما، ومعه لهجة خليجية بيضاء استندا إليها في ترديد كلمات أغنياتهما، في فضاء مسرح اليوبيل، أطلق حاتم العراقي العنان لصوته، حيث غنى كثيراً وطويلاً وصفق مع جمهوره، ولم يبخل عليه بـ «موال عراقي»، الذي اتخذ منه بوابة يلج منها نحو أغنياته، لتبدو المواويل بمثابة «علامته الخاصة» التي لا يستغني عنها كلما أطل على الملأ، ما دعا جمهوره إلى تنصيبه ملكاً على عرش المواويل العراقية.

في صوت حاتم بحة خاصة، يحبها الناس، وأولئك الذين يعشقون صنف الطرب العراقي ومقاماته، وهم الذين طافوا معه بلداناً كثيرة في أغنيته «أشوفك وين يا مهاجر»، جمهوره أحبه كثيراً، رغم ما يحمله صوته من شجن يظهر لمعة الصوت العراقي وخصوصيته.

تألق

حاتم بدا متألقاً في جلسته، أطل على المسرح، ليبادل الجمهور محبته، ليبعث له بسلامه «مع الطير المسافر»، سائلاً عن «علومه»، ليحلق مجدداً بين البلدان على وتر السيتار الهندي، حيث رافقه في العزف عليه الباكستاني راقي جميل، ذلك الموسيقار الذي تألق في العديد من الأفلام، حيث صاغ لها موسيقاها التصويرية. جمال حاتم وألقه لم تطفئه المواويل، التي قصرت المسافة بينه وبين جمهوره حتى حدود الصفر، ليشهد الجميع لقاءً حميمياً بين «والد وابنه»، عندما أطل قصي فجأة على الخشبة، ليغني مع والده، في لحظة زادت الجلسة ألقاً، لا سيما بعد أن عرف الجمهور أن قصى كان قد حط رحاله للتو في دبي، خصيصاً ليغني مع والده.

دويتو

في المقابل، لم تكن جلسة الفنانة ديانا حداد أقل وهجاً، فقد تألقت هي الأخرى على الخشبة، لا سيما بعد أن قدمت دويتو مع حاتم العراقي، تأرجحا فيه والجمهور «بين العصر والمغرب»، ليعيدا الألق للتراث الغنائي العربي، ما زاد من وهج الجلسة الطربية، وأظهر معناها الحقيقي. ديانا التي احترفت الموال والأغنية الخليجية، حتى أصبحت ابنة لها، لم تبخل على جمهورها بالأغنيات، حيث اختارت لهم تشكيلة واسعة، أعادت فيها إحياء قديمها، وقدمت خلالها بعضاً من جديدها.

في الجلسة غنت ديانا كثيراً، حتى وصلت إلى «السلطنة» الطربية، لتكشف حينها عن جواهرها الغنائية والإبداعية. حالة «السلطنة» التي دخلت فيها ديانا خلال الحفل، لم تنسها الترحيب بزوار معرض «إكسبو 2020 دبي» وجمهورها، حيث قالت: «شرفتوني وانستوني وأسعدتوني الليلة، وجودكم بالنسبة لي أحلى طاقة إيجابية»، وفي الوقت نفسه، لم تخف «ملكة القلوب» تعبها، حيث قالت: «أنا تعبانة قليلاً، ولكن برؤيتكم سأكون أفضل، وأرحب بالجميع، وأود القول شكراً دبي.. شكراً للإمارات وشكراً لإكسبو على هذا الحدث العالمي، وأنا أعتبر نفسي جزءاً منه، وأفتخر بأن أكون جزءاً من هذا الحدث وهذا الفخر العالمي».

Email