أوقفوا الهدر: نداء عالمي لإطعام 811 مليون جائع

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلاقاً من رسالته في خدمة البشرية والتزاماً بمسؤولية كبيرة تجاهها، تبعث فعاليات عدة ينظمها «إكسبو 2020 دبي» برسائل للعالم للفت أنظاره إلى أهمية قضية أو تحدٍّ ما، قد يشكل خطراً على مستقبل كوكبنا وسكانه، ولذلك جاءت فعالية «وقف الهدر» التي أطلقها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بالشراكة مع «طلبات» للتوعية بممارسات الحد من هدر الطعام، إذ يعاني 811 مليوناً من الجوع حول العالم، فيما تعادل كميات الأغذية الصالحة للأكل التي يتم هدرها يومياً، ثُلث الاستهلاك العالمي من المأكولات بقيمة تريليون دولار سنوياً.

دعم الاستدامة

وتعد الفعالية التي أقيمت في «مطبخ طلبات» في إكسبو، جزءاً من جهود الشركة لدعم الاستدامة وتعزيز شراكتها الراسخة مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وخاصة أن «طلبات» يوفر أكثر من 30 من أشهر المطاعم في الإمارات، فيما يعكس ذلك أهمية التوعية بهذه المبادرة العالمية وتعزيز تجاوب المستهلكين معها، إذ تمت استضافة «جلسة طهي حي» بحضور الشيف مايا بدران المتخصصة في أساليب الطهي النباتية والخالية من الهدر، ترافقها المذيعة التلفزيونية والناشطة الشهيرة على «يوتيوب» هيفاء بسيسو، إذ قدمت الأولى نصائح وأمثلة حول طرائق التسوق وتخزين المنتجات واستهلاكها بشكل مستدام يضمن وقف الهدر.

وأطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مبادرة «وقف الهدر» 2019 لتكون مبادرة سنوية تهدف إلى التوعية بالكميات الضخمة من الأغذية الصالحة للأكل والتي يتم هدرها يومياً، بدءاً من مرحلة الإنتاج وحتى الاستهلاك، والتي تعادل ثُلث الاستهلاك العالمي من المأكولات، ما يعادل مليار طن من الأغذية التي تبلغ قيمتها نحو تريليون دولار سنوياً، ورغم أن إنتاج الغذاء العالمي يكفي لإطعام التعداد البشري كاملاً والبالغ 7 مليارات شخص، فإن نحو 811 مليوناً، يعانون الجوع في مختلف أنحاء العالم.

موضوعات إكسبو

وتشكل التحديات والتحولات المناخية التي تأتي في مقدمة أجندة جلسات موضوعات ومناقشات إكسبو 2020 دبي، أحد أبرز العوامل التي تسهم في تفاقم مشكلة الجوع العالمية، إذ تؤدي التقلبات المناخية إلى خسارة الأرواح وتدمير المحاصيل، إضافة إلى إضعاف قدرة المتضررين على الحصول على الغذاء الكافي، فيما يتم هدر 40% من الغذاء في الدول المتقدمة من ناحية البنية التحتية وسلاسل التوريد في المرحلة التالية لشراء المنتجات، أي أن المستهلكين يشترون أغذية بكميات تفوق قدرتهم على استهلاكها.

وشاركت بالفعالية مجموعة من المطاعم لدى طلبات، مثل شارع منقوشة وكبابجي وإيلين برجر، من خلال تقديم جزء من منتجات المأكولات الفائضة لديها والتي استُخدمت لإعداد 3 أطباق شهية من ابتكار الشيف مايا بدران وهيفاء بسيسو وهي طبق الهندبة مع جبنة الفيتا، وسلطة الحمص مع الملفوف وأقراص البطاطس مع دجاج الطاووق، ومن جهته يتيح برنامج الأغذية العالمي للجميع إمكان المشاركة في الحد من الجوع، من خلال التبرع بالأموال التي وفروها جراء إيقاف هدر المأكولات، وتخصيصها لشراء الأغذية الضرورية لمساعدة الأشخاص الأكثر احتياجاً.

تحسين الممارسات

وعلى صعيد تحسين الممارسات الشخصية لوقف هدر الطعام يمكن للأفراد البدء باتخاذ إجراءات بسيطة في عاداتهم اليومية، بما يشمل تحديد المنتجات الضرورية، والاستفادة من الأطعمة المتبقية لتحضير وجبات غذائية أخرى، والحرص على استغلال جميع فوائد الغذاء، مثل استخدام قشر البطاطس لتحضير الرقائق المقرمشة، أو استخدام العظام لتحضير حساء طازج ومغذٍّ.

من ناحيتها قالت كاترينا جالوتزي نائبة مدير برنامج الأغذية العالمي في دول مجلس التعاون الخليجي، إنه تزامناً مع تنامي مشكلة الجوع العالمية، فإنهم بحاجة إلى شركاء فاعلين مثل طلبات، ليقدموا دوراً مؤثراً في دعم جهود البرنامج للتوعية بمشكلة الجوع، وتعريف الأفراد والمجتمعات بكيفية إحداث أثر إيجابي من خلال اتباع تغييرات واعية في سلوكياتهم اليومية.

Email