مفوضو الأجنحة لـ«البيان »:

إكسبو دبي يضخ زخماً جديداً في التعاون الدولي والشراكة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكتف إكسبو 2020 دبي بجمع ما يقارب 200 دولة تحت سقف واحد لبحث القضايا العالقة بل قام بالدفع نحو تكريس المفهوم الحقيقي للتعاون بتأسيس شراكة دائمة وإزالة العراقيل التي تحول دون تحقيق تنمية مستدامة، والاستعداد للتفاوض بحسن نية للعمل نحو عالم يسوده السلام والأمن والازدهار.

إكسبو نجح في توحيد الجهود من أجل معالجة المشاكل العالمية، وزيادة التوعية بأهمية تضافر الجهود والعمل المشترك عالمياً للوصول إلى تحقيق الانتعاش العالمي، حيث إنه بسبب الجائحة يحتاج العالم إلى الاتحاد والتعاون بصورة أكبر، حيث إن جائحة فيروس «كورونا» المستجد وطبيعة التعامل العالمي معها قدمت درساً مهماً مفاده أن التعاون والتنسيق والالتزام بالمتطلبات أساس النجاح في مواجهة كل التحديات، الأمر الذي يجب الاستفادة منه في العمل العالمي، حيث يواجه العالم قائمة من المشكلات الجسيمة المشتركة، ومنها تغير المناخ، وتراجع التنوع البيولوجي، ومخاطر الجوائح، وندرة المياه النظيفة، والأمن الغذائي، ولا تكفي الحدود الوطنية لمجابهة هذه التحديات، فهي تتطلب التعاون بين كل البلدان.

عالم أفضل

هذا المعرض العالمي تطرق من بدايته في الأول من أكتوبر الماضي إلى مجموعة من القضايا المهمة المتعلقة بتعزيز التعاون الدولي من أجل تشكيل عالم أفضل عبر سلسلة من التدابير في مقدمتها استعادة النمو وتعزيز التعافي القوي والشمولي، ودارت نقاشات القمة في نطاق ثلاثة محاور أساسية تمكين الإنسان، من خلال تهيئة الظروف التي يتمكن فيها الجميع، خصوصاً النساء والشباب، من العيش والعمل وتحقيق الازدهار، والحفاظ على كوكب الأرض والدفع نحو التقدم التكنولوجي.

وأكد عدد من مفوضي الأجنحة في تصريح خاص لـ«البيان»، أن العمل العالمي المشترك هو السبيل الأمثل لتخطي التحديات الراهنة، وأن العالم يحتاج إلى نمط جديد من العمل متعدد الأطراف، مشيرين إلى أن التعافي الأخضر بات ضرورة ملحة على رأس قائمة أولويات حكومات العالم في المرحلة الراهنة، وهنا يجب ألا نغفل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتباينة للدول الناشئة والنامية والتي تأثرت بشدة من جراء جائحة «كورونا»، الأمر الذي قد يعيق من قدرتها على اللحاق بركب التعافي الأخضر، وهو ما يتطلب مساندة المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية لتحقيق الأهداف المنشودة لتلك الأجندة الطموحة، مشيرين إلى أن إكسبو نجح في تفعيل التعاون متعدد الأطراف بشكل أكثر فاعلية ومرونة، وسيحقق هذا التعاون العالمي ثماره المرجوة.

توفير النجاح

وأكد أندريا ماتيو فونتانا، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الدولة، المفوض العام للاتحاد الأوروبي في «إكسبو 2020 دبي»، في تصريح خاص لـ «البيان»، أن هذا الحدث العالمي الذي تشارك فيه 27 دولة من الاتحاد الأوروبي يعد فرصة رائعة للتأكيد على التزام الاتحاد الأوروبي بالتعاون الدولي، في ظل توفير الإمارات كل فرص النجاح للمعرض وحرصها الكبير على تفعيل التعاون الدولي وخلق فرص استثمارية من خلال بيئة جذابة وإيجاد الحلول المبتكرة لكل قضايا العالم،

وقال إن الإمارات تعد أكبر شريك استثماري للاتحاد الأوروبي في دول مجلس التعاون الخليجي وثاني أكبر شريك تجاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيراً إلى أنها أيضاً واحدة من أكبر وجهات التصدير للاتحاد الأوروبي والأكثر أهمية في المنطقة، في عام 2020 بلغت صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الإمارات 25.93 مليار يورو، وبلغت صادرات الإمارات إلى الاتحاد الأوروبي 8.62 مليارات يورو.

بيئة جاذبة

وأضاف، تعتبر الإمارات سوقاً دولياً جذاباً للغاية لكل من الشركات والمستثمرين الأوروبيين، وهي مركز لدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى وخارجها، وهي تقع في موقع استراتيجي بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، وتتمتع بأصول مالية عالية الجودة وبنية تحتية متطورة، وأضاف، الاتحاد الأوروبي والإمارات لهما اهتمام كبير بتطوير التجارة متعددة الأطراف، ويعتبر إكسبو 2020 دبي المنصة المثالية لذلك.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي سبق وأن نظم خلال الشهر الماضي منتدى رفيع المستوى في معرض إكسبو بدبي للتركيز على إمكانات التعاون التجاري والاستثماري بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي في سياق ما بعد كوفيد19، كان هذا هو المنتدى التجاري الخامس بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي وأول حدث رئيسي بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي بعد توقف طويل في الأحداث المادية منذ عام 2020 بسبب الوباء، ووفّر منصة لعرض السياسات والتبادلات حول أوجه التآزر المحتملة والعناصر التكميلية في أولويات الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي الناشئة في سياق ما بعد كوفيد19.

شراكة حقيقية

من جهته أكد الدكتور ليفي أوشي مادويكي، رئيس مكتب الشراكات الاستراتيجية للاتحاد الأفريقي والمفوض العام للاتحاد الأفريقي، أن إكسبو دبي فتح المجال واسعاً حول تكريس الشراكة الحقيقية بين كل الدول من خلال العمل على تعزيز العمل الجماعي المشترك، وتوحيد الجهود من أجل التصدي للتحديات الراهنة التي يواجهها العالم وفي مقدمتها جائحة (كوفيد19)، واكتشاف السبل التي من شأنها تعظيم الفرص في حياة أفضل.

وقال إن إكسبو دبي نجح في بناء الجسور بين دول العالم كافة مما يعتريها من خوف واستقطاب، وعزز ثقافة الوئام وقيمه بين البشر جميعاً، حيث يشكل العيش المشترك والوئام حجر الأساس لاستقرار المجتمعات ورقيها، خصوصاً مع ما نعانيه الآن من صراعات وتنافر وخلاف، وأضاف أن أفريقيا تسعى من خلال إكسبو دبي لاستقطاب استثمارات بما يزيد على 200 مليار دولار خلال المشاركة بإكسبو 2020 دبي، حيث شهد الشهر الماضي منتدى الشراكة الأفريقي الذي أسهم في سد الفجوات وفتح عهد جديد من الشراكة الاقتصادية.

إيجاد البدائل

في الأثناء، أكد مانويل سالتشلي، المفوض العام للجناح السويسري، أن إكسبو نجح في الاختيار الدقيق للموضوعات التي دارت حولها نقاشات، حيث تم إيجاد البدائل والحلول الناجعة التي تتيح مزيداً من فرص التطوير والتنمية في مرحلة ما بعد الجائحة، مشيراً إلى أن العمل العالمي المشترك هو السبيل الأمثل لتخطي التحديات الراهنة وتجاوز تداعياتها السلبية، وأن جهود إكسبو دبي في تعزيز التعاون بين الدول خلال المرحلة المقبلة تنسجم مع الرؤية التي تتبناها سويسرا وتعرضها للعالم في جناحها ضمن إكسبو 2020 دبي.

Email