دستركت 2020 نموذج المدينة المستقبلية الذكية المتمحورة حول الإنسان

أسبوع التنمية الحضرية والريفية في إكسبو 2020.. خطط بناءة لموائل المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد أسبوع التنمية الحضرية والريفية، إكسبو 2020 دبي انعقاد عدد كبير من الفعاليات والندوات والمؤتمرات والحلقات النقاشية البناءة، ركزت في مضمونها على أهمية التخطيط الحضري لموائل المستقبل، حيث يمكن للإنسان أن يعيش ويعمل ويستمتع، كما سلطت الضوء على إرث إكسبو 2020 دبي، دستركت 2020، نموذج المدينة المستقبلية الذكية المتمحورة حول الإنسان، فضلا عن مناقشة أهمية الالتفات للمجتمعات الريفية، وضمان وصول سكانها إلى البنية التحتية والخدمات العامة، كالنقل والسكن، وصولا إلى مصادر الطاقة النظيفة والمساحات العامة الخضراء، لضمان عدم ترك أحد خلف الركب.

واختتم إكسبو 2020 دبي فعاليات أسبوع التنمية الحضرية والريفية، ثالث أسابيع الموضوعات العشرة التي ينظمها الحدث الدولي خلال فترة انعقاده، بالتعاون مع سيمنس، شريك رقمنة البنية التحتية الرسمي لإكسبو 2020 دبي وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، وشبكة الآغا خان للتنمية، والذي انطلقت فعالياته يوم 31 أكتوبر الماضي بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمدن.

حياة آمنة

ومع انطلاق الأسبوع، قالت معالي ريم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لإكسبو 2020 دبي: "سواء في المدن أو في المناطق الريفية، أو المناطق المنظمة أو العشوائية، يمثل الوصول إلى ظروف حياة آمنة وخدمات ميسورة التكلفة حقاً أساسياً وجزءاً لا يتجزأ من توفير الفرص المتكافئة للجميع من أجل تحقيق التقدم والازدهار".
وعلى هامش الأسبوع، أعلن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والمجلس العالمي للمباني الخضراء إطلاق دليل جديد يجمع المعارف المحلية والدولية بشأن أفضل الممارسات المستدامة لإعادة الإعمار والتجديد العمراني في المناطق المتضررة بسبب الكوارث والصراعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك من خلال المعلومات المكتسبة من القضايا الرئيسية، والنُهُج والأساليب المتبعة، مع اقتراح حلول معتمَدة لمشروعات فردية ومجتمعية.

 العيش بتوازن

واستضاف إكسبو 2020 اجتماعاً افتراضياً ناقش الحاضرون خلاله السُبل التي ستُمكّن سكان العالم من العيش والنمو بتوازن مع كوكبنا. وعقدت جلسة نقاشية افتراضية بالتعاون مع المجلس التنفيذي لإمارة دبي، سلطت الضوء على الإنسان كركيزة للمدن، وركزت على السبل التي يمكن لدبي وغيرها من المدن اتباعها لتوفير بيئة أكثر ملاءمة للعيش بحلول 2030 عبر تعزيز النظم البيئية للأعمال ودعم التوازن بين الطبيعة والبيئة الحضرية، إضافة للسُبل التي تمكننا من إحداث تحول مؤثر في مدننا لتكون أكثر مرونة ونشاطا وقدرة على التكيُّف من أجل الأجيال المقبلة.

دستركت 2020

وركز المشاركون في جلسة "دبي: تصميم لأجل المستقبل" النقاشية التي عقدت خلال "منتدى التحضر محفز للتنمية"، والذي عُقد بالتعاون مع غرفة دبي، على المميزات المستقبلية لمدينة دستركت 2020، التي تمثل إرث موقع إكسبو 2020 الحالي، بعد إسدال الستار على فعاليات الحدث الدولي، حيث سيتحول الموقع إلى مدينة حضرية ذكية ونموذج لمدن المستقبل المستدامة. تم تسليط الضوء أيضا على مشروع "مدينة نيوم" في المملكة العربية السعودية، وهي المدينة التي يجمع اسمها بين المصطلح اليوناني "جديد" والمصطلح العربي "المستقبل"، وتهدف إلى المزج بين المعمار التقليدي والحديث القائم على الخدمات الرقمية والذكية.

جلسات حوارية للمرأة

وعلى هامش الأسبوع، عقد جناح المرأة مجموعة منوعة من الجلسات الحوارية، ومنها جلسة خصصت لاستكشاف أهمية جعل المرأة جزءاً أساسياً من عملية تصميم وبناء المدن المستدامة التي تتمتع بمرونة تمكنها من التماشي مع التغيرات المناخية في المستقبل، والكيفية التي يمكن من خلالها تنفيذ هذا الأمر.

واستضاف المجلس العالمي للمرأة جلسة حوارية ركزت على ضمان وصول النساء إلى الموارد، شارك فيها معالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، وأشار خلالها إلى الدور الهام الذي تلعبه النساء في تحفيز الإنجازات الرئيسة لدولة الإمارات. أكد معاليه أيضا على أن إسهامات المرأة ضرورية لمعالجة تحديات المستقبل، على مستوى التخطيط الحضري، مشيرا إلى أن النساء يشكلن حاليا نحو 53.4% من القوى العاملة في مجال الهندسة المتخصصة في وزارة الطاقة والبنية التحتية.
منتديات الأعمال

وعقد في اليوم نفسه في مركز دبي للمعارض في إكسبو 2020 دبي أحد منتديات موضوعات الأعمال، والذي سلط الضوء على التقنيات الجديدة والتقدم وفرص الأعمال المستقبلية في قطاع التنمية الحضرية والريفية، لتحفيز الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني على تبادل المعرفة والتعاون.

كما انعقدت جلسة نقاشية برعاية كل من شبكة الآغا خان للتنمية وجمعية علوم الحيوان في لندن بعنوان "الحلول وسبل العيش المحلية المستندة إلى الطبيعة"، ناقش المجتمعون خلالها كيفية تحقيق الترابط بين المعارف العلمية والتقنيات التكنولوجية الحديثة للتأثير على تصميم الأنظمة العالمية المتجددة والمتنوعة حيويا، مع الأخذ بعين الاعتبار ثقافة المجتمعات الأصلية التي تُمثل مصدراً زاخراً بالمعرفة والابتكار.
 
مدن ذكية مستدامة

وخلال انعقاد أسبوع التنمية الحضرية والريفية، ركز المجلس العالمي في إكسبو 2020 دبي على تبادل وجهات النظر المختلفة حول المدن الذكية والمستدامة، وذلك من خلال حدثان رئيسيان، انعقد الأول منهما تحت عنوان "مدن أذكى من الذكية" في الثالث من نوفمبر، وناقش المتحدثون خلاله طُرق تقنين التقنيات لتحسين مستوى الرفاهية الشاملة للمواطنين، فيما ركز الحدث الثاني الذي انعقد في الرابع من نوفمبر تحت عنوان "المدن الطبيعية" على دراسة المعالم الطبيعية في المناطق الحضرية للمساعدة على التخفيف من حدة التبعات المترتبة على المدن النامية.

فيما استضاف جناح الاستدامة ندوة حول ضرورة اتباع نهج الأسلاف واستكشاف الحلول المبتكرة المبنية على العلاقة الأزلية بين الطبيعة والمجتمعات البشرية، بهدف وضع رؤى جديدة لحلول غير تقليدية لأبرز تحديات البيئة والتنوع الحيوي في المجتمعات.
 

مبدعون في الخير

أما جناح "مبدعون في الخير" من إكسبو لايف، فقد سلط الضوء خلال هذا الأسبوع على المبتكرين العالميين الحاصلين على منح برنامج  إكسبو لايف، ممن يعملون بجد على بناء وتطوير المجتمعات المحلية عبر الحلول المرنة والمستدامة.
وأطلقت ضمن تجارب الزوار في إكسبو 2020 دبي، تجربة "مدن المستقبل"، التي سلطت الضوء على التطورات التي ستغير نمط حياتنا في المستقبل، من خلال اصطحاب الزوار في جولة شملت أجنحة الدول ذات الرؤية المستقبلية، التي تكشف عن كيفية مساهمة المواد المتطورة، والتقنية الذكية، والبيانات الضخمة في جعل المواطنين أكثر أمنا وصحة وسعادة وإنتاجية.

 

Email