«إكسبو» يقدم للعالم نمواً في الأعمال على طبق من ذهب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتميز إكسبو 2020 دبي بالشمولية والتنوع واتساع نطاق أهميته بالنسبة للدول المشاركة بوصفه محفزاً حيوياً لبناء شراكات واعدة بالتزامن مع مواكبة أحدث التوجهات وخلق فرص جديدة وتعزيز التعاون المشترك في كل المجالات والقطاعات، بدءاً من الثقافة والفنون، مروراً بالرياضة، وصولاً إلى الاقتصاد الذي يحتل الأولوية على أجندة العديد من المشاركين الدوليين، ويتجسد هذا الدور التحفيزي من خلال أنشطة الأعمال والملتقيات التجارية والفعاليات المتخصصة، سواء التي ينظمها الحدث أم تلك التي تعقدها أجنحة الدولة إلى جانب المعارض والمؤتمرات الكبرى التي تستضيفها دبي.

وفي تصريحات لـ «البيان»، أكد مفوضو أجنحة دول مشاركة في إكسبو أن الحدث يشكل فرصة لا تتكرر لتسريع وتيرة الانتعاش الاقتصادي وتحريك عجلة نمو وتوسع الأعمال من خلال محاور عدة تأتي في مقدمتها الصادرات، حيث تعمل الدول عبر خطط عمل واضحة واستراتيجيات ترويج مكثفة في الحدث على إعادة إنعاش حركة تصدير منتجاتها وخدماتها إلى الأسواق الإقليمية والعالمية الواعدة، بالإضافة إلى استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى القطاعات الاستراتيجية، إلى جانب ترويج المقومات السياحية لتعزيز حركة السياحة وجذب استثمارات جديدة إلى القطاع.

وأوضح المفوضون أن القطاع الخاص يلعب دوراً حيوياً في مشاركة دولهم بإكسبو 2020 دبي، سواء من خلال الرعاية والدعم المباشر أم من خلال المشاركة في اللقاءات والندوات والوفود التجارية المتنوعة المرتبطة بقطاعات الأعمال، مما يشكل نموذجاً يحتذى للشراكة الفاعلة بين القطاع العام والخاص.

مشاريع نوعية

لفت خوان بابلو كافيليير المفوض العام لجناح كولومبيا إلى أن أجندة الأعمال الكولومبية تهدف إلى تعزيز أطر التواصل والتآزر وتشجيع تأسيس شراكات استراتيجية وإطلاق مشاريع نوعية تعود بالنفع على رجال الأعمال الكولومبيين والمستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا. وتركز أجندة كولومبيا على القطاعات الحيوية ذات الأولوية، وفي مقدمتها قطاع الأغذية الزراعية، حيث تم إطلاق حزمة متكاملة من النشاطات التفاعلية خلال نوفمبر.

ويستعد جناح كولومبيا لإطلاق أجندة متخصصة بالقطاع الزراعي والغذائي خلال فبراير المقبل، حيث يتطلع إلى استكشاف الحقائق الكامنة وراء دور منتجات اللحوم الكولومبية في إضافة قيمة عالية بفضل الالتزام الراسخ بتغذية المواشي بالاعتماد على الأعشاب الطبيعية. كما يستضيف نخبة من الشركات الأكثر تميزاً في دولة الإمارات، تماشياً مع حرص كولومبيا على تزويد قيمة مضافة والمساهمة بفعالية في دعم أهداف استراتيجية تحقيق الأمن الغذائي في الشرق الأوسط.

وأضاف: «يشكل «إكسبو 2020 دبي» مشروعاً استراتيجياً لكونه يتيح بوابةً لأسواق مهمة بالنسبة لكولومبيا وشمال أفريقيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط. ويبلغ عدد الشركات الكولومبية المتواجدة في هذا الحدث العالمي أكثر من 260 شركة، ويتمحور هدفها الأساسي في معرفة الخصائص اللوجستية والمتطلبات الأخرى للسوق، والعمل على إيجاد المزيد من الفرص خلال المدى المتوسط والبعيد».

ورداً على سؤال حول أهم القطاعات بالنسبة لجدول الأعمال الخاص بالجناح قال كافيليير: «تعتبر الزراعة الغذائية والتصميم والأزياء قطاعات بالغة الأهمية بالنسبة لكولومبيا، حيث تملك بلادنا العديد من الميزات التنافسية وتحظى بمكانةٍ متميزة عالمياً على مستوى هذه القطاعات. وتتبع بلادنا نهجاً متفرداً في عالم الأناقة والأزياء، يجمع بين الإبداع والاستدامة وخلاصة خبرات أجيالٍ متعاقبة عملت في صناعة الأقمشة والملبوسات.

ويعتبر هذا النهج السبب الأول في تميز وجودة ملبوساتنا ومكانتها المرموقة عالمياً». وأضاف: «يمثل التصميم إحدى السمات الأبرز للجناح ولكولومبيا عموماً. وسنعرض خلال «إكسبو 2020 دبي» قطع أثاث مصمَّمة ومصنّعة وفق مفاهيم مُبتكرة ومُختلفة عن الصورة النمطية للتصاميم الأخرى حول العالم. وسنقدم تصاميم مذهلة تجمع بين اللمسة المُبدعة للحرفيين اليدويين وأعلى معايير الجودة العالمية.

وتتفرد التصاميم الكولومبية بتنوُّع خياراتها وجاذبية ألوانها المستوحاة من عبق التراث الكولومبي. وتستهدف منتجاتنا بشكلٍ أساسي الساعين لاقتناء أصناف رائعة وحصرية وذات قيمة مضافة. ويشكل نهجنا المختلف عامل جذب يعزز تنافسية معروضاتنا، ويضمن حصول المشترين على منتجات متميزة وخارجة عن المألوف.

وأشار كافيليير إلى أن مشاركة القطاع الخاص الكولومبي في معرض «إكسبو 2020 دبي» هي غير مسبوقة. فهناك حالياً أكثر من 40 جهة من القطاع الخاص جعلت من حضور كولومبيا في هذا المعرض أمراً ممكناً. كما تتواجد هذه الشركات في كل قسم من أقسام الجناح الكولومبي. فبالنسبة لكولومبيا، يعد معرض «إكسبو» أحد الركائز الاستراتيجية للانتعاش الاقتصادي للدولة، على اعتبار أننا سنشهد في هذا الحدث الحضور الحقيقي للدولة والبعثات التجارية وغرف التجارة في هذه المنطقة من العالم، وهو ما يتيح لنا امتلاك منظومة وعوامل موضوعية لخلق فرص الأعمال.

وحول أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص بالنسبة لجناح كولومبيا قال كافيليير: «إنه أمر أساسي وأحد عوامل النجاح لهذا المشروع، لأن عدداً قليلاً جداً من المشاريع يتيح مثل هذا الاتحاد القوي بين القطاعين».

تطوير العلاقات

من جانبه، قال منير سنكري، قنصل ومفوض تجاري لأستراليا في دولة الإمارات إلى أن إكسبو فرصة مهمة جداً لأستراليا، مشيراً إلى أن الحدث يشكل لبلاده فرصة لتطوير علاقاتها التجارية القائمة وتحديد الفرص التجارية والاستثمارية الجديدة، مما يشكل جدول أعمال الجناح الأسترالي، وأضاف: «وكذلك فإن الجناح يعد منصة لأعمالنا في المعرض، فهو يستعرض قوتنا وإمكانياتنا العالمية من خلال مجموعة من الفعاليات الواقعية والافتراضية، واجتماعات الأعمال، والحوارات، والندوات».

وأضاف سنكري: «هناك طرق متعددة نستهدف بها الشركات العالمية والمستثمرين لزيارة الجناح الأسترالي والبحث عن شراكات جديدة مثمرة، فبالإضافة إلى جهودنا المبذولة في التسويق عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، نشارك في العشرات من الفعاليات الصناعية التي يتم عقدها في إكسبو 2020 دبي، حيث نتحدث مع الشركاء المحتملين مباشرة، وكما ذكرت سابقاً، فإن أهم الأسواق بالنسبة لنا هي الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا ونحن نتوقع نمواً قوياً لتواجدنا في هذه المناطق».

وأضاف: «نتوقع أن يزورنا جزء كبير من ملايين الزوار المتوقع حضورهم لإكسبو 2020 دبي، حيث يتم تصنيفنا دائماً بين أفضل الأجنحة من قبل وسائل الإعلام والمعلقين المستقلين، فالزوار يلمسون بأنفسهم ما نقدمه من تجربة مميزة، إضافة إلى فرص أعمال قوية، ناهيك عن العروض الثقافية والتاريخية والفنون والحرف، وعروض الطعام التي أثارت إعجاب الزائرين، فخلقت حالة من الترويج الشفهي لنا على ألسنة الزوار».

وحول توقعات إبرام صفقات استثمارية وشراكات تجارية خلال المعرض قال سنكري: «يهدف الجناح الأسترالي إلى الترويج لأفضل الابتكارات والإبداعات الأسترالية بشكل رئيسي في إكسبو، إضافة إلى التنوع الثقافي لدينا ومنتجاتنا وخدماتنا ذات المستوى المرتفع على الساحة العالمية، وبالفعل تمكنت شركاتنا من إبرام صفقات تجارية تزيد قيمتها على 170 مليون دولار أسترالي للسلع والخدمات التي قدمتها في الفترة التي سبقت افتتاح المعرض، ونتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير في الأشهر المقبلة، لكن التأثير التجاري الأكثر أهمية للمعرض لن يظهر إلا في السنوات المقبلة مع نضوج هذه العلاقات وتقويتها».

وفود تجارية

وبدوره أوضح هيلموت دولر، نائب المفوض العام لجناح النمسا أن بلاده تقوم بالتنسيق لمجموعة من الفعاليات تزامناً مع أسابيع الموضوعات التي ينظمها إكسبو 2020 دبي، بالإضافة إلى أهم المعارض التي تُقام في الإمارات، حيث يقوم الجناح بدعوة واستقبال وفود من النمسا على هامشها كي تتمكن هذه الوفود من الالتقاء بوفود الدول الأخرى وشركاء إكسبو إلى جانب الشركات في الإمارات. وأضاف: «يأتي أحد أهم الأحداث بالنسبة لنا في 19 نوفمبر 2021، والذي يتم خلاله الاحتفال باليوم الوطني النمساوي في إكسبو 2020 دبي، حيث نتوقع قدوم الرئيس النمساوي أليكسندر فان در بيلين، ووزير الاقتصاد مارغرات شرامبوك ورئيس غرفة التجارة هارلد ماهرر، وسيأتي معهم حوالي 200 مشترك للمشاركة في هذا الحدث».

حلول مبتكرة

وبدورها، أكدت ماري-جينفييف مونييه، المفوض العام لجناح كندا أن إكسبو يوفر فرصة لا مثيل لها للشركات الكندية لتوسيع أسواقها واستكشافها وتنويعها، ولعرض مزايا الأعمال الكندية للعالم.

وأضافت: «تهدف كندا إلى عرض المزايا التجارية والاستثمارية الكندية للعالم بالإضافة إلى حلولها المبتكرة في القطاعات الرئيسية من خلال ربط الشركات الكندية بالفرص الدولية للتجارة والشراكات والابتكار والاستثمار، ويقوم المفوضون التجاريون الكنديون والمنظمات الشريكة بتنسيق سلسلة من البعثات التجارية والمؤتمرات والأحداث، حيث يمكن للشركات الكندية والدولية أن تجتمع وتناقش الفرص التجارية. تقام العديد من الفعاليات في موقع إكسبو، بينما يقام البعض الآخر في المعارض التجارية الرئيسية التي تقام في الإمارات».

استدامة وابتكار

أما باولو غليسينتي المفوض العام للجناح الإيطالي، فأكد أن فعاليات الأعمال والاستثمار لجناح بلاده تتضمن أولاً تعزيز العلامة التجارية الإيطالية للتصنيع والتكنولوجيا من حيث الموثوقية والاستدامة والابتكار. ثانياً، جذب الشراكات مع سلاسل التوريد الإيطالية المؤلفة من الشركات الصغيرة والمتوسطة المبتكرة والشركات الكبيرة التي تولّد نماذج أولية مرنة في القطاعات الرئيسية مثل تغير المناخ واقتصاد الفضاء.

الجناح الياباني.. التقاء الأفكار

أكدت يابوناكا أيكو، الأمينة العامة لجناح اليابان أن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين بلادها والإمارات والشرق الأوسط يمكن أن يتم عبر تعميق قيم التفاهم والصداقة، ويلعب إكسبو دوراً رئيساً في هذا الإطار.

وأوضحت أن الجناح الياباني مكان «تلتقي فيه الأفكار» ولا يروج للأعمال التجارية بشكل مباشر، ومع ذلك، تماشياً مع مبادرة إكسبو 2020 دبي في المواءمة مع المعارض المتخصصة، نعمل على تعزيز الروابط بين العارضين اليابانيين المشاركين في جيتكس ومعرض الخليج للأغذية ومعرض الصحة العربي وغيرها.

الحدث يفتح أعين العالم على شعب بولندا وإبداعاته

أوضحت مونيكا ديلوج ساجور، نائب المفوض العام لجناح بولندا أن السمتين المميزتين لبولندا هما شعبها وإبداعهم، وأضافت: «نجحت الشركات البولندية في عرض إبداعاتها في مختلف الصناعات ونستخدم هذه المهارات للترويج لموضوع الاستدامة في جناح بولندا في إكسبو 2020 دبي. وأشارت إلى أن أحد القطاعات العشرة التي تروج لها بولندا خلال معرض إكسبو 2020 دبي هو صناعة مستحضرات التجميل مضيفة إلى أن استراتيجية أعمال وآمال بلادها كبيرة.

وأضافت: «بولندا غنية للغاية بالابتكار التكنولوجي. من خلال موضوع إكسبو «تواصل العقول وصنع المستقبل»، نهدف إلى تسليط الضوء على أحدث الابتكارات التكنولوجية ووضع بولندا على خريطة الابتكار والظهور كلاعب رائد في مجال ريادة الأعمال. نحن هنا لنعرض أكثر أدواتنا البيئية التشغيلية للعالم ونقوم بدورنا في إحداث التغيير المطلوب في تبني الاستدامة وتحويل العالم».

آفاق وأسواق جديدة في الجناح الفرنسي

أوضح إريك لانكيه مفوض عام فرنسا في «إكسبو» ورئيس شركة كوفريكس، أن جناح فرنسا يعمل على بناء علاقات وطيدة مع شركائه لوضع برنامج ثقافي وتعليمي وعلمي وتكنولوجي وإبداعي، ويتيح لهم الفرصة لإظهار مهاراتهم ومواهبهم وابتكاراتهم كلٌ في مجال تخصصه.

وأضاف: يمثل «جناح فرنسا»فرصة مثالية لجميع الفنانين ورجال الأعمال والأكاديميين والشركات والجمعيات والمؤسسات الفرنسية من أجل التوسع دولياً وانتشارها في أسواق جديدة والتعبير عن التزامها نحو بناء مجتمع مستدام من أجل مستقبلنا الجماعي، وبالإضافة إلى ذلك، نحن نعمل عن كثب مع رعاتنا الذين يجسدون أفضل ما تزخر به فرنسا. على سبيل المثال لا الحصر، سفيرنا شركة «أنجي» وأحد رعاة جناحنا، وهي شركة رائدة في مجال تحويل الطاقة نحو تنقل أكثر استدامة.

Email