مسؤولون ومتخصصون في قمة سيتي سكيب: فرص عقارات دبي كبيرة بعد "كوفيد19"

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مسؤولون ومتخصصون في القطاع العقاري وجود فرص كبيرة للقطاع في دبي بعد تجاوز تداعيات جائحة كوفيد-19، وذلك خلال مشاركتهم في أعمال قمة سيتي سكيب العالمية، التي انطلقت اليوم الأحد في مركز دبي للمعارض في إكسبو 2020 وتستمر فعالياتها حتى غد الاثنين.

وناقش المسؤولون والمتخصصون بوادر الانتعاش الأولى في القطاع العقاري، مع ارتفاع أسعار العقارات الفاخرة، والفرص الكبيرة للقطاع العقاري في دبي، خاصة بعد تجاوزها تداعيات الجائحة. وتناولت القمة أيضاً المشاريع الضخمة في المملكة العربية السعودية، وآفاق مشاريع الإرث والتجديد الرائدة، والتي تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط على وشك دخول أكثر الأوقات انتعاشا للقطاع العقاري منذ أيام الازدهار الكبير للعقارات في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وقال سلطان بطي بن مجرن، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي: "نخطو خطوات واثقة نحو مستقبل عقاري واعد بعد أن لمسنا آثار جائحة كورونا في جميع جوانب حياتنا وتجاوزناها بصمود وقوة، لنكون استبقايين ونحقق نموا إيجابيا من خلال تحدينا لهذه الأزمة، ليصبح القطاع العقاري أكثر قوة ونضجاً".

وأضاف: "بفضل حسن إدارة الأزمة من جانب الحكومة بتوفير كافة الممكنات والدعم والمحفزات، إضافة إلى التكامل الملموس بين القطاع العام والخاص، زادت ثقة المستثمر في اقتصاد دبي وانعكس ذلك على أداء السوق العقاري، الذي حقق قفزات هائلة عززت من أنشطته وجاذبيته".

وبلغة الأرقام، وبخصوص استشعار السوق العقاري لتأثير انعقاد إكسبو 2020 دبي، قال بن مجرن: "حققت المبايعات العقارية خلال الربع الثالث من 2021 أعلى قيمة للمبايعات العقارية منذ الربع الرابع من العام 2013 بعدد مبايعات تخطت 15 ألف مبايعة بقيمة 42 مليار درهم.. وبالنسبة للرهون العقارية، شهد الربع الأول من عام 2021 تسجيل أعلى عدد للرهون تم تسجيله في دائرة الأراضي والأملاك بعدد رهون تخطت ستة آلاف رهن عقاري بقيمة تخطت 39 مليار درهم".

وفي ختام حديثه، قال بن مجرن: "أقف على أرض إكسبو 2020 دبي، ولا يسعني إلا أن أثني على جهود فرق العمل في دبي على مضيها في تحقيق رؤية قائد دبي وأن أتمنى لكم قمة سيتي سكيب ناحجة واستثنائية".

خطة

وتناولت القمةُ الخطةَ الحضرية لدبي 2040، لتكون أفضل مدينة للعيش والعمل في العالم. وقال ناصر بوشهاب، المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والحوكمة المؤسسية في هيئة الطرق والمواصلات بدبي: "من المتوقع أن يرتفع عدد السكان المقيمين في دبي من 3.3 ملايين نسمة في 2020 إلى 5.8 ملايين نسمة في 2040. وسيرتفع عدد الموجودين بالإمارة خلال ساعات النهار من 4.5 ملايين نسمة في 2020 إلى 7.8 ملايين نسمة في 2040، حيث سيتم استغلال المسـاحات المتوافرة ضمن حدود خط التنمية العمرانية الحـالي، وستتركز التنمية العمرانية في نطاق المنطقة الحضرية القائمة".

وأضاف: "سيتم توفير كل احتياجات السكان من خلال تطوير مراكز خدمية متكاملة بكل مناطق دبي سيراً على الأقدام أو باستخدام الدراجة الهوائية أو وسائل التنقل المستدام، والتركيز على رفع مستوى جودة الحياة، ورفع الكثافة السكانية ضمن المناطق القريبة من محطات النقل الجماعي الرئيسية".

ويتضمن المخطط الحضري 2040 توفير الاحتياجات الإسكانية المستقبلية للمواطنين في مجتمعات متكاملة وفق أفضل المعايير التخطيطية، تشمل المساحات الخضراء والمراكز التجارية والمرافق الترفيهية، بما يعزز من جودة ورفاهية حياة المواطن لأكثر من 20 عاماً، حيث ستصل مساحة الأراضي المخصصة لإسكان المواطنين إلى 157 كيلومتراً مربعاً في 2040. وتتضمن الخطة إعادة إسكان المواطنين في المناطق القديمة لتعزيز ارتباطهم بتلك المناطق.

وبحسب الخطة، ستتضاعف المساحات الخضراء والترفيهية والحدائق العامة، مع توزيعها لخدمة أكبر عدد من السكان؛ وسيتم إنشاء شبكة من الممرات الخضراء تربط مناطق الخدمات والمناطق السكنية وأماكن العمل، لتسهيل حركة المشاة والدراجات ووسائل التنقل المستدام في أنحاء المدينة، بالتنسيق مع المطورين والجهات الحكومية المعنية. وستتضاعف مساحة الأنشطة الفندقية والسياحية بنسبة 134%؛ وسترتفع مساحة الأنشطة الاقتصادية إلى 168 كيلومتراً مربعاً، لتعزيز مكانة دبي كمركز اقتصادي ولوجيستي عالمي؛ أيضاً، ستزيد مساحات الأراضي المخصصة للمنشآت التعليمية والصحية بنسبة 25%؛ وسيزيد طول الشواطئ المفتوحة للجمهور بنسبة 400% في عام 2040.

وتشمل خطة دبي الحضرية 2040 استكمال خطة التنمية والتطوير لمنطقة حتّا خلال العشرين عاما المقبلة؛ وتتضمن أيضا تطوير خطة تنمية متكاملة للمنطقة تتماشى مع توجه الدولة نحو تشجيع السياحة الداخلية والعمل على استقطاب المزيد من السياحة الخارجية، وذلك من خلال تعزيز جاذبية منطقة حتّا ومقوماتها الطبيعية والتراثية والحفاظ على استدامة بيئتها.

ووفقاً للخطة، سيتم الحفاظ على طبيعة منطقة حتّا وتنميتها وإعمارها بمشاركة القطاع الخاص، وتوفير الفرص لتشجيع ودعم المشاريع الوطنية المحلية لأهالي المنطقة، بما يدعم تنشيط السياحة وتشجيع رواد الأعمال وفق ضوابط للحفاظ على طبيعتها وهويتها المميزة، بالإضافة إلى تطوير مجمعات سكنية متكاملة للمواطنين تلبي احتياجاتهم الحالية والمستقبلية.

وضع مثالي

وقال إيان غولدين، أستاذ العولمة والتنمية في جامعة أكسفورد: "توجد فرص كبيرة لدبي، التي توفر العيش والعمل في أجواء ممتعة. أنا متفائل، فنحن نشهد حقا انتعاشا مقارنة بالمستويات التي رأيناها قبل الوباء وسيستمر هذا.. وضع دولة الإمارات العربية المتحدة مثالي، فهي جسر بين دول العالم ومركز هام، فضلا عن وضعها  الاقتصادي المميز".

وخلال القمة، وضع مسؤولون ومتخصصون الاستدامة على رأس أولويات مشاريع التطوير العقاري الحالية والمستقبلية، وأكدوا على ضرورة تبني الممارسات المستدامة خلال عملية التطوير وأن تكون المباني والمشاريع الاقتصادية مستدامة بيئيا واقتصاديا.

مسيرة

واستعرض مروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، مسيرة شروق في رفد الشارقة بالكثير من المشاريع السياحية والترفيهية والاستثمارية. وقال السركال: "نتبنى في جميع مشاريعنا المتنوعة نهجا مستداما بيئا واقتصاديا".

وتروج شركة شروق لإمارة الشارقة وتعرض مميزاتها الفريدة بهدف استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث يوفر القطاع السياحي في الشارقة تنوعا مميزاً، فضلاً عن خيارات تشمل البيئة والتراث والثقافة، وهي وجهة للسياح الذين يبحثون عن تجربة سياحية ثرية وفريدة.

سياحة فاخرة

وخلال جلسة البحر الأحمر، قال جون باجانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير وشركة أمالا: "نحن هنا اليوم للحديث عن إمكانية تطوير قطاع عقاري أكثر استدامة، ونحن نعمل على تطوير مشروعين سياحيين طموحين على الساحل الغربي للمنطقة الجنوبية في المملكة العربية السعودية، وتطوير وجهة سياحية فاخرة تسمى مشروع البحر الأحمر. عندما بدأنا في هذه الرحلة، قمنا بإجراء محاكاة تخطيط مكاني بحري شامل، وهي الأكبر من نوعها في أي مكان في العالم للتأكد من الحفاظ على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر وتبني أفضل ممارسات الاستدامة خلال عملية التطوير".

وأضاف: "جلبنا العلماء أولاً قبل أن نجلب المهندسين المعماريين، وعلمنا أن موقعنا يمكن أن يستوعب بسهولة 10 ملايين زائر سنويا؛ لكن الأمر لن يكون في صالح البيئة، فقررنا أن يكون فقط لمليون زائر سنوياً، وهذا هو سقفنا البيئي ونعتزم التمسك به. والأمر الثاني هو الاكتفاء الذاتي، حيث سيستخدم المشروع الطاقة الشمسية. وثالثا، نحن لأن نحافظ على الموائل التي تدعم التنوع الحيوي، وبالتالي عزل الكربون، بل نعمل على زيادة هذه الموائل".

وتُعقد قمة سيتي سكيب العالمية في إكسبو 2020، حيث يطرح كبار المستثمرين والاقتصاديين والمهندسين المعماريين والمصممين والمنظمات العالمية المعنية بقطاع العقارات رؤاهم في هذا الحدث الدولي، الذي يجمع أكثر من 200 جهة مشاركة، بينها 192 بلدا في دولة الإمارات على مدى ستة أشهر، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.

Email