برعاية الشيخة فاطمة ومن خلال «الاتحادية للشباب» و«أبوظبي للغة العربية» و«هيئة الطفولة»

شباب الوطن يصممون كتاباً مصوراً عن القيم الإماراتية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، دشنت المؤسسة الاتحادية للشباب من جناح الشباب في إكسبو 2020 دبي، وبالشراكة مع مركز أبوظبي للغة العربية وبالتعاون مع هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة مشروع تصميم كتاب مصور للقيم الإماراتية.

وبهذه المناسبة أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أن مشروع تصميم كتاب مصور للقيم الإماراتية جاء ترجمة لجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على تراثها الحضاري وثقافتها التي توارثناها عبر الأجيال وما قدمته لأبناء الوطن من إرث فكري وإبداعي، ليشكل مسؤولية وطنية وتاريخية نحملها اليوم إلى شبابنا المخلصين الذين يدركون أن المستقبل ينطلق من وحي تراثنا وتاريخنا العريق.

وقالت سموها: «لا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نستذكر السيرة العطرة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، التي لا تزال تعبق بها الأمكنة والتواريخ، لقائد لم ينس شعبه طيلة حياته فحصد حباً جماً يزداد رسوخاً في ذاكرة الوطن والأرض والبشر الذي ظل يحرص كل الحرص على الحفاظ على تراثه وترسيخ قيمه، تعزيزاً لنهج التوازن بين الأصالة والمعاصرة، وما زالت دولة الإمارات في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، مستمرة على خطى القائد المؤسس نفسها للتمسك بفضائل تراث الوطن وترسيخه في ثقافة المواطنين حتى تدوم الروابط بين الماضي والحاضر والمستقبل».

بناء الإنسان

وتابعت سموها: «لدينا حضارة كبيرة وموروث ثقافي غني لم ينحصر في الممارسات اليومية والعادات والتقاليد التي تتميز بها دولة الإمارات، بل إنها أشمل وأعمق لفكر ورؤى وقيم حملت في طياتها أنبل المعاني في بناء الإنسان، واحترام المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع، ومنح الشباب الثقة والفرصة للتحليق والابتكار، وصون حقوق الطفل وتهيئة البيئة الحاضنة لطاقاته الخلاقة، وتقدير عطاء كبار مواطنيها وتثمين دورهم في نقل الخبرات والمعارف في أجواء تتناسب مع احتياجاتهم وتراعي رغباتهم ومتطلباتهم، وتمكين أصحاب الهمم، لتحقيق مشاركتهم الفاعلة والفرص المتكافئة لهم في ظل مجتمع متجانس، ليس ذلك وحسب بل تشرّب أبناؤها الكرام أيضاً الاحترام المتبادل والعطاء وعمل الخير والتسامح والاجتهاد والتواضع وخدمة المجتمع والانتماء لوطن السلام والمحبة».

واختتمت سموها: «أبنائي وبناتي شباب الوطن الأوفياء، عليكم أن تعوا كل الوعي بأن تراثنا الحضاري هو الثروة الوطنية لدولة الإمارات، التي أثق بأنها ستزدهر بجهودكم وهمتكم العالية وتفانيكم المعهودة».

التربية الأخلاقية

ويندرج هذا المشروع ضمن «البرنامج الوطني لقيم الشباب الإماراتي» الذي يسلط الضوء على القيم التي يتحلى بها أبناء الإمارات، والتي تنبع من التربية الأخلاقية التي تعلموها في المنازل والمدارس، والتي تساهم بتعزيز الترابط المجتمعي بين الجميع،

وسيعمل على تطويره وتصميم وتوثيق فصوله الشباب الإماراتي، على أن يتم نشره في النسخة الــ 31 لمعرض أبوظبي للكتاب 2022. بحيث يمكن للمهتمين المشاركة من خلال زيارة الموقع الإلكتروني https:/‏/‏values.youth.gov.ae/‏book ومختلف الحسابات التابعة لها على منصات التواصل الاجتماعي.

وتم إطلاق المشروع في جناح الشباب في إكسبو 2020 دبي بحضور معالي شما بنت سهيل المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، وسعيد النظري مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب والرئيس التنفيذي للاستراتيجية في مركز الشباب العربي، وضرار بالهول الفلاسي عضو المجلس الوطني الاتحادي والمدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، وعدد من الشباب.

دعم

وأكدت معالي شما بنت سهيل فارس المزروعي على الأهمية الكبرى التي توليها القيادة الرشيدة لدور الشباب وإسهاماتهم، لاسيما الدعم الخاص الذي توليه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لملف تمكين الشباب والمرأة والطفل.

وأعربت عن امتنانها وتقديرها لرعاية سموها ودعمها لدور الشباب في ترسيخ قيمنا وعاداتنا الأصيلة التي ورثناها عن الآباء المؤسسين وحرصها على إبراز دور شباب الوطن في جميع المجالات لكونه خير سفير لوطنه ودولته وحكومته التي تعمل على توفير كل مقتضيات التميز لشباب وشابات الإمارات ليكونوا ركيزة أساسية في بناء نهضة الوطن وشريكاً في تنميته.

ودعت معاليها الشباب إلى المساهمة في تطوير محتوى الكتاب الجديد، مؤكدة على دورهم الأساسي في المحافظة على القيم السامية المتوارثة من الآباء والأجداد، وقالت معاليها «إيماننا بدور الشباب مستمد من نهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي آمن بأن بناء الوطن وتنميته لا يمكن أن يتحققا من دون طاقة الشباب».

وتابعت معاليها بالقول «إن مشاركة الشباب في هذا العمل ستضيف لهم خبرات جديدة وتفتح لهم آفاقاً للإبداع والتميز واستغلال طاقاتهم ما سيكون له بالغ الأثر في نقل صورة مشرفة لدولتنا وثقافتها وتراثها وأخلاق شعبها وعاداته وتقاليده إلى كل الشعوب».

مبادرة

وفي هذا الإطار، قال سعيد النظري: يحظى برنامج القيم الإماراتية برعاية ودعم كريمين من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، ولقد اخترنا إطلاق هذه المبادرة خلال هذا المحفل العالمي في جناح الشباب في إكسبو 2020 دبي الذي يجمع شباب الإمارات بنظرائهم من أكثر من 190 دولة حول العالم؛ ولما للقيم والهوية الإماراتية من دور بتقديم صورة إيجابية متكاملة عن دولتنا ومجتمعها».

وأضاف النظري: «سيتيح الكتاب المصور عن القيم الإماراتية الفرصة للشباب المبدعين رسم وتصميم سيناريوهات تترجم القيم الإماراتية للأجيال، وستقدم كل صفحة من صفحاته قيمة مستوحاة من تراثنا وعاداتنا الأصيلة بعيون وأسلوب المواهب الشابة، بحيث يشكل مرجعاً مصوراً يوثق المعاني التي تقف عليها تلك القيم وانعكاساتها على الشباب والمجتمع، وسنقوم بإطلاقه ومناقشته في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي بات بمثابة الحاضنة الثقافية للمحتوى الفكري والإبداعي».

توثيق

من ناحيته أكد الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية أهمية هذه المبادرة التي وصفها بأنها تجمع بين ثلاثية القيم واللغة والفن، وأن توثيق مشاهد القيم الإماراتية في كتاب لا يمثل المجتمع الإماراتي وحسب بل الأصالة العربية، وأن الكتاب سيتيح إيصالها إلى العالمية من خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب. وقال: «سيرسم الكتاب مشاهد من وحي أصالة القيم الإماراتية بعيون الشباب ورؤاهم، وربما هم الأقدر على ترجمتها بلغة بسيطة، وعصرنتها لتواكب المشهد العالمي وتتشرب معانيها الأجيال القادمة، وسيحرص مركز أبوظبي للغة العربية على جودة المحتوى بما يليق بجمهور الكتب عموماً والجمهور العالمي لدولة الإمارات على وجه الخصوص، وسيعمل مع الخبراء على مراجعته وتقديمه بأسلوب شيق ومبتكر ليضيف إلى المكتبة العربية عنصراً جديداً يجمع بين روعة الفن وأصالة القيم».

جهود

من جانبها ثمّنت سناء محمد سهيل مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة الجهود الكبيرة التي توليها القيادة الحكيمة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتعزيز جودة الحياة ورفاهية المجتمع، والاستثمار في بناء الإنسان وتوفير أرقى سبل النمو والازدهار له، مؤكدة أهمية المشروع في غرس القيم الإماراتية والموروثات الحضارية لمجتمع الإمارات في نفوس الأطفال منذ السنوات الأولى من حياتهم، وترسيخ جهود الهيئة في تأصيل مجموعة السمات الأساسية التي حددتها الهيئة ضمن أربعة مجالات رئيسية تركز عليها لبلورة شخصية الأطفال وتعزيز الإبداع لديهم عند إتمامهم عامهم الثامن، لضمان أفضل تنشئة لهم وإعدادهم للمستقبل ليكونوا مؤثرين في مجتمعهم ومساهمين في مسيرة النهضة والبناء لوطنهم.

وأشادت باختيار - المؤسسة الاتحادية للشباب ومركز أبوظبي للغة العربية - فئة الشباب للمشاركة في هذا المشروع الثقافي والتنموي المهم، مما يجسد حرص الدولة على التمكين الاجتماعي للشباب ورفع مشاركتهم في تحقيق التنمية الشاملة، وتعزيز دورهم المهم كنماذج ملهمة للطفل، من خلال توثيق ومشاركة خلاصة خبراتهم وتجاربهم الإيجابية مع الأجيال الصاعدة، انطلاقاً من مسؤوليتهم المجتمعية تجاه دعم وتمكين قطاع الطفولة المبكرة.

وتبعت فعالية الإطلاق والتوقيع جولة للحضور في مقر جناح الشباب، والذي يعمل على التعريف بالنموذج الإماراتي لتمكين وإشراك الشباب من خلال برامج وأنشطة المؤسسة الاتحادية للشباب ومركز الشباب العربي، عبر تقديم قصة الإنسان وقدراته.

Email