«آيرمان» رقصات هولندية تجسّد علاقة الإنسان بالتكنولوجيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

10 دقائق ساحرة، تأخذك نحو عوالم أخرى، تعاين فيها العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، ترى فيها مشهداً سينمائياً، تشعر بأنه خرج لتوه من رحم غرف مونتاج فيلم خيالي، خلال الدقائق العشر تلك، ترى فيها كيف تحوم الطائرات المسيرة أو «الدرون»، حول شخص واحد، تبدو كأنها قد ربطت بجسده عبر خيوط خفية، حيث كانت تلاحقه أينما ولى وجهه، ويلاحقها هو كلما قررت الصعود نحو الأعلى، أو تنزل على سطح الأرض، لتحدث بذلك تشكيلات مختلفة ألوانها وأوضاعها. ذلك العرض، يحمل عنوان «آيرمان»، قدمه أحد أعضاء فرقة «اناذر كايند أوف بلو» الهولندية، التي خرجت من رحم برنامجي «بريطانيا غوت تالينت»، و«أمريكا غوت تالينت»، حيث أدت فيها الفرقة أداءً حسناً، مكنها من الوصول إلى النهائيات.

جماليات ما يؤديه «آيرمان» من رقصات، لا تظهر سوى في الظلمة، حيث تتجلى فيها أضواء الطائرات المسيرة، التي تشعر بأنها تتراقص على وقع الموسيقى، وتغازل من يحركها، لتشكل بألوانها قوس قزح، الذي ينير فضاء إحدى قاعات مركز دبي للمعارض، الذي استضاف عروض الفرقة، فيما تم العرض تحت إشراف ديفيد ميديندروب.

فكرة

رقصات «آيرمان» ارتدت ثوب الحداثة، رغم كلاسيكية الموسيقى، حيث جاءت لتتواءم مع طبيعة الفكرة التي تقوم أساساً على حركة الطائرات المسيرة المستقلة تماماً، لتعكس هذه الرقصات، مدى تطور العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا. هذه الرقصات ابتكرت على يد ديفيد ميديندروب، الذي عشق الرقص منذ كان في عمر 16، حينها كان لا يزال عضواً في المعهد الموسيقي الملكي، ولكنه سرعان ما طور اهتمامه بتصميم الرقصات، مستغلاً في الوقت نفسه شغفه بالتكنولوجيا، ليؤدي به المطاف إلى إنشاء معهده الخاص بالرقص، ليجمع من خلاله شغفه بالرقص والتكنولوجيا، مقدماً مزيجاً عبقرياً من الرقص الحداثي.

عروض «آيرمان»، التي جاءت احتفالاً باليوم الوطني الهولندي، حيث احتفى به معرض إكسبو 2020 دبي، كانت كفيلة بجذب انتباه الجمهور، الذي صفق لها طويلاً، قبل أن تحط الطائرات المسيرة رحالها على الأرض.

Email