«الدماغ الواعي» يتفوق على الذكاء الاصطناعي في روسيا

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

طرحت ندوة «الدماغ الواعي» التي نظمها الجناح الروسي ضمن سلسلة برامجه التفاعلية المخصصة للدماغ البشري التي تحاول الإجابة عن العديد من التساؤلات العلمية والمجتمعية من حولنا والمرتبطة بشعار الجناح «روسيا - مصدر إبداع لا ينضب»، ومنها كيف نجد مكاننا في عالم مترابط، وكيف يمكن أن نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل رغم اختلافاتنا؟ عبر آفاق وحدود التكنولوجيا العصبية، وثورة علوم الدماغ، والتي تنظر إلى الواقع والمستقبل بشكل يفوق الخيال.

وجمعت الندوة التي أقيمت في مركز دبي للمعارض القاعة الجنوبية، واستمرت لمدة 3 ساعات متواصلة، 5 من أفضل علماء تكنولوجيا الأعصاب، إلى جانب أساتذة في علوم الفلسفة والمجتمع قدمها الإعلامي الروسي الشهير فلاديمير بوزنر، أمام حشد كبير من الجمهور والمهتمين، والذي بلغ 300 شخص أنصتوا بحماس لكافة الأفكار العلمية التي تخترق مستقبل التكنولوجيا العصبية في محاولتها المستمرة لفهم آليات عمل الدماغ، وهل سنكون قادرين على إنشاء ذاكرة مطلقة، أو بناء واجهات عصبية يتحكم فيها العقل، أو التحكم في مزاجنا بمساعدة الأدوات، وهل من السهل تصديق أن علم الأعصاب سيوسع بشكل جذري قدرات أدمغتنا في المستقبل القريب.

مقاربة مستحيلة

وفي سياق تفوق العقل البشري أو الدماغ على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حتى يومنا هذا تقول الدكتورة تاتيانا تشيرنيغوفسكايا، مديرة معهد الدراسات المعرفية، بجامعة سانت بطرسبرغ والمتخصصة في مجالات علم النفس العصبي والبيولوجيا العصبية للغة: علينا في البداية أن نؤكد أنه ما زال أمام العلم طريق طويل ليدرك كيفية عمل الدماغ البشري، فهو أمر مستحيل للمقاربة أو المحاكاة للعديد من الأسباب، أولها أن الدماغ على ما يعادل 100.000 ميل من الأوعية الدموية، وهذا بالإضافة لمائة مليار خلية عصبية والذي يعادل مساحة كوكب، والذي يشكل وزن شمامة تقريباً، ويستهلك 17% من طاقة الجسم و20% من الأكسجين، ويحتوي على 2% فقط من العضلات، فهل يستطيع «الروبوت» المخترع مستقبلاً استيعاب كل ما يحدث في العقل البشري، بكل تأكيد لا.

العقل اللاواعي

وفيما يتعلق بوظائف الدماغ وفي مقدمتها الإدراك والمشاعر واتخاذ القرارات، وكيف يمكن محاكاتها بالذكاء الاصطناعي، أكد ألكسندر كابلان الدكتور ورئيس مختبر الفيزيولوجيا العصبية والواجهات العصبية، جامعة لومونوسوف موسكو الحكومية، مطور تقنيات الواجهة العصبية، أن الأمر ما زال بعيد المنال، حيث أظهرتْ بحوثُ العقل اللاواعي أن الدماغ يُصدر أحكاماً وقرارات بسرعة وتلقائية، ويصنع توقعاتٍ بشكل مستمرّ بخصوص الأحداث المستقبلية. طبقاً لنظرية «العقل المتنبّئ»، ينشأ الوعي فقط عندما تفشل توقعات الدماغ الضمنية في التجسّد.مثلث التفكير

وأشار الدكتور والفيلسوف الروسي فاديم فاسيليف، مدير مشارك لمركز موسكو لدراسات الوعي، إلى أنه تم اكتشاف الخريطة الدماغية في أوائل القرن العشرين، وبيَّنت الدراسات أن الدماغ مجزأ إلى أقسام، يختص كل منها بأمر ما، ولكن إلى أي درجة هذه المناطق هي المسؤولة عن تفاعلاتها؟ وهل يوجد جهاز داخل الدماغ لإدارة هذا التفاعل، أم أن كل جزء مسؤول عما يقوم به من دون تنسيق مع الأجزاء الأخرى؟ فجميع النظريات تدور في فلك أن قواعد اللغة هي فطرية، وأن هناك عوامل مشتركة عالمياً، هي السائدة.

Email