السياحة البيئية.. مفهوم ينطلق للعالم من إكسبو

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

السياحة البيئية، إحدى الركائز الأساسية التي حرصت الدول على الترويج لها خلال مشاركتها في إكسبو 2020 دبي، حيث حشدت إمكاناتها ومواردها الطبيعية، لتقدمها للزوار بصورة مختلفة عبر الواقع الافتراضي، أو من خلال الصور والكتيبات التي تعج بها أجنحتها، وتعلق أغلب الدول آمالاً كبيرة على مشاركتها في إكسبو، لإبراز سياحة دولها للعالم، وخصوصاً السياحة البيئية، التي تتميز بتنوعها وثرائها، والتي تشكل فرصة متميزة للراغبين في التأمل في الطبيعة، والابتعاد عن ضجيج الحياة، وتعد هذه السياحة، بمثابة مكمن القوة الذي يمكن الاعتماد عليه لاستقطاب السياح، بعد انقطاعهم عن السفر، وانخفاض أعدادهم بسبب جائحة «كورونا»، كما أن أهدافها تتماشى مع مفهوم الاستدامة، وهو أحد المواضيع الرئيسة لإكسبو 2020 دبي.

نظم طبيعية

وتعنى السياحة البيئية باستقبال السياح في المناطق الطبيعية التي تعمل على الحفاظ على النظم الطبيعية، والاستخدام المستدام للموارد البيئية، ويشمل الطبيعة القائمة على المغامرة والسياحة الثقافية، التي توفر الفرص الاقتصادية للسكان المحليين.. «البيان» رصدت خلال جولتها في عدد من أجنحة الدول المشاركة، الحضور الكبير للسياحة البيئة المستدامة، وتوجه الدول نحو الاهتمام بها وتطويرها، باعتبارها ركيزة أساسية لاستقطاب السياح.

وفي هذا السياق، يروج جناح دولة بوليفيا، التي تقع في القارة الأمريكية، للمنتزهات الوطنية التي تضم منظومات إيكولوجية متنوعة، والتي توفر لهواة السياحة البيئة تجربة متميزة، حيث تتمتع الدولة بأربعة أنوع من البيئات الحيوية، تتوزع على 32 منطقة إيكولوجية، و199 منظومة بيولوجية، فيما يحكي جناح كوستاريكا، شكلاً آخر من السياحة البيئية، إذ تضم البلاد 6.5 % من التنوع البيولوجي في العالم، و12 مناخاً محلياً، وتحرص الدولة على العناية الخاصة بالطبيعة، وعدم المساس بها، من خلال حث شعبها على الزراعة بتناغم مع الطبيعة، كما تروج للشواطئ للبكر التي تضمها، وخصوصاً تلك الواقعة على المحيط الهادئ والأطلسي.

قوارب شراعية

ويأتي جناح جمهورية بنغلاديش، ليؤكد على أهمية السياحة البيئية، من خلال تجنب استخدام المركبات في القرى، والتركيز على استعمال القوارب الشراعية والمجاديف، والتي تعمل على الطاقة الكهربائية لنقل السياح من مكان لآخر، حيث يساعدها في ذلك، كثرة الأنهار في القرى والمدن التي تبعد عن العاصمة، فيما يسلط جناح سانت كيتس ونيفس، على ركائز السياحة البيئية، التي تتمتع بها البلاد، كالشواطئ اللؤلؤية والغابات المطيرة، اللتين تعدان موطناً للعديد من الحيوانات البرية والبحرية، وتسعى الدولة للحفاظ على استدامتها، من خلال تطويرها بمشاريع تعمل على الطاقة المتجددة أو المستدامة، لتجنب المساس بها.

ويبرز جناح ليسوتو، جانباً آخر في السياحة البيئية، من خلال استخدام السكان المستلزمات الطبيعية في بناء منازلهم، خصوصاً في القرى التي تبعد عن العاصمة، حيث تشكل أكواخ الباسوتو التقليدية، المشيدة بالطين والمواد الطبيعية الخام، أحد المعالم السياحية في هذه الدولة، كما يوضح الجناح مساهمة الأساطير والتقاليد الراسخة، التي يتبعها الشيوخ في تشكيل وعي جيل الشباب، وتوجهه نحو الحفاظ على البيئة، حيث أصبح شعب الباسوتو بطبعه، حريصاً على الموارد الطبيعية، مثل الماء والغذاء، فهو شعب مقتصد في ما يستهلكه ويستخدمه.

وفي السياق ذاته، تروج جمهورية أفريقيا الوسطى، للعديد من عناصر السياحة البيئية التي تمتلكها، منها من تمتعها بأنها من أقل دول العالم تأثراً بالتلوث الصوتي، ويعيش 75% من شعبها تحت سماء صافية ونقية، ما يمنح فرصة التمتع بمناظر النجوم والفضاء الواسع ودرب التبانة، وكذلك اعتماد الشعب على العناصر الطبيعية، التي تضمن استدامة البيئة، كالطهو على الحطب، واستخدام مواقد خاصة لتقليل الانبعاثات، وغيرها العديد من العادات التي يتوارثها الأجيال عن الآباء والأجداد.

Email