الموسيقى الكلاسيكية.. إبداع تحت قبة الوصل

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كما ينجذب العطشى إلى مياه الصحراء في الواحات، تجذبك الألحان، التي تعلو من ساحة الوصل، فتدخل لتحتمي تحت ظلال قبتها الوافرة بحثاً عن مقعد بين المدرجات المكتظة بالحضور، الذين أغرتهم الأنغام الكلاسيكية، فوفدوا للاستمتاع والاسترخاء والراحة من عناء السير مطولاً في أرجاء معرض «إكسبو 2020 دبي».

وما إن تجلس لبضع ثوان تحت قبة ساحة الوصل تنظر إلى روعة تصاميمها، منصتاً للألحان الكلاسيكية المنطلقة في فضاء المكان، حتى يغادر جسدك التعب، وتستلم روحك إلى حالة من الصفاء والتأمل، ثم تتوقف الموسيقى ويصل إلى مسمعك لحن الموشح الأندلسي التراثي «لما بدا يتثنى»، وهو أحد أشهر ما تم نظمه ولحنه والتغني به في فن الموشحات، فتبدأ بترداد خاتمة القصيدة «إلا مليك الجمال.. آمان آمان»، علماً بأنه سبق أن حول المؤلف المصري أبو بكر خيرت القصيدة إلى عمل سيمفوني، إنما على نحو مختلف.

حقبة

قبل أن تسكت الآلات الموسيقية وينطلق نغم من آلة تشبه القانون في عزف منفرد يعيدك إلى حقبة تاريخية ولت، فيأخذك الفضول للتعرف على الفرقة الموسيقية، تنظر أمامك فترى شابات وشباناً في مقتبل العمر، وقد ظهرت على ملابسهم أعلام الإمارات، ثم تخبرك الصحف في اليوم التالي بأن الفرقة الموسيقية هي أوركسترا الإمارات السيمفونية للشباب، وكان حفلها في ساحة الوصل احتفاء باليوم العالمي للأمم المتحدة، وأنها أدت مقطوعات لفيفالدي وبتهوفن وباخ، مع استدعاء بعض العازفين من الجمهورية التشيكية، وعازف على مستوى عالمي من البرازيل، الذي عزف كونشرتو بيتهوفن.

ذكرى

تغادر ساحة الوصل مع تلك الذكرى الجميلة، وهي تجربة واحدة ضمن تجارب متفرقة غنية فنياً وثقافياً، يتيحها المعرض لا تقل أهمية عما تعرضه الأجنحة المختلفة في أقسامها الاستدامة والتنقل والفرص، وتتعرف في سياق ذلك، على أوركسترا الإمارات السيمفونية، وهي أول أوركسترا جرى تأسيسها في الإمارات، والتي يوضح مؤسسها رياض القدسي في مقابلة مع تلفزيون دبي أن هدفها نشر السلام ومعنى التآخي بين الأمم، وهو ما تحتضنه دولة الإمارات وما تجسده فرقة الأوركسترا التي تضم عازفين من مختلف الجنسيات، يذكر أن الفرقة أصبح لديها تاريخ حافل منذ تأسيسها عام 1994 مع إقامة أكثر من 500 حفلة، هذا عدا تعليم نحو ألف طالب، عاد البعض منهم إلى أوطانهم المنتشرة في أنحاء المعمورة.

Email