شجرة اللبان.. كنز طبيعي في رحاب "إكسبو"
رائحة البخور المختلطة باللبان لا تخلو منها البيوت العربية، والتي تحمل مسك اللبان الظفاري، وتروي الروائح قصص الأساطير التي تكتسبها شجرة اللبان، وما يصبغ عليها من قدسية وحضور في أماكن العبادة لعدد من الديانات المختلفة في جميع أرجاء المعمورة، فضلاً عن فوائدها الطبية، فتشفي العليل وتزيل الأمراض.
وقدمت سلطنة عمان من «إكسبو 2020 دبي» للعالم «شجرة اللبان» هدية العلاج والطيب والقدسية التي تتمتع بأهمية اقتصادية وتاريخية وطبية، والتي يتبارك بها البعض عند خلطها بالدخون، ولها قدسية لتطهير المنزل وطرد الأرواح الشريرة، بحسب ما يعتقد البعض.
وجاءت شجرة اللبان في جناح سلطنة عمان لتحيي تاريخها وتسرد حكاياتها للعالم من خلال حضورها بكل الصناعات التي تدخل فيها، حيث تتميز سلطنة عمان بإنتاج أجود أنواع اللبان، الذي تنتشر أشجاره في مناطق مختلفة من محافظة ظفار نظراً لتوفر المناخ المناسب والتربة الجيرية الكلسية الملائمة لنمو هذه الشجرة ذات الأهمية الاقتصادية والتاريخية والطبية.
جودة
وتوجد أشجار اللبان في المنطقة الواقعة خلف الجبال، التي يطلق عليها ظل المطر إلى جانب المنحدرات المنخفضة، وفي قاع الأخاديد والجداول وبكميات أكثر كثافة في بطون الأودية العريضة. وتقاس جودة اللبان باللون النقي الصافي والخالي من الشوائب، ويرتفع ثمنه طبقاً لهذه الجودة، وتقل كلما تغير لونه إلى الاحمرار أو اختلط بشوائب أخرى، حيث ترتبط جودة الإنتاج بالنطاقات الجغرافية والعوامل المناخية المميزة لكل نطاق، وكذلك خبرة ومهارة المشتغل على جني هذا المحصول، وفترات ومواقيت الحصاد.
وتكثر شجرة اللبان في منطقة ظفار ذات الطبيعة الملائمة لنموها والتربة الجيرية فتخرج من بين أودية تحوطها ظل الجبال لينسج حولها الأساطير والحكايات ويتغنى بها كل من عشقها، وتنمو بشكل طبيعي دون تدخل البشر، يتدلى من بين أوراقها اللبان وكأنه دموع المحار. ويصل ارتفاعها من 2 إلى 8 أمتار، ولها لحاء ذو ملمس ورقي يمكن إزالته بسهولة، وهي تتكون من أوراق مركبة، وزهور صغيرة بيضاء تجمع في النهاية عناقيد صمغية.
نضوج
ويستخرج اللبان في بدايات شهر أبريل من كل عام، وعندما ترتفع درجة الحرارة يتم جمع الثمار عن طريق تجريح الشجرة في مواضع مختلفة، حيث تكشط قشرة الشجرة الخارجية، ما يؤدي إلى نضوح سائل لبني لزج، ويترك لمدة تصل إلى أسبوعين بعد أن يتجمد نتيجة تعرضه للهواء، وتعد تلك العملية عملية التجريح الأولي، ويتبعها عمليتان أخريان لإنتاج لبان لأغراض التجارة، حيث يكون ذا مواصفات جيدة. ويجمع اللبان طوال ثلاثة أشهر، ويصل متوسط ما تنتجه الشجرة إلى عشرة كيلو غرامات.
فائدة
وهناك العديد من أنواع اللبان وكلها لها فائدة كبيرة، وله عدة أنواع: اللبان الكندر، والحشري، واللبان الذكر، كما يوجد بعض الأنواع التي تصنف حسب مكان الزراعة والنمو مثل اللبان النجدي أو اللبان الشزري، وتظهر أهمية اللبان للقلب والدماغ، ويقال إن شجرة اللبان كانت حاضرة فى العديد من الحضارات القديمة وعلاج المس وطرد الأرواح الشريرة، ولها فوائد عدة حيث يدخل اللبان في العديد من الصناعات الطبية ومنها العطور ومساحيق التجميل، كما أنه يحسن عملية التنفس ويخلص الجسم من التوتر الناشئ من الإجهاد.