«التعافي الأخضر» رهن بتطوير التنقل والبناء والاستهلاك

ت + ت - الحجم الطبيعي

مناقشات ثرية، شارك بها قادة وخبراء ومتخصصون في التخطيط الحضري والاستدامة، تم خلالها عرض تجارب ملفتة لمدن واجهت تغيراتها الحضرية والمناخية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كان ذلك محور فعاليات «اليوم العالمي للمدن»، الذي احتفت به وعقدته «إكسبو 2020 دبي»، ضمن برنامجها «الإنسان وكوكب الأرض»، أمس، بالشراكة مع مجلس دبي التنفيذي، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موائل الأمم المتحدة).

خطوات تعافٍ

ويأتي الاحتفاء باليوم العالمي للمدن، ليحدد ويضع خارطة طريق، لكيفية تخطي المدن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحول العالم، خطوات واسعة نحو التعافي الأخضر، والقادر على التكيف مع تغير المناخ، فيما جاءت القضايا التي ناقشت «إمكانية التأقلم بمرونة مع التغيرات الحاصلة، وخاصة في سياق التغير المناخي»، و«استكشاف الهندسة المعمارية المستدامة وتنمية المدن الذكية»، وصولاً إلى التحديات التي تواجه المجتمعات في العصر الراهن، خطوة مهمة لاستكشاف أهمية تغيير أساليبنا في التنقل والبناء والاستهلاك، للتمكن من العيش في المدن التي ستحتضننا في المستقبل.

وكشفت الأرقام التي عرضتها النقاشات، أن مدن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم، تشهد تحولات سريعة، بسبب تغير التركيبة السكانية، والموارد والضغوط، مثل تغير المناخ، والأوبئة، والحروب والصراعات الحالية، وأنه 55 % من سكان العالم، يعيشون في المدن، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 68 % بحلول عام 2050، ما يعني أن 2.5 مليار شخص إضافي، سيقيمون في المناطق الحضرية مستقبلاً.

من جهتها، فاقمت جائحة وباء «كورونا» المستجد، الضغوط الاجتماعية والاقتصادية على المدن، لكنها في الوقت ذاته، سلطت الضوء أيضاً على إمكانية التحول، حيث تمثل الأزمات فرصة لإعادة البناء بشكل أفضل، فيما يأتي هذا الوباء، ليعد فرصة فريدة، لتصبح مدننا أكثر اخضراراً وأكثر مرونة.

تحول وتكيف

من ناحيتها، تطرقت جلسة «دعم التعافي الأخضر في المنطقة العربية»، مدى احتياج المدن على مستوى العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى التحول والتكيف مع تغير المناخ، وأنه بالنسبة للعديد من المدن التي تأثرت بالأزمات والصراعات، فإنه من الضروري تعزيز القدرة على الصمود، مع تغير المناخ، الذي يأتي مصحوباً بالتحديات، فيما نبه المتحدثون إلى وجود العديد من الفرص، للتحول في مواجهة إعادة الإعمار والتعافي، خاصة أن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والمجلس العالمي للمباني الخضراء، وضع مبادئ توجيهية للنزاعات والأزمات التي تعاني منها مدن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حول كيفية أن تصبح أكثر قدرة على التكيف مع تغير المناخ.

مبادرات ملهمة

وعرضت جلسة «مشاريع المرونة والتكيف مع المناخ الحضري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، المبادرات الملهمة فيها، خاصة أن هناك مدناً مهدت الطريق للتكيف مع المناخ، وفي مقدمها دبي، كأنموذج مثالي، والتي تم إعلانها مؤخراً المدينة الأكثر مرونة في العالم، من قبل مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، بينما تطرقت جلسة «إطلاق العنان للفرص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - تعزيز الانتعاش الحضري الأخضر وإعادة الإعمار»، كيفية تجاوز التوصيات والقرارات، وتحويلها إلى إجراءات ملموسة.

Email