ليسوتو.. مملكة في السماء وكنز من الألماس

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حملت ليسوتو لقب مملكة ‏السماء وكنز الألماس، لأنها تقع على ارتفاع 1400 متر فوق سطح البحر في وسط جنوب أفريقيا، ‏وجاءت مشاركتها في إكسبو 2020 دبي، ‏لمنح زوار إكسبو الذين يتوافدون من مختلف دول العالم فرصة لاكتشاف الخطوات الكبيرة التي خطتها ليسوتو في خمسين عاماً منذ استقلالها  وتمنحهم تجربة مشاهدة تأثير الاتصال الرقمي وتوفير الطاقة المستدامة على حياة الأفراد واقتصاد الدولة. 

وتعتبر ليسوتو كنز الألماس لأنها تضم أكبر منجم للألماس في العالم وهو منجم "ليتسينج للألماس"، والذي يعد أضخم مناجم الألماس عالمياً، حيث يصل إلى عمق 3 آلاف و100 متر تحت الأرض، ولديها أعلى نسبة من الألماس الكبير .

واستعرض جناح دولة ليسوتو في إكسبو 2020 دبي أربعة أحجار مميزة من الألماس الذي تم اكتشافه في عام 2020؛ هي: ماسة الأيقونة ليستينج 439 قراطاً، والماس خام 163 قيراطاً، وألماسة "أساطير ليسوتو" التي تعتبر أكبر ‏جوهرة ماسية تم العثور عليها (910 قراريط)، كما عرض الجناح ماسة نجمة ليستينج البالغ وزنها 550 قيراطاً الماسة البيضاء رقم 14 على مستوى العالم. 

وتعتبر ليسوتو دولة مستقلة متعددة الثقافات، ويبلغ عدد سكانها مليونين نسمة بما يعادل 0.03% من سكان العالم، وعاصمتها ماسيرو، واستقلت دولة ليسوتو منذ خمسين عاما واستطاعت ان تعانق السماء بإمكاناتها الطبيعية، من الطاقة الشمسية وجبل قبلونا الذي يحمل في باطنه كنوزاً تبهر العالم من قراريط تتلألأ بأحجام مختلفة جعلت تلك الدولة محط أنظار العالم، إضافة إلى المياه الجبلية.  

تاريخ 

يعود تاريخها إلى تأسيس الزعيم الأفريقي موشوشو مؤسس مملكة ليسوتو ‏في القرن الثامن عشر، حيث اختير سلمياً لزعامة شعب باسوتو عام 1824 بقوة دبلوماسية من دون استخدام السلاح أو العنف، وقدم موشوشو الحماية والأراضي للاجئين وضحايا النزاعات وتمتع هذا القائد بقاعدة شعبية بين الشباب بفضل توجهه السلمي وقيادته الأخلاقية. 

حياكة 
اشتهرت ليسوتو بحياكة الموهير والصوف ودمى القماش، واهتم شعبها بالموسيقى والأشعار والقصص التي تثري هويتهم وتنمي حس انتمائهم، وطوروا ‏العديد من الأنماط الموسيقية مع مرور الزمن إلا أن فني الموكيبو والموكوبو، هما ‏الأكثر رسوخاً من بينها، و"الموكيبو" فن ‏يجمع بين الغناء والرقص ويقتصر في تأديته على النساء والفتيات، بينما تقوم فنون النتلامو والموهوبيلو على رقصات تقليدية يؤديها الرجال.  

وتتناغم بيوت شعب ليسوتو مع الطبيعة، حيث تأخذ شكل الأكواخ التقليدية التي تصنع من الطين والتي يتم تشييدها يدوياً باستخدام المواد الطبيعية الخام، وتعد قرية ثابا بوسيو الثقافية نموذجاً لفن العمارة المستدامة لحضارة الباسوتو في ليسوتو.

ولكل فرد في ليسوتو دورة في خلق نسيج الذاكرة الجماعية والحفاظ على الموروثات الثقافية من خلال سرد القصص والأساطير، وتعتبر البساطة والتعاون هما أبرز سمات الحياة اليومية. 

ليسوتو مملكة بلا سواحل، فهي غير محاطة بأي بحار أو محيطات، ولذلك لا يوجد بها موانئ، ويتوفرفيها النقل البرى والجو فقط، حيث يبلغ إجمالي عدد المطارات في ليسوتو 28 مطاراً، ثلاثة منهم لديه مدارج للإقلاع وممهدة للهبوط، وبها مطار دولي واحد  وهو مطار موشوشو الدولي في مازينود على مقربة من جنوب شرق ماسيرو عاصمة ليسوتو ، أما النقل بالقطارات فهو محدود وذلك لقلة البنية التحتية للسكك الحديدية، ووسيلة النقل الأساسية بها هي العربات اليدوية والعربات التي تجرها الحيوانات. 

تطور 
واستخدمت الدولة الزراعة الذكية لتعزيز قدرة الأنظمة الزراعية ودعم الأمن الغذائي ويساهم الاستثمار في الزراعة الذكية في الحفاظ على استدامة الموارد الغذائية وتأمين النوع الغذائي على مدار العام، كما نجحت في دعم قطاع التكنولوجيا وتحديدا قطاع الاتصالات، وحققت الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية من خلال الطاقة الشمسية الدائمة حيث تنعم أرض ليسوتو بأشعة ‏الشمس الساطعة 300 يوم في السنة، ما يتيح إنتاج الكهرباء عن ‏طريق تحويل الطاقة الشمسية باستخدام تقنية الفوتوفولتيك، ‏و تعمل حاليا على تحقيق هذا الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية عبر محطة توليد للطاقة ، حيث ستولد هذه المنشأة 70 ميغاواط من الطاقة ‏الكهروضوئيه كما ستساهم في خفض الكلفة العامة للكهرباء، كما أنها توسعت في مجال الطاقة المستدامة لتحقيق اقتصاد مستدام. 

ولديها باقات متنوعة من المشاريع المسقبلية التى ستعزز من استدامتها منها (الماء طاقة متجددة) ‏ويتكون المشروع من شبكة سدود وقنوات لتحويل المياه في جبال ليسوتو إلى جنوب إفريقيا ويؤمن المشروع وفرة المياه لجنوب إفريقيا فيما يمد ليسوتو بالطاقة الكهرومائية  إلى جانب عواده المادية على اقتصاد الدولة.

Email