فرقة الشحوح.. أصالة إماراتية في حضرة البشرية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

غالباً ما يرى زوار معرض «إكسبو 2020 دبي»، بأم أعينهم، عدداً من الرجال يلبسون زياً وطنياً موحداً، ولوناً واحداً، يحملون دفوفاً معلقة على طرف كتف، يضربون عليها بالأكف، لتُخرج أصواتاً متناغمة مع «صيحة» عالية يطلقها رئيس أو كبير أو قائد الفرقة، تلكم هي نبذة أولية عن فرقة الشحوح لفن الرواح والندبة، والتي تقدم فناً إماراتياً أصيلاً في حضرة البشرية في الحدث العالمي الكبير.

وعند البوابات الرئيسية، يستمتع زوار معرض «إكسبو 2020 دبي»، في أغلب أيام الأسبوع بفواصل من التراث الإماراتي الأصيل تقدمه فرقة الشحوح لفن الرواح والندبة بكل حرص، يقابله إقبال كبير من قبل زوار الحدث العالمي، ليرتسم مشهد غاية في الروعة والتناسق، فرقة تقدم فناً أصيلاً، وزوار يستمتعون بذلك الفن، يلتقطون صوراً تارة، وتارات يشاركون في الفعالية، تصفيقاً وحماساً.

عشرات السنين

فرقة الشحوح لفن الرواح والندبة، تمتد في جذورها إلى عشرات السنين في جبال رأس الخيمة ودبا، وهي تتألف من أعضاء يتحدد عددهم وفقاً لحجم وأهمية ونوع المناسبة، الكبيرة تتطلب فرقة من 1000 عضو، والصغيرة، تتطلب فرقة من 30، 40، 100، أو 200 عضو، أعمارهم متفاوتة، وحسب نوع المناسبة أيضاً.

وليس هذا فحسب، فرقة الشحوح لفن الرواح والندبة، لها تقاليد وأصول أقر بها المجتمع المحلي، «المناداة» أو إطلاق الصوت عند كسر رأس الذبيحة على صحن «العيش» الكبير، تعني ندبة، ودليلاً على النصر والشجاعة من قبل «كاسر» رأس تلك الذبيحة، والندبة أيضاً، دليل على تحقيق الغلبة على «العدو»، وإعلام أبناء القبيلة بأن أمراً مهماً قد حدث مع قبيلة أخرى.

اطلاع الزوار

عبد الله بن سعيد محمد علي الشحي، رئيس فرقة الشحوح لفن الرواح والندبة، لفت إلى أن فرقته تشارك في معرض «إكسبو 2020 دبي»، بهدف إحياء التراث الإماراتي الأصيل، وإطلاع زوار الحدث العالمي على عمق وأصالة الفن الإماراتي، وبث السعادة بين جموع زوار المعرض.

وأشار الشحي إلى أن فرقة الشحوح، تقدم فناً أصيلاً مساءً عند البوابات الرئيسية للمعرض، وصباحاً يوم الجمعة، مشدداً على أن الترفيه والترويح عن زوار الحدث، يثير في نفوس أعضاء الفرقة، الارتياح والسرور، منوهاً إلى أن كل زوار المعرض، هم بمثابة ضيوف على شعب الإمارات، ومن الواجب الترفيه عنهم بتقديم الفن الإماراتي الأصيل.

قبائل عريقة

وعن تاريخ فرقة الشحوح لفن الرواح والندبة، أشار الشحي إلى أن تاريخ الفرقة يعود إلى عشرات السنين في جبال رأس الخيمة ودبا، مشدداً على أن المحافظة على فن الفرقة، مسؤولية تتوارثها الأجيال الإماراتية المحبة للأصالة، موضحاً أن قبائل عريقة عدة تعمل باستمرار على إحياء التراث، وبالمحافظة على فن فرقة الرواح والندبة، منها قبائل الحبوس والظهورين وابن الشميلي.

وبشأن فحوى الصوت الذي غالباً ما يطلقه رئيس أو كبير أو قائد الفرقة، أوضح عبد الله الشحي قائلاً: الصوت أو الندبة، هي بمثابة جهاز التلفون في وقتنا الحالي، في السابق لم تكن هناك أدوات وآلات لإعلام الناس عن حدث ما ينشب بين قبيلتين، فيتم اللجوء إلى «الندبة» لتكون وسيلة إعلام أبناء القبائل بأن أمراً ما قد حدث، وهو في الغالب يكون مفرحاً، كالنصر على «العدو»، السيطرة على مكان ما، أو الفخر بشيء ما، مثل كسر رأس الذبيحة على صحن «العيش»، وغيرها من الأحداث ذات الصلة، لافتاً إلى أن الندبة، غالباً ما يؤديها عضو واحد في فرقة الشحوح، فيما يتكفل بقية الأعضاء بالترديد بعده.

Email