بولندا.. رهان الخشب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن جناح بولندا في معرض «إكسبو 2020 دبي»، قد وضع جل فكرته في الخشب، وثبتها رهاناً شاخصاً بمسار الإصرار، ليس لأن الجناح مصنوع من قطع خشبية ضخمة فحسب، ولكن لأن غالبية محتوياته خشبية في إشارة إلى أن الخشب بالإمكان أن يكون ناقلاً لثقافة عريقة من مكان إلى آخر، وبوابة لرسم معالم انفتاح اقتصادي واعد، وطريقاً حريرياً لـ «تدشين» آفاق تجارية رحبة.

وما يكرس فكرة الرهان البولندي على الخشب، استقبال زوار الجناح بأشكال هندسية خلابة تحوي أشجاراً وزهوراً وطيوراً وبحيرات وأنهاراً، بألوان أخاذة سرعان ما تقود الزائر إلى مجسم خشبي ضخم يتألف من عشرات الأجزاء والأشكال الخشبية المتراصة بأناقة تامة، وجذع نخلة ضخم يرمز إلى الأصالة وقوة العلاقة مع الطبيعة.

فضة ونحاس

وإلى جانب الخشب، يزخر الجناح البولندي بأشكال زجاجية وفضية ونحاسية، ومجسمات السيراميك والصلب، كلها تحت شعار، بولندا استلهام الطبيعة، وبولندا بيت للإبداع، وبما يعكس الثقافة العريقة للبلد الأوروبي الشرقي، والتأكيد على أن الصناعة البولندية تمتاز بالجودة والحرفية والتركيز العالي على تقنيات البناء المستدام.

ولم يغفل الجناح في التأكيد على أن بولندا بلد «بارع» في الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي باستخدام التقنيات الخضراء، وإجادة بناء اليخوت، والزوارق والقوارب، وبما جعلها من بين مصنعي ومصدري الأثاث في العالم، مع الإشارة إلى أن تلك الصناعة تدر ملايين الدولارات على الشعب البولندي.

طيور مهاجرة

وليس هذا فحسب، بل إن الجناح البولندي يزخر بآلاف الصور والمجسمات الورقية لطيور مهاجرة من موطنها البولندي الأصلي، إلى مناطق أخرى من العالم، قد يكون من بينها العالم العربي، ومنه الإمارات، ما يشير إلى سعة امتداد بولندا وارتباطها الوثيق مع مختلف مناطق الكرة الأرضية.

ولخص القائمون على الجناح البولندي، فكرة الرهان على الخشب، من خلال تبيان جدوى وأهمية استخدامه في البناء، معززين ذلك بتجسيد الرهان من خلال بناء الجناح نفسه من هيكل مصنوع من الخشب الطبيعي على شكل شجرة، وبما يقود إلى أن بولندا منتج مميز للكثير من السلع، في مقدمتها الخشب، و«التفنن» في تنويع الصناعات التي يدخل الخشب عنصراً أساسياً فيها.

الانفتاح العالمي

وما يزيد الألق في الجناح البولندي، وجود كادر مرشد لإدارة الجناح، قوامه طالبات وطلاب من دول عدة، رغم قناعة بولندا بأن شعبها هو أعظم ثرواتها على الإطلاق، ومصدر قوتها لمواجهة التحديات في مختلف جوانب الحياة، وهي رسالة أخرى، أرادت بولندا إيصالها إلى البشرية، مفادها، الانفتاح على كل دول العالم.

ويركز الجناح في تصميمه على التنقل والتنمية المستدامة، ولا أدل على ذلك من محاكاة حركة الطيور المهاجرة باستخدام مواد مستدامة، كالخشب في تصميم الجناح بشكل هندسي عصري لافت، وبما يوصل رسالة بولندا في ضرورة تنقل الأفراد والأفكار والتجارة بين الدول بصورة مستدامة.

أسواق الشرق

ولا شك في أن بولندا، تسعى من خلال جناحها الخشبي الأخاذ في «إكسبو 2020 دبي»، إلى الدخول القوي في أسواق الشرق الأوسط، ومنه الإمارات، وإلى إرسال رسالة مفادها، أنها شريك اقتصادي ناشط في مجالات شتى، من بينها البضائع التي يبرز منها الخشب الذي أدخله البولنديون في الكثير من الصناعات والمجالات القابلة للاستخدام في مناطق الشرق الأوسط.

Email