القارة السمراء.. انطلاقة سياحية جديدة من «إكسبو دبي»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حضور بارز، وإمكانيات كبيرة قدمتها القارة السمراء للعالم خلال مشاركتها في «إكسبو 2020 دبي»، كشفت فيها عن آلاف الفرص الاقتصادية في مختلف المجالات، ومئات من المناطق السياحية التي تنفرد بمناظرها الطبيعية الخلابة، وشواطئ بكر لم تطأها أقدام السياح، وصحارى شاسعة، وسلاسل جبلية، وغابات تضم فصائل نادرة من النباتات والحيوانات، إلى جانب كم هائل من التنوع الثقافي والعرقي الذي يرافقه قصص ولوحات فنية تشكلها العادات والتقاليد والطقوس والفنون التي يتم إحياؤها على مدار العام، ليؤكد ذلك أن الحضور الأفريقي في «إكسبو دبي» ليس مجرد مشاركة عادية، بل هو تجسيد لتطلعات القارة في الظهور للعالم، ورغبة منها في إعادة صياغة خارطة السياحة العالمية، فإمكانياتها ومواردها ومرافقها تؤهلها بأن تكون قبلة عالمية للسياح بفضل ما تضمه من تنوع وتعدد في مختلف التفاصيل.

انطلاقة جديدة

وفي هذا السياق، قال كينت فوريجي مشارك في جناح غينيا، إنه لاحظ أن بعض الزوار يندهشون عندما يشاهدون الصور ويقرؤون بعض المعلومات عن السياحة والمقومات والمرافق التي تضمها البلاد، ويتساءلون هل هناك سياح آخرون يزورون مناطقهم، لافتاً إلى أنه بعد أخذهم نبذة تعريفية نجدهم متحمسون للغاية لزيارة المناطق السياحية والتعرف على ثقافة الشعب الغيني، وهو ما يشعرنا بالسعادة من مشاركتنا في إكسبو دبي الذي نجد فيه نقطة انطلاق جديدة للعالم، ومنصة لتعريف الزوار بما تضمه بلداننا من كنوز خفية غابت عن عدسات الإعلام والمستكشفين.

صورة مغايرة

بدوره، قال انيست بوتشي مشارك في جناح أفريقي، إن الحضور الإفريقي في إكسبو دبي قدم نمطاً مختلفاً وصورة مغايرة عن الواقع الذي رسمه البعض في عقولهم عن بعض الدول، خصوصاً في المجال السياحي، ويرجع ذلك لاستقاء المعلومات من مصادر مغلوطة، مشيراً إلى أن الزائر لأجنحة القارة السمراء دون استثناء سوف يجد الحرص والاهتمام والتركيز من قبل جميع الدول على الجوانب السياحية، وسيحظى بمشاهدة التطور والنهضة والقوانين والتشريعات التي سنتها هذه الدول لاستقطاب ملايين السياح سنوياً.

بلدان محددة

من جهتها، قالت رامتو بانقا إحدى المشاركات في الأجنحة الأفريقية، إن القارة السمراء تعد ثاني أكبر قارات العالم من حيث المساحة، وواحدة من أفضل المناطق السياحية في العالم، خاصة فيما يتعلق بالسياحة الطبيعية ورحلات السفاري، ولكن لا يعرف منها سوى بلدان محددة كمصر والمغرب وتونس والجزائر وجنوب أفريقيا وبعض الدول الأخرى، على الرغم من أنها موطن للكثير من المحميات الطبيعية والمنتزهات الوطنية، حيث يمكن فيها استكشاف الحياة البرية ومشاهدة أنواع مختلفة من الحيوانات البرية في بيئتها الطبيعية، وليس ذلك فقط ما تتميز به، فهناك الكثير الذي تقدمه قارة أفريقيا لزوارها، بداية من المعالم الأثرية والمدن القديمة التي تشهد على التراث الثقافي المذهل للبلدان الأفريقية، وحتى الشواطئ الساحرة التي تنافس مثيلاتها في الوجهات السياحية الأكثر شهرة في العالم.

من جانبه، قال الزائر فيصل علي إن أفريقيا تقدم مكنوناتها السياحية للعالم في تجربة أشبه لأن تكون بموطنها الأصلي من خلال الصور والمقاطع المرئية التي تقدمها عبر الواقع الافتراضي، مشيراً إلى أن الحضور الكبير للقارة السمراء سيصحح اختيار البعض للوجهات السياحية، التي كانت محصورة ببعض البلدان، خصوصاً أنها تتميز بثراء سياحي كبير قلما يوجد في دول القارات الأخرى.

المقومات السياحية

في الأثناء، قال الزائر حيدر محمد إن أجنحة أفريقيا المشاركة في إكسبو دبي ركزت بشكل كبير على المقومات السياحية التي تملكها، وهي فعلاً ما يتوقف عندها الزائر كثيراً ليشاهد سحر الطبيعة الذي تضمه بعض دولها، بدءاً من الأنهار الكبيرة والشواطئ الرملية الذهبية والسماء الصافية في الصحارى والغابات المتنوعة التي تنظم لها رحلات سفاري على مدار الساعة، كما أن الحضور الأفريقي والتحاور مع ممثليه يعطي انطباعاً عن مدى ترحيبهم بالزوار، وانسجامهم مع مختلف الجنسيات.

Email