اتصال بالمحطة الدولية أبرز فعاليات اليوم الثاني من أسبوع الفضاء

«قصص الطموح والأمل» تروي حكايات عالم الفضاء الخفي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نظم اليوم الثاني من فعاليات أسبوع الفضاء جلسة بعنوان «قصص الطموح والأمل»، اجتمع فيها رواد فضاء عالميون مع الشغوفين من محبي علوم الفضاء، ليرووا حكايات عن هذا العالم الخفي الكبير، الذي بات يحظى باهتمام الأجيال الجديدة، ليتعرفوا على أحدث الابتكارات في مجال أبحاث الفضاء والسفر، ومناقشة موضوعات متخصصة في هذا الشأن، كما تم خلال الجلسة بث اتصال مباشر مع رواد في محطة الفضاء الدولية، تواصلوا مع حضور الجلسة للترحيب بهم، والتعريف بالتجارب التي تتم على متن المحطة لخدمة البشرية.

سرد القصص التي تعزز الأمل والطموح كان أبطالها رائد الفضاء الاماراتي هزاع المنصوري، ورائد الفضاء الياباني سويتشي ناغوشي، والأمريكية المتخصصة في الاتصالات الفضائية اليزابيث لاندو في وكالة «ناسا»، بينما كان هناك حضور كبير في مدرج تيرا، يستمعون بشغف لمحتوى هذه الجلسة الثرية.

نجاح المهمات

وقالت الأمريكية لاندو إنها فخورة جداً أن تكون ضمن المتحدثين في جلسة كهذه، تبعث الأمل في نفوس أجيال جديدة تعشق الفضاء كما عشقته هي قبل سنوات، موضحة أن الاتصال في عالم الفضاء أمر مهم جداً لا يمكن الاستغناء عنه، لضمان نجاح المهمات، التي يتم إرسالها إلى الكواكب والمحطة الدولية، معتبرة أن الابتكار في تخصصها هو أمر مستمر للتغلب على التحديات التي تواجهه.

ولفتت إلى تجربتها مع الاتصال مع مركبة بريسفيرانس، التي أطلقتها ناسا مؤخراً نحو المريخ لتنجح في هبوط آمن عليه، وأن هذا الأمر قد يبدو بسيطاً للوهلة الاولى، لكنه أمر في غاية التعقيد من حيث حساباته ودقته. وذكرت أن الابتكار المتواصل في ما يخص توفير مركبات فضائية تحمل أجهزة متقدمة تستطيع بدقة استكشاف عوالم أخرى من الكواكب، هو أمر تعمل عليه فرق كبيرة في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، حتى يمكن أن يستمروا في إرسال مركبات ومهمات تستكشف الفضاء مستقبلاً.

اتصال مباشر

ولم تفوت الجلسة فرصة تشويق الجمهور، حيث بثت اتصالاً حياً مع رواد فضاء في المحطة الدولية، تواصلوا مع حضور الجلسة، للترحيب بهم وتثمين ما يقدمونه الرواد لزوار «إكسبو» لتثقيفهم وتعليمهم الجديد عن عالم الفضاء، وأكد رائدا الفضاء المتصلان من المحطة الدولية، أن ما يقومان به من تجارب على متن المحطة، هو لخدمة البشرية واستدامة ثروات الأرض، معتبرين أن «الاستدامة» والمحافظة على ما نمتلكه على كوكبنا، يجب أن يكون محل اهتمام متزايد من الجميع، والتعلم مما يقوم به رواد الفضاء على متن المحطة الدولية، من خلال إعادة استخدام الأشياء وتدويرها، وهو تماماً ما يجب أن نهتم به مستقبلاً على كوكب الأرض.

زراعة فضائية

وتطرق رائد الفضاء الياباني سويتشي ناغوشي إلى تجربته خصوصاً أنه انطلق في 3 مهمات مختلفة نحو محطة الفضاء الدولية، كان آخرها لمدة 6 شهور، فيما تمكن من المشي خارج المحطة، وهي من الأشياء الصعبة، والتي تتم وفق حسابات دقيقة، وهو أمر قد يبدو في ظاهره سهلاً وبسيطاً للمتابعين، إلا أنه ينطوي على مخاطر كبيرة، يجب أن ينتبه إليها.

وتحدث ناغوشي إلى إحدى المهمات التي يعملون عليها عبر تجاربهم الكثيرة على متن محطة الفضاء الدولية، وهي لزراعة نباتات من دول مختلفة للتعرف على مدى استجابتها في ظل انعدام الجاذبية، وما التأثيرات والنتائج التي تتحقق عنها.

تجارب

من جهته يحمل هزاع المنصوري ذكريات وتجارب تفاعل معها الجمهور كثيراً وأهمها تدريبات النجاة التي أجراها في مركز «يوري غاغارين لتدريب رواد الفضاء» في إحدى غابات روسيا للبقاء على قيد الحياة في ظروف مناخية قاسية، ومحطات ما قبل الانطلاق نحو محطة الفضاء الدولية في مهمة «طموح زايد»، والتي كانت لحظات عظيمة، حيث عرض صوراً لهذه المواقف، فيما علق عليها بطريقة تفاعل معها الجمهور الحاضر، تقديراً له ولإنجازه، خصوصاً أنه أول رائد فضاء عربي ينطلق إلى محطة الفضاء الدولية.

وركز المنصوري خلال سرده على أهمية الإلهام والتمسك بالأحلام لتحقيقها، رابطاً بين صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستقباله رواد الفضاء الأمريكيين الذين ذهبوا إلى القمر أثناء برنامج أبولو، وكان ذلك في عام 1974، وبين صورته الفوتوغرافية عندما عاد إلى الأرض بعد أن نجحت مهمة «طموح زايد»، لافتاً إلى أن 50 عاماً كانت كفيلة بتحقيق حلم الشيخ زايد، والذي تحقق بفضل الإصرار على تحقيق الأحلام والإلهام، الذي بثه المغفور له في نفوس الأجيال اللاحقة، وهو من بينهم.

وأوضح المنصوري أنه خلال رحلته في محطة الفضاء الدولية اجتمع مختلف الرواد على مهمة واحدة، وتحدثوا بلغة واحدة وهي العلوم، وهو ما عزز مهمته التي تضمنت إجراء 6 تجارب لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء، مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض ودراسة مؤشرات حالة العظام والاضطرابات في النشاط الحركي والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء.

Email