نقاشات ثرية في فعاليات اليوم الأول من أسبوع الفضاء

«اسأل رائد فضاء» يرسم معالم الحياة خارج الأرض

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت أمس فعاليات اليوم الأول لأسبوع الفضاء في «إكسبو 2020 دبي»، الذي يستمر حتى 23 الجاري، بجلسة تحت عنوان «مهمة الناس في استكشاف الفضاء والتقنيات الخاصة به من أجل التنمية الشاملة»، وتناولت «استكشاف العالم» و«الحياة خارج الأرض»، فيما تطرقت الجلسة التي تلتها إلى «القوى الموجودة خارج هذا العالم.. واستخدام الفضاء لصالح البشرية» عبر نقاش بعنوان «اسأل رائد فضاء»، وذلك بحضور رواد الفضاء الإماراتيين، يرافقهم متخصصون ورواد فضاء عالميون، بينهم الروسي سيرجي كريكاليف والسويدي كريستر فوجليسانج والدكتورة ماجي أدريان والدكتورة ميشييلا موسيلوفا.

وتناول نقاش «اسأل رائد فضاء» أهمية التكنولوجيا وتطويرها بما يساعد في اكتشاف آفاق جديدة عن الفضاء الخارجي وسبر أغوار الكواكب وكيفية الحياة خارج الأرض، سواء كان ذلك على متن محطة الفضاء الدولية، أو من خلال الرحلات البشرية المأهولة التي تسعى وكالات الفضاء العالمية لاكتشاف الحياة على كواكب أخرى مثل المريخ وغيره.

نجاح كبير

وأوضح عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل) خلال جلسة «الحياة خارج الأرض»، أن النجاح الكبير الذي تحقق بالوصول إلى الكوكب الأحمر، هو بداية لسلسلة مهام علمية غير مسبوقة ستقدم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ البشرية، فيما ستوضع بياناتها في خدمة المجتمع العلمي العالمي، لافتاً إلى أهمية دور الابتكارات التكنولوجية في تقدم وتطور المشروعات الفضائية، حيث إنه يجب تعزيز البحث بشكل دائم لسبر أغوار هذا القطاع المهم.

وأضاف أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ سيشارك أهم المعلومات والبيانات العلمية التي يتلقاها مع المؤسسات العلمية والبحثية حول العالم، فيما يأتي ذلك تماشياً مع استراتيجيتنا الرامية لتعزيز التعاون الدولي والشراكات في قطاع استكشاف الفضاء والعلوم والتكنولوجيا المرتبطة به من أجل مستقبل الإنسان، مشيراً إلى أنه فيما ينظر البعض إلى المهام الفضائية كسباق، نظرت الإمارات إلى كافة مشروعاتها الفضائية وهذه المهمة تحديداً، كتعاون علمي مع شركاء المعرفة كفريق واحد.

ولفت عمران شرف إلى أن أهداف المشروع الفضائي الإماراتي هو بناء القدرات والإمكانات بين الشباب لخدمة مستقبلنا، مؤكداً أن الهدف الاستراتيجي للدولة هو تمكين المتميزين وخلق بيئة تحفز البحث والتطوير، وإلهام أجيال قادمة من النشء والشباب للتخصص في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

طموح زايد

وذكر رائد الفضاء هزاع المنصوري أن الفترة التي قضاها على متن محطة الفضاء الدولية برفقة رواد فضاء آخرين من مختلف الدول، تعلم خلالها الكثير عن كيفية العمل ضمن روح فريق بينهم ثقافات مختلفة، فيما كان هدفهم الرئيسي العمل من أجل الإنسانية والعلم.

وتابع أن مهمته لمحطة الفضاء الدولية، عكست حلماً كبيراً لطالما راوده فيما تحمل ذكرياته من هذه الرحلة الكثير من المواقف واللقطات التي ستظل عالقة في ذكرياته مثل لحظة صعوده على سلم مركبة السويوز برفقة الرواد الآخرين، وهو يرتدي بدلة الرواد وعليها علم الإمارات وشعار «طموح زايد»، وكذلك الصورة الأولى التي التقطها من المحطة الدولية للإمارات، وصولاً إلى اللحظة التي يفتخر بها كثيراً، والتي كانت خلال حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، معه خلال مهمته، ووعده له بأن هناك رواد فضاء إماراتيين آخرين سيكونون في مهمات أخرى، فيما تحقق ذلك بالفعل من خلال الدفعة الثانية لرواد الفضاء، لافتاً إلى أنه يطمح بالمستقبل بالذهاب إلى القمر كأول رائد إماراتي.

ووجه المنصوري رسالة للشباب الإماراتي قائلاً: يمكنك تحقيق طموحك عن طريق الشغف به واتباعه، كما أننا حين نذهب إلى الفضاء فنحن نعد سفراء لبلداننا، ونتشارك مع الآخرين تقاليدنا وثقافتنا وحتى أكلاتنا الشعبية، خاصة أني تشاركت مع زملائي في المحطة الدولية ذلك.

تجارب

واستعرض رائد الفضاء سلطان النيادي، خلال مشاركته في هذه الجلسة، تفاصيل بدايات حلمه الذي طالما سعى إلى تحقيقه ليكون رائد فضاء يوماً ما، والذي بدأ معه منذ صغره خلال سنوات الدراسة الأولى، التي تعرف فيها على تجارب رواد الفضاء الذين انطلقوا في مهمات نحو الفضاء. وذكر أنه لم يتردد لحظة في التقدم لاختبارات برنامج الإمارات لرواد الفضاء، حينما تم الإعلان عن استقبال أولى دفعاته، متطرقاً في الوقت ذاته إلى فترة الاختبارات والتدريبات التي خضع لها في مركز يوري جاجارين بمدينة النجوم في موسكو ومركز جونسون للفضاء ووكالات الفضاء العالمية الأخرى.

خدمة البشرية

وبين سلطان النيادي أن هناك الكثير من التحديات التي واجهته بشكل عام ومن بينها خلال التدريب في مدينة النجوم بموسكو، مثل إتقان اللغة الروسية في وقت قصير والعمل تحت الضغط، فيما شكلت التدريبات الحالية في مركز جونسون الفضائي في وكالة ناسا تحدياً آخر، لوجود تدريبات متطورة جداً يجب إتقانها، والتي من شأنها تأهيله لتشغيل محطة الفضاء الدولية.

وأكد أن مشروع الفضاء الإماراتي يستهدف خدمة البشرية وهو شيء يجعلنا نبذل الجهد الكثير لوضع بصمتنا وتعاوننا مع كافة دول العالم التي تتكاتف لمواجهة تحديات كوكب الأرض، مبيناً أن نجاح الإمارات بالوصول إلى الكوكب الأحمر يؤكد أننا دولة لا تعرف المستحيل، فيما يعزز ذلك من دوافع الرواد الإماراتيين بالوصول أيضاً للمريخ في مهمات مستقبلية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن كل من يطمح لأن يصبح رائد فضاء، يجب أن يعمل على تحقيق حلمه بكل قوة.

مسؤولية كبيرة

وقال رائد الفضاء الإماراتي محمد الملا، إن ما كان حلماً يعمل على تحقيقه صار اليوم مسؤولية يحملها، وإنه فخور بالانضمام إلى فريق الإمارات لرواد الفضاء، لافتاً إلى أن شغفه بعالم الفضاء بدأ عبر عشقه للطيران فيما تطور أكثر بعد إطلاق الدفعة الأولى من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، ولقائه رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي، في معرض الطيران عام 2019، اللذين شجعاه على تقديم طلبه لينضم إلى الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء.

وتطرق إلى تدريباته التأهيلية الحالية في برنامج ناسا لرواد الفضاء، والتي تجري في مركز جونسون للفضاء وتؤهله لتشغيل محطة الفضاء الدولية وتستمر لفترات طويلة مستقبلاً، مثل التدريبات على مهمات السير في الفضاء، وتعلم العديد من المهارات المتقدمة، وغيرها الكثير.

دعم كبير

وذكرت نورا المطروشي، أول رائدة فضاء عربية، أن دافعها وراء التقدم لبرنامج الفضاء الإماراتي هو حلمها الذي كان يراودها منذ كانت طفلة، وأن ما دفعها لتحقيقه هو الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة الإماراتية لتمكين شبابها، فضلاً عن عائلتها التي كانت دائمة التشجيع لها، معتبرة أنها لم تشعر أنها واجهت أي تحديات عند التقدم لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، خاصة أن الإمارات لا تعرف المستحيل، وهو ما أصبح منهج عمل لكل المتميزين من أبنائها.

وقالت إنها تسعى بكل قوة نحو اليوم الذي تنطلق فيه لمهمة فضائية، فيما تحلم بأن تحمل معها قلادة جدتها، والتي يصل عمرها ما يقارب 100 سنة، مؤكدة أنها لطالما كانت تفكر في المقتنيات التي ستحملها إلى الفضاء أثناء رحلتها المستقبلية.

وتطرقت إلى مراحل تقديمها لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء ووصولها لاختيارها لتكون أول رائدة فضاء عربية، لافتة إلى التدريبات التي تتلقاها حالياً في مركز جونسون الفضائي، والتي تشمل تلقي تدريبات لتعلم الطيران والحصول على رخصة ممارسته، فضلاً عن تدريبات الغوص تحت الماء لمسافات تصل حتى 30 متراً في العمق، فيما تصل التدريبات كذلك إلى الشق الخاص باللياقة البدنية، التي يجب أن تكون خلاله في كامل الجاهزية الرياضية، حتى تكون مستعدة للمرحلة المقبلة.

وشهدت فعاليات اليوم الأول حضوراً بارزاً من المتخصصين ورواد فضاء عالميين، فضلاً عن عدد كبير من زوار «إكسبو 2020 دبي» الذين حرصوا على حضور الفعاليات بما تضمه من أنشطة تستهدف استكشاف آفاق جديدة في قطاع الفضاء بشكل آمن ومثمر.

قصص ملهمة

وتوفر فعاليات اليوم (الاثنين) فرصة للزوار للانضمام إلى رواة القصص وخبراء الاتصال العاملين مع وكالات الفضاء، حيث يشاركونهم قصصاً ملهمة تهدف إلى تشجيع الأجيال الجديدة على تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم من خلال التعليم والعمل الجاد والمثابرة، فيما تم تحديد الساعة 3-6 مساء للانضمام إلى هذه الفعالية في مدرج «تيرا».

Email