9.5 مليارات دولار تم توقيعها و214 ملياراً في الطريق

صفقات وعقود مليارية في «إكسبو»

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد أول أسبوعين من الحدث العالمي «إكسبو 2020 دبي» إبرام عدد من الصفقات الاستثمارية المليارية التي تبشر بانتعاشة اقتصادية للدول المشاركة ليكون الحدث بمثابة القاطرة التي تخرج الاقتصاد العالمي من أزمته التي عانى منها بسبب جائحة «كورونا»، حيث بلغت قيمة العقود التي تم توقيعها بالفعل 9.5 مليارات دولار، أما قيمة الصفقات التي ينتظر توقيعها خلال الفترة المقبلة فتبلغ 214 ملياراً.

ومنح الحدث العالمي للمستثمرين العالميين المشاركين فرصة لاستكشاف آخر التطورات خارج العالم بمجال النقل والتكنولوجيا والتحول الرقمي في مكان واحد. ودفع الحدث المستثمرين للدخول في تحالفات وشراكات والقيام بعمليات استثمار في مختلف القطاعات. وفي هذا الصدد، توقعت شهد الزرعوني، مدير إدارة العلاقات الحكومية المحلية في «إكسبو 2020 دبي»، أن يشهد المعرض إبرام العديد من الصفقات التجارية والاقتصادية والسياحية بين دول العالم. وتشارك نحو 192 دولة في المعرض، وهو ما يزيد من فرص عقد شراكات مليارية في الحدث العالمي.

أوغندا

وكانت باكورة صفقات «إكسبو» من نصيب أوغندا، حيث أعلنت حكومتها عن توقيع صفقات استثمارية بقيمة 650 مليون دولار، بما يشكل أول إعلان استثماري يتم الكشف عنه منذ انطلاق الحدث العالمي في الأول من الشهر الجاري. وأفاد بيان صادر عن هيئة الاستثمار الأوغندية بأنه تم التوقيع على الصفقات خلال حفل أقيم بالتزامن مع الاحتفال باليوم الوطني لأوغندا في إكسبو 2020 دبي، مشيراً إلى أن الاستثمارات شملت قطاعات الرعاية الصحية والطاقة والنقل. وشملت الاستثمارات التي تم توقيع خطابات النوايا الخاصة بها 500 مليون دولار لمشاريع الطاقة المتجددة والنقل، و50 مليون دولار استثمارات في مجال الاستثمار و 50 مليون دولار في معالجة المعادن و50 مليون دولار في استثمار بمرفق صيدلاني جديد لتصنيع أدوات تشخيص عالية الجودة لفيروس نقص المناعة البشرية، الإيدز، والملاريا، والسل، وغيرها من تقنيات التشخيص.

وشكل الإعلان عن الاستثمارات التي وقعتها أوغندا، مع شركات إماراتية وصينية، علامة أولى رئيسة على الفرص الاستثمارية التي يوفرها إكسبو 2020 دبي للدول المشاركة، ومنها أوغندا التي تشارك بجناح مميز في منطقة الفرص تحت شعار «المكان المناسب، والزمان المناسب».

وقال روبرت موكيزا، المدير العام لهيئة الاستثمار الأوغندية: إن الإعلان عن استثمار بنحو 650 مليون دولار هو جزء من طموحنا الأوسع لجلب 4 مليارات دولار من الاستثمارات الجديدة في أوغندا لدفع البلاد إلى الأمام، بينما تشرع في رحلة التعافي بعد الجائحة.

ماليزيا

وحصدت ماليزيا أكثر من 6.36 مليارات درهم (1.8 مليار دولار) من الاستثمارات والأعمال التجارية المحتملة خلال الأسبوعين الأولين من مشاركتها في الحدث العالمي. ووفقاً لوكالة الأنباء الماليزية، وصف رئيس الوزراء الماليزي إسماعيل صبري يعقوب، الأمر بأنه «إنجاز إيجابي» في أول أسبوعين من مشاركة ماليزيا في الحدث العالمي، عندما بدأت البلاد تشهد انتعاشاً في فترة ما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وأضاف إنه من المتوقع أن يستمر الزخم التجاري والاستثماري خلال الأسابيع الـ 25 المقبلة بدعم من الوزارات والوكالات المختلفة وحكومات الولايات الماليزية». وأشار إلى أن كل الاستثمارات والأعمال التجارية المحتملة تم الحصول عليها من خلال 14 مذكرة تفاهم، و3 خطابات نوايا، ومذكرتي تعاون موقعة بين 14 شركة ماليزية وشركائها الاستراتيجيين من الدول الأخرى تشمل الإمارات والصين ومصر والهند وإيران وسلطنة عمان وقطر والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وأوضح أن مذكرات التفاهم تغطي مجالات سلسلة الكتل، وإنترنت الأشياء، والنفط والغاز، وتكنولوجيا الروبوتات والأتمتة، والاستزراع المائي وتفريخ الحيوانات المائية، وأبحاث التكنولوجيا الحيوية، وريادة الأعمال في قطاعات كثيفة التكنولوجيا، والمركبات الجوية من دون طيار، والتكنولوجيا الحرارية والموجات فوق الصوتية، وكذلك البحث والتطوير واستخلاص النباتات والأعشاب الطبية.

السنغال

وكشفت السنغال عن تخصيص 120 مشروعاً استثمارياً بقيمة 7 مليارات دولار بالقطاع الخاص في 5 مجالات متنوعة، تشمل الصحة وصناعة الدواء، تقنيات الاتصال والتكنولوجيا، الاستثمار في مناطق اقتصادية خصوصاً في مجال الصناعة، السياحة والأعمال الكبرى. وأكد مونتاغا سي المدير العام لوكالة النهوض بالاستثمارات والأعمال الكبرى في السنغال أن القطاعات التي ستستأثر بالمحفظة الاستثمارية هي قطاعات حيوية وذات مردودية عالية، مشيراً إلى أنه تم تخصيص 2.8 مليار دولار للصحة وصناعة الدواء و819 مليون دولار للاستثمار في قطاع تقنيات الاتصال والتكنولوجيا، و2.07 مليار دولار للاستثمار في المناطق الاقتصادية الخاصة، و914 مليون دولار في قطاع السياحة و911 مليون دولار في قطاع الأعمال الكبرى.

وأوضح أن السنغال تقدم حزمة من التسهيلات لرجال الأعمال والمستثمرين والإعفاء من الضرائب في بعض القطاعات وإصدار قوانين محفزة في مجال الاستثمار والتقليل من الإجراءات الإدارية وخلق بيئة آمنة للمستثمرين. وقال: اليوم بإمكان رجال الأعمال والمستثمرين تنفيذ كل التدابير والإجراءات المتعلقة بإنشاء الأعمال التجارية، والحصول على تصريح البناء، والإنترنت، ومنصات آمنة، بسهولة وفي أقل وقت ممكن. وأوضح أنه وفقاً لمؤشر الاستثمار في أفريقيا فإن السنغال أصبحت واحدة من الوجهات الأكثر جاذبية للمستثمرين في هذه القارة إلى جانب غانا وتوغو.

أنغولا

ووقعت غرفة دبي خلال الحدث العالمي مذكرة تفاهم مع غرفة التجارة والصناعة الأنغولية - الإماراتية، بهدف إرساء أسس متينة، تعزز من قوة العلاقات الاقتصادية الثنائية بين دبي والإمارات من جهة وأنغولا من جهة أخرى. وتأتي أهمية الاتفاقية كونها تضع إطاراً عملياً وتحدد آليات واضحة ومدروسة، تتيح لصناع القرار من الجانبين الفرصة لتطوير علاقات تجارية أقوى بين الطرفين.

وبموجب بنود الاتفاقية، ستعمل الغرفتان على ترويج التبادل التجاري بين البلدين وتبادل المعلومات حول الفرص التجارية المتاحة والخيارات الاستثمارية، وتنظيم شؤون تبادل البعثات التجارية، وزيارات الأعمال والأبحاث، والفعاليات التجارية والمعارض وحلقات البحث والدورات التدريبية، التي تعود بالفائدة والنفع المشترك على أعضاء الغرفتين. ومن جهة أخرى، ستقوم كل غرفة بإرسال واستقبال الوفود التجارية وتشجيع الشراكات وتسهيل سبل التعاون الثنائي بين الأعضاء.

البرازيل

ولم تبتعد البرازيل عن أنباء الصفقات، حيث قال المفوض العام لجناحها في المعرض، إلياس رودريغيز مارتنز فيلهو، إن حجم الاستثمارات الذي من المتوقع أن يجنيه اقتصاد بلاده من المشاركة في الحدث العالمي يبلغ نحو 10 مليارات دولار، متوقعاً أن يوفر المعرض أيضاً 120 ألف وظيفة و150 فرصة للاستثمار والأعمال والتي سيقوم بها رجال الأعمال البرازيليون بالعديد من القطاعات الاستراتيجية بالإمارات.

ورجح فيلهو أن يصل عدد الزائرين من بلاده للمعرض الدولي إلى ما لا يقل عن 10 آلاف زائر برازيلي خلال فترة الستة أشهر القادمة، وذلك بعد انطلاقه في شهر أكتوبر المقبل، مشيراً إلى أن من أهم الفوائد التي ستجنيها البرازيل من مشاركتها في إكسبو هي تعزيز العلاقات بين البلدين حيث إن العلاقات الثنائية مع الإمارات شهدت تقدماً هائلاً في السنوات الأخيرة. وأوضح أن بلاده ستركز خلال مشاركتها في معرض إكسبو العالمي بشكل أساسي على تعزيز علاقاتها وتعميق علاقتها مع الإمارات والتي تعد مركزاً لدخولها لأسواق منطقة الشرق الأوسط والتي قد توفر فرص نمو كبيرة لاقتصاد البرازيل.

ولفت إلى أن المعرض سيساعد البرازيل أيضاً على تعزيز العلاقات مع دول الخليج الأخرى وبالتالي تأكيد الموثوقية العالية لمنتجاتها من حيث الجودة والصحة والاستدامة.

أفريقيا

أما الدكتور ليفي أوشي مادويكي، رئيس مكتب الشراكات الاستراتيجية للاتحاد الأفريقي والمفوض العام للاتحاد الأفريقي، فقد توقع استقطاب استثمارات بما يزيد على 200 مليار دولار خلال المشاركة بإكسبو. وقال: نحن حددنا فرص الأعمال في أفريقيا ونتطلع إلى أن يحصل المجتمع الدولي على الموارد الطبيعية التي تزخر بها القارة السمراء وهي متنوعة، إلى جانب أننا قارة فتية ولدينا الكثير لنقدمه وهي مستقبل الاستثمار. وأضاف: كما أن تطوير البنية التحتية في أفريقيا لا تزال في أول عهدها وهناك الكثير من فرص الأعمال، ونحن نرحب بجميع المستثمرين الدوليين وإكسبو 2020 دبي فرصة لنا ليس فقط لأن نكون جزءاً من الحوار بل أن نكون أحد صناعه.

وتابع: إن حكومة الإمارات أعربت عن دعمنا منذ البداية واستعدادها للشراكة مع كل ما نقدمه وتلقينا من الإمارات دعماً كبيراً، مشيراً إلى أن الاتحاد الأفريقي خلال تواجده في المعرض الدولي يتطلع إلى إحداث فرص استثمارية كبيرة وعقد شراكات اقتصادية ثنائية بين الدول الأعضاء بالاتحاد بين الإمارات ودول المنطقة، معتبراً أن إكسبو يعتبر فرصة لتقوية العلاقات وعقد شراكات اقتصادية طويلة الأمد سواء ثنائية أو طويلة الأمد، ولدينا شراكات مع الاتحاد الأوروبي ونتواصل معها من أجل إحداث تقدم في القارة.

Email