فريدريك سوانيكر من إكسبو 2020: أبناؤنا أثمن من الماس في "قرية أفريقيا"

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا فريدريك ك سوانيكر، مؤسس مجموعة القيادة الأفريقية بالمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال المقام بمركز المعارض في إكسبو 2020 دبي، إلى إعطاء الأولوية للموارد البشرية، مؤكداً: إنها "الثروة الحقيقية في قرية إفريقيا، حيث أنها أثمن من الذهب والماس والمعادن، فهم أبنائنا".

وأضاف: "تضم قارة إفريقيا أصغر الشعوب عمرا في العالم؛ حيث أن متوسط أعمار السكان في إفريقيا 19 عام، بينما تتراوح أعمار سكان ألمانيا بين 47 و 48 عام، ويزداد متوسط الأعمار في بقية بلدان العالم".

وتفاءل فريدريك ك سوانيكر، باستعداد نحو 170 مليون شاب للانضمام إلى القوى العاملة في إفريقيا خلال السنوات الخمس المقبلة، لكنه دعا في الوقت نفسه الحكومات الاستفادة من اللحظة الحالية لوضع حلول مبتكرة، ففي رأيي أن الابتكار يتولد من الصعاب.

وأشار إلى أن تعطيل العملية التعليمية وفرص العمل نتيجة لجائحة كوفيد -19، تطرح تحديات جديدة في المنطقة من بينها تهيئة القوى العاملة التي نحتاجها.

وقال سوانيكر: إن" إفريقيا تفتقر إلى الكثير من الموارد؛ فبلادنا فقيرة وبنيتنا التحتية هشة وليس لدينا رعاية صحية أو غيره. إلا أن التحديات الهائلة يجب أن تكون دافعا لوضع التصورات والحلول المبكرة فلا مجال للحلول التقليدية. لا سيما أثناء أزمة جائحة كوفيد التي أضيفت للتو ضمن قائمة التحديات. ففي اللحظة الحالية يجب على كل البلاد الإفريقية العودة إلى نقطة البداية والمناداة بالتالي: "لسنا بحاجة إلى أفضل الممارسات ولكننا بحاجة إلى ابتكار ممارسات جديدة".
 
 وحول الإجراءات التي يمكن للحكومات اتباعها لتشكيل سياسات تعليمية راسخة تهدف إلى تهيئة القوى العاملة لمواكبة احتياجات العمل المستقبلية، قال ك سوانيكر: إنه "يجب على الحكومات الاستفادة من اللحظة الحالية لوضع حلول مبتكرة، ففي رأيي أن الابتكار يتولد من الصعاب. فلطالما عانت قارة إفريقيا من تحديات جمة. والآن لم يعد لدينا الكثير من الوقت؛ فبحلول عام 2035، ستزخر إفريقيا بأكبر قوة عاملة بالعالم؛ حيث سيحتاج مليار شخص إلى فرصة عمل، لذا علينا اتخاذ إجراءات عاجلة في هذا الشأن".


وأضاف: "على الرغم من تراجع الأوضاع الاقتصادية، لكن لا تزال إفريقيا تزخر بالمواهب الشابة وأعتقد أن فرصتنا تكمن فعليا في تصدير الكفاءات دون الحاجة إلى هجرة الأدمغة حيث انفتحت الشركات حول العالم حاليا إلى تعيين الكفاءات عن بعد نتيجة للجائحة. لذلك أقترح تطوير مجال صنع الكفاءات وتصديرها والاستثمار فيها عن بصيرة من أجل تهيئة القوة العاملة لاحتياجات العالم دون الحاجة إلى هجرتهم لكونهم يعملون من منازلهم. وقد حققت الهند نجاحا في هذا المجال. ويمكننا أن نقتدي بتجربة الهند لنكون ثاني قارة تحقق نجاحا في هذا المجال من أجل خلق قيمة حقيقية وإطلاق إمكاناتنا الكامنة في أعظم مواردنا وهم أبناء شعبنا".
 
وعن أبزر الأسباب التي تدعو للتفاؤل في ما يخص تهيئة القوى العاملة لمواكبة الاحتياجات المستقبلية، أفاد ك سوانيكر:"ينبع شعوري بالتفاؤل من ثقتي بأن إفريقيا تمتلك ما تحتاج إليه بقية دول العالم وهي الكفاءات، ودول العالم الأخرى قد بلغت آفاق مسيرتها للتطور".
وأوضح: "إن وضع إفريقيا الحالي هو نفس وضع دولة الصين قبل 20 أو 30 عاماً، لذلك في مرحلة ما، سيسعى الجميع إلى القدوم إلى إفريقيا. حيث يمكنك الآن ملاحظة استثمارات إفريقيا في سوق رأس المال المُخاطر، وقد كانت إفريقيا تاريخيا إحدى أسرع المناطق نموا في العقد الماضي. لذا بمجرد أن تستقر الأمور، سنشهد تدفقا للاستثمارات في القارة ويمكننا البدء في الاستفادة من تلك الإمكانات التي ننعم بها".

يذكر أنه تم اختيار فريدريك ك سوانيكر، مؤسس مجموعة القيادة الأفريقية للقاء الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ضمن 115 زعيماً شاباً في المنتدى الأول للرئيس في مبادرة القادة الأفارقة الشباب التي عقدت في البيت الأبيض عام 2010، كما اعترف المنتدى الاقتصادي العالمي به رسمياً أحد القادة الأفارقة الشباب، كما أدرجته مجلة فوربس في قائمتها "أكثر الرجال تأثيرا في العالم" في إفريقيا لعام 2011.
 

    

 

Email