قصة نجاج بدأها زايد

حلم ريادة الفضاء

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما تسير الإمارات بخطى واثقة نحو يوبيلها الذهبي هذا العام، احتفالاً بمرور 50 عاماً على تأسيسها، فإنها تتطلع إلى رؤية مستقبلية للنمو والازدهار لـ«الخمسين المقبلة»، من خلال استشراف عديد الإنجازات في المجالات كافة، ومن بينها «قطاع الفضاء» الذي رسخت الدولة فيه مكانتها رائدة في هذا المجال في المنطقة العربية، ولاعباً أساسياً ومهماً على مستوى العالم.

وذلك بفضل مشروعاتها الناجحة وفي مقدمتها «مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ»، و«برنامج رواد الفضاء»، و«مهمة استكشاف القمر»، بالإضافة إلى تصنيع الأقمار الصناعية بأيدٍ وطنية، وغيرها من المشروعات التي تدعمها سياسة وطنية واضحة لانطلاق القطاع نحو آفاق أرحب من التميز.

منصة إنجازات

ويأتي معرض «إكسبو 2020 دبي» العالمي منصة مهمة سنشهد من خلالها استعراضاً لجهود الدولة وإنجازاتها في قطاع الفضاء، إذ سيكون المهندسون الإماراتيون والقائمون على مشروعات الفضاء في الدولة، على موعد مع زوار المعرض في «منطقة التنقل» لتعزيز شغفهم في ما يخص استكشاف الفضاء.

وذلك من خلال الجلسات والحلقات النقاشية، للتعريف بأحدث التطورات للمشروعات الوطنية في هذا القطاع، و«برنامج الإمارات الوطني للفضاء»، وخصوصاً «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ»، الذي بدأ توه تصدير معلوماته التي يكتشفها عن الكوكب الأحمر، لتستفيد منها الوكالات والمراكز العلمية و العلماء حول العالم.

ولم يكن للدولة أن تحقق هذه الإنجازات الضخمة لولا الرؤية الثاقبة التي أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي كان منبهراً بهذا القطاع، والذي انعكس حينما التقى رواد الفضاء الأمريكيين في مهمة أبولو 17، والذين قدموا له قطعة صخرية من القمر، فيما كان يستمع إليهم باهتمام وإنصات، للتعرف عن كثب إلى هذا القطاع.

أساس الانطلاق

وقد وضع ذلك الاجتماع الأسس لما حققته الإمارات اليوم كدولة ترتاد الفضاء وتطوره، والتي شملت إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وإطلاق شراكات متعددة وبرامج أكاديمية، وتخصيص استثمارات لبحوث علوم الفضاء واستكشافاتها، وبناء وإطلاق أقمار اصطناعية محلية الصنع، وإطلاق برنامج المريخ 2117، الذي سيستخدم أحدث المعارف البشرية لاستكشاف الفضاء.

وإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء، وانطلاق أول مسبار عربي إلى المريخ، وحالياً بناء أول مركبة عربية للقمر تحمل اسم «راشد»، إذ تعد مهمة الإمارات لاستكشاف القمر مشروعاً وطنياً طموحاً يحفز النهضة العلمية العربية، ويرسخ المكاسب التي حققتها الدولة في قطاع الفضاء على مدى العقد الماضي.

وتبشر استضافة دبي المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية الثاني والسبعين في أكتوبر 2021 بعصر فضاء جديد للمنطقة، إذ يغرس الشغف الذي سيقود الجيل القادم.

كما يوفر فرصة لبلدان المنطقة العربية لتوسيع التعاون مع وكالات الفضاء ورجال الأعمال من جميع أنحاء العالم، وتأتي استضافة دبي معرض «إكسبو 2020 دبي» والمؤتمر الدولي للملاحة الفضائية، لتشكل انعكاساً للمدينة العالمية متعددة الجنسية التي تحولت إليها الإمارة، والتحدث مطولاً عن الإنجازات الاستثنائية التي حققتها الإمارات على مدار تاريخها الفتي في هذا القطاع.

دعم كبير

وتدعم القيادة الرشيدة تطوير قطاع الفضاء في الدولة، إذ بلغ استثمار الدولة نحو 22 مليار درهم، وتأطيراً لرؤية الإمارات المستقبلية في هذا القطاع أطلقت الدولة الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء.

وذلك لتحقيق ستة أهداف رئيسة، من خلال تنفيذ أكثر من 20 برنامجاً شاملاً و70 مبادرة في السنوات المقبلة، وتهدف الاستراتيجية إلى تعزيز العلاقات بالمنظمات الدولية في قطاع الفضاء، ودعم البحث العلمي، وتشجيع الابتكار، وتطوير قادة الفضاء في المستقبل.

كما تم الإعلان عن السياسة الوطنية لقطاع الفضاء وإطلاقها بهدف بناء قطاع فضائي قوي ومستدام، يساهم في تنويع الاقتصاد ونموه، ويعزز الكفاءات الإماراتية المتخصصة، ويطور القدرات العلمية والتقنية العالية.

فيما جاءت الخطة الوطنية للاستثمار الفضائي بهدف زيادة مساهمة قطاع الفضاء الوطني في تنويع اقتصاد الدولة، وتحفيز التعاون والشراكات بين المؤسسات ذات الصلة في القطاع الحكومي والخاص والبحثي والأكاديمي، إلى جانب تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي في صناعة الفضاء، وجذب الشركات الفضائية العالمية لتتخذ من الدولة مقراً إقليمياً وعالمياً لأنشطتها.

بحث وتطوير

واستكمالاً لهذه الجهود تم إصدار قانون تنظيم قطاع الفضاء ليشمل مجموعة واسعة من الأنشطة المحتملة، بما في ذلك الرحلات الفضائية المأهولة والتعدين الفضائي، إذ سيوفر بيئة تشجع على الاستثمار في الفضاء، ويساهم في تنظيم الأنشطة الفضائية بطريقة تضمن تطوير قطاع مزدهر وآمن في الدولة يترجم رؤية القيادة الرشيدة.

وفي ما يخص جهود الإمارات في مجال البحث والتطوير، فقد تم تصميم خريطة طريق واضحة للابتكار في تكنولوجيا وعلوم الفضاء، لتحديد أولويات تطوير القدرات البحثية في الجامعات ومراكز البحوث المحلية، إذ أُسست 5 مراكز بحثية لعلوم الفضاء وثلاثة برامج جامعية في العلوم الفضائية في الدولة، والعمل بشكل دؤوب على جذب الشباب الإماراتيين للانخراط في علوم وتكنولوجيا الفضاء، الأمر الذي سيؤدي إلى إعداد جيل من الرواد المتميزين في هذا القطاع، داخل الدولة وخارجها.

Email