قصة خبرية

زيتُ العِطر الشِعريّ من ملكة الزهور

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمة قصة عطرية شعرية تبدأ من الجناح البلغاري في «إكسبو 2020 دبي»، ومن قارورة خشبيةٍ صغيرةٍ دائرية تُعرض بأناقة، تَطرح للزائر أولاً قضية فنية من خلال الرسم باليد على جوانبها الخشبية، من وردة حمراء، والجانب الآخر فتاة بلغارية بلباسها التقليدي تحمل كيسين معبأين بالورود بعد القطف، رُسمت كفتاة بشوشة ترقص بهجةً بما لملمتهُ من حقل مشمس يفوح بأريجه العطر. أنيقةً مع أكياسها.

وكأنها تتأهب لتصفيتها واستخراج زيت العطر من بتلات صنف ورود حمراء، تَغنى به شعراء العالم فأغنوا لغة الأدب وزادوها رقة وجمالاً، وتماهى معه البلغاري، وأسمى وردات هذا الصنف «ملكة الزهور».

في الجناح البلغاري لا يصدك شيء عن فتح القارورة وشمها، فحينها تصبح رائحة الحقيقة بين يديك، بل كل رائحة الحقائق كلها في بتلات الورد، فليست كل وردة وردة، وليست كل ما استخرج من زيت الورود هو الزيت ذاته الذي يتعارك عليه الجمال والحرية، فبعض الورود تتجاوز سيرتنا المعرفية والحسية، تماماً مثل تلك البتلات التي كتب لها الديمومة في جوهرها الفواح.

تبقى الدهشة منذ تاريخ الوردة الأولى، حيث نمت في الأراضي الشرقية منذ زهرة دمشق السورية، وزهرة مراكش ونيل مصر ممتدة إلى الغرب حيث جنوب فرنسا، لتتجه من جديد شرقاً من جديد، ونصل مرة أخرى إلى زهرة بلغاريا الحمراء بجودتها الاستثنائية وخصائصها العلاجية في زيت عالي الجودة بعد أن توفرت لها تربة ومناخ وشتاء، وبعناية الطبيعة التي وهبتها الينابيع.

فكانت النتيجة عطر يذكرنا بشروق الشمس عبر الحقول التي تقطف الأيادي الورود من وديانها، وتُجمع في أكياس وتتراكم وتنمو الفكرة التي أوصلتنا إلى الأغراض الطبية والتجميلية والغذائية. أما هنا وفي الجناح البلغاري، سوف يعرف من يشم ذلك العطر، بأنه ليس سوى جوهر القطرة الأولى في زيتٍ من عطر من حُمرة وردٍ بلغاري.

 

Email