بلغاريا آثار من ذهب

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بلغاريا التي تمتاز بجمال طبيعتها تعرض على جميع جدران جناحها الأنيق في معرض «إكسبو 2020 دبي» صوراً سينمائية عن طبيعتها الخلابة من جبال وشلالات ومناطقها الخضراء وحقول الورد، على أنها في وسط الجناح تعرض أقدم كنوزها الذهبية، التي اشتهرت بها منذ اكتشافها عام 1972م.

وعن طريق الصدفة في منطقة بحيرة فارنا، التي وهبت للباحثين مقابر أثرية تعود إلى العصر النحاسي، وبأعدادها التي تصل إلى 294 قبراً، استُخْرجت بعد جهد وصل إلى 15 عاماً من التنقيب، ليسمي اليوم بمقبرة فارنا المحتوية على مصوغات ذهبية عالية الجودة، رغم أنها من العصور النحاسية المتأخرة هي اليوم في دبي.

من فارنا إلى دبي

شاهدنا في الجناح البلغاري في «إكسبو 2020 دبي» مقتنيات ذهبية مذهلة بإتقانها، تعود إلى تلك العصور المبكرة، قمنا بالبحث حول أهميتها، وكان واضحاً أنه تم جلبها من «متحف فارنا الأثري» الشهير، وهو من أكبر المتاحف في بلغاريا، إلى دبي لعرضها في الجناح البلغاري.

هكذا، جاءت مدينة فارنا المطلة على ساحل البحر الأسود، بكنوزها من البلقان إلى دبي، كي تعرض للزائرين هنا كل الذهب الذي كان يتزين به رجل نائم في قبره منذ سبعة آلاف سنة، وهو رجل من نخبة المجتمع حسب نظرية علماء الآثار، إما ملكاً وإما تاجراً أو راهباً، فكل الاحتمالات ممكنة في غياب الكتابة، لكنها تبقى الفترة التي كان الرجال في أوروبا يهيمنون على كميات الذهب فيها، سواء على شكل صولجان أو أدوات حربية ذهبية لكبار القيادات، إلى سيوف وخناجر ذهبية، وخواتم وأساور وصدريات، ومشغولات ذهبية.

أسئلة ودلائل

بالطبع هناك قطع أخرى ذهبية أخرى، ومن قبور فارغة وضعت فيها هدايا من دون هياكل عظمية، كرأس الثور مع كأس مقدس، تم اختيار الأهم والأشهر منها، لعرضها في «إكسبو 2020 دبي»، وأعداداً مختارة من المجموع الكلي، الذي يصل إلى ثلاثة آلاف قطعة أثرية من الذهب، وهذا يدعو إلى التساؤل: هل يمكن اعتبار بلغاريا بأنها كانت أقدم منطقة لصناعة الذهب؟

فهناك أقدم المجوهرات صناعة في العالم، خصوصاً أنها وجدت في فارنا، حيث المقابر الواقعة في مناطقها الصناعية المطلة من شرقها على البحر الأسود، ولا بد أنها في تلك المنطقة القديمة، وفي تلك الحقبة طورت علاقاتها التجارية مع الأراضي البعيدة، واتخذت من ثقافتها البحرية الواسعة جلب السلع المعدنية ومن ثم تصنيعها، خصوصاً أن هناك دلائل على أن هذه القطع الذهبية الأثرية مصنوعة من حرفيين محليين محترفين.

فهناك روح دينية مبجلة، بجانب القوة الغريزية الحربية من خلال القطع الذهبية ونقوشها المتطورة التي تعني بالحروب، خصوصاً أن الكربون المشع 14 أثبت أنها تنتمي إلى زمن فارنا في عصرها النحاسي. وأخيراً لمن يزو الجناح البلغاري وبجانب الثقافة الطبيعية والأثرية المعروضة، يجد أيضاً منتجات بالغة في الجودة لزيوت عطرية من حقول ورودها الحمراء.

 

Email