المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال يختتم فعالياته بنجاح ويقدم أفكاراً بناءة للتنمية

تسريع تطبيق اتفاقية التجارة الحرة يعزز تعافي اقتصاد أفريقيا

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في فعاليات اليوم الثاني والأخير للمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال أن تسريع تطبيق بنود اتفاقية التجارة الحرة القارية يكتسب أهمية قصوى باعتباره طوق النجاة لتعافي اقتصاد أفريقيا، وتحفيز مسيرة النمو والتكامل الاقتصادي ودعم نمو التجارة البينية على مستوى الدول، ويأتي في مقدمة تلك البنود العمل بمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.

واختتم المنتدى، الذي تنظمه غرفة دبي و«إكسبو 2020 دبي» فعاليات دورته السادسة، أمس، بنجاح في مركز دبي للمعارض بموقع «إكسبو دبي»، وحفلت الدورة بالعديد من الأفكار البناءة وفرص الشراكات والتعاون، وجسدت بالفعل شعارها «التجارة تقود مستقبل التحولات الاقتصادية».

اتفاقية التجارة

وفي جلسة خاصة ضمن اليوم الثاني من المنتدى، أكد وامكيلي مين، الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية الأهمية الكبيرة لاتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية للقارة السمراء والاقتصاد العالمي بأكمله، منوهاً بأن التطبيق السريع لهذه الاتفاقية يسهم في إعادة اقتصادات الدول الأفريقية إلى مسار النمو المستدام، وتوفير الفرص الاستثمارية الواعدة في الكثير من القطاعات الحيوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الصديقة، وفي مقدمتها الإمارات.

وقال وامكيلي مين في جلسة حوارية ضمن فعاليات المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال: رغم تداعيات أزمة «كوفيد19» فقد أنهينا 88% من قواعد اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، وهذا دليل على الاهتمام الكبير من دول القارة على تقليص كل العوائق التي تواجه طرق التجارة، وذلك من خلال تعزيز التجارة الداخلية في القارة الأفريقية وتقوية الروابط التجارية للدول الأفريقية بسلاسل التجارة العالمية.

وأضاف: سنعقد أيضاً خلال مارس من العام المقبل منتدى للمستثمرين تحت مظلة الأمانة العامة في أفريقيا، والذي سنقوم خلاله بالكشف عن إطار قانوني يضم الدول الأعضاء لتسهيل الحركة التجارية، وحل النزاعات كما سيعمل ذلك الإطار القانوني كونه كياناً مستقلاً ومحايداً.

وتابع: إن أهدافنا الكبيرة وطموحتنا في تعزيز دورنا في التجارة العالمية لا تتماشى مع الأرقام والنسب التي تظهر تدني الحالة التجارية في القارة، ولكن في المقابل لدينا الإمكانات للنهوض بهذه التجارة، فنحن نملك أسرع وتيرة نمو ونملك أصغر معدل عمر سكان في العالم، وهو 26 عاماً وهذه كلها عوامل ستساعدنا على تحقيق أهدافنا المرجوة. وقال: نحن ملتزمون بتطبيق الاتفاق وخلق سوق واحد فيه شروط بتجمع المستثمرين من جميع أنحاء العالم للاستثمار في القارة، فنحن لا نريد أن نعرف بالقارة الفقيرة بعد اليوم، ولكن نريد أن نعرف بقارة المستقبل.

تكنولوجيا

وفي جلسة أخرى بعنوان «تسريع تبنّي التكنولوجيا: الاقتصاد اللاتلامسي»، أكد فيها لاسينا كوني، المدير العام لتحالف أفريقيا الذكية في ساحل العاج، أن لديهم رؤية إلى تحويل أفريقيا إلى سوق موحدة بحلول 2030 مع وضع التحول الرقمي ركيزة أساسية لذلك، من أجل ضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع الاهتمام بتكنولوجيا المعلومات وتشجيع القطاع الخاص لدفع منظومة التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن أفريقيا تمتلك فرصاً كبيرة بعدد سكانها البالغ نحو 1.3 مليار نسمة، والذي يتألف 70% منه من الشباب، وأردف: إن الاقتصاد الرقمي ينبغي أن يقوم على 5 ركائز مهمة، وهي الحكومة الذكية، والقطاع الخاص الذكي، والبنى التحتية المتطورة، والابتكارات وريادة الأعمال، وتطوير الكوادر والمهارات.

وألقى كوني الضوء على أهمية تنمية التجارة البينية الأفريقية، التي لا تتعدى نسبتها حالياً 12%، بينما تبلغ مثيلتها في القارة الأوروبية 69%، كما أشار إلى أن بلاده أطلقت الهوية الرقمية الخاصة بالتعاون مع دول بنين ورواندا وتونس، وأن ذلك مهم لتنمية التحول الذكي وزيادة استخدام الهواتف الذكية على حساب الهواتف التقليدية، حيث تهدف بلاده إلى مضاعفة الدفع الإلكتروني عبر الخدمات.

وأكد كوني أن دبي تمتلك بنية تحتية لوجستية متطورة يمكن أن تسهم في تنمية التجارة الإلكترونية الأفريقية عبر حلولها اللوجستية، التي تشجع على استيراد البضائع وخفض تكلفة شحنها إلى القارة السمراء، وبالتالي تنمية الدفع الإلكتروني وازدهار حركة التجارة.

تحول رقمي

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لهيئة مجتمع المعلومات في رواندا، إنوسنت بي موهيزي إن القيادة ورؤيتها هي ما تدعم منظومة التحول الرقمي والذكي في رواندا، مشيراً إلى أن عدد المشتركين في الخدمات المالية النقالة بلغ مليون مشترك عام 2011، ولكنه حقق نمواً ليصل إلى نحو 6 ملايين مشترك حالياً.

كما أشار موهيزي إلى أن رواندا لديها شمول مالي بلغت نسبته 98% كما تمتلك تغطية الجيل الرابع الذكية بنسبة 95%، ويمكن

لـ 85% من المستخدمين الاتصال بالإنترنت. وألقى موهيزي الضوء على تطلعات رواندا لأتمتة العديد من الخدمات، وطرح أجهزة ذكية بأسعار معقولة مع تطوير صناعات داعمة للتحول الرقمي مثل الألياف الضوئية وغيرها.

انضمام دول

وكان كيبور جينا، المدير التنفيذي في غرفة التجارة والصناعة لعموم أفريقيا قد أكد خلال مشاركته في المنتدى أن اتفاقية التجارة الحرة بين الدول الأفريقية تحقق تطورات متواصلة مع توقيع 54 دولة للانضمام للاتفاقية وتقديم 37 دولة ما عليها من التزامات، موضحاً وجود تفاهم بين مختلف الأطراف على كثير من القضايا التجارية والاقتصادية بين الدول الأعضاء، ما يسهم في تحقيق خطوات مثمرة خلال المرحلة المقبلة.

وأضاف: يحتاج الوصول إلى اتفاقية متكاملة المزيد من الوقت ومن الضروري تسريع وتفعيل آليات اتخاذ القرارات، التي تسهم في تحقيق الإصلاحات وتعزيز التعاون، والتي تسهم كذلك في فسح المجال لاستثمارات كبرى من القطاع الخاص، وقال: على الدول الأفريقية ألا تتنظر حتى اكتمال جميع الإجراءات، لأن هناك فجوة في المعلومات، وهناك أيضاً تحديات تحتاج إلى رؤية موحدة لمواجهتها، وإيجاد الحلول التي تمكن من التطبيق الأمثل لاتفاقية التجارة الحرة.

تحديات

فيما أشارت الدكتورة ديبورا إلمس، المؤسسة والمديرة التنفيذية لمركز التجارة الآسيوي إلى أن الإمكانات كبيرة في القارة الأفريقية لكن التحديات كبيرة أيضاً، ولا بد من التعامل معها بكل جدية، حيث إن هناك مصالح مختلقة وتوجهات مختلفة لكل دولة، ولا سيما تلك الإجراءات التي تتعلق بالاستثمارات والتحول نحو الاقتصاد الرقمي وحقوق الملكية وشهادات المنشأ وغيرها من القضايا، التي تحتاج إلى إيجاد اتفاقات حولها حتى يتم الوصول إلى صيغة يمكن من خلالها ضمان السهولة في ممارسة الأعمال وتحقيق النمو المطلوب.

ودعت إلى تسريع التكامل بين الدول الأفريقية والاستفادة من التجارب العالمية، وبينت أن اتفاقية التجارة الحرة في آسيا متقدمة بشكل كبير عن الاتفاقية الأفريقية، ولا سيما في ما يتعلق بالقضايا التي ترتبط بالتكامل بين الدول، وقالت: أفريقيا بدأت من نقاط مشابهة لما بدأت فيه آسيا، ولهذا فإن الدول الأفريقية تحتاج إلى جهود وتعاون، ولا بد أن تكون هناك توجهات واقعية يمكن تحقيقها من خلال تأسيس هذه السوق، ولابد من العمل على بعض القرارات المهمة لا سيما إزالة التعرفة عن المنتجات الرئيسية بشكل كبير، والتي تسهم في ترك آثار إيجابية على الاقتصادات والمجتمعات الأفريقية.

Email