«بيــدو» تنين الصين التكنولوجي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يضم الجناح الصيني في «إكسبو 2020 دبي» ابتكارات عديدة أبهرت العالم في السنوات الأخيرة وفي مقدمتها نظام «بيدو» للملاحة عبر الأقمار الصناعية ويبدو أن استعراضه في مدخل الجناح لم يكن اختياراً عشوائياً من الصينيين بل لإبرازه كونه فخر التكنولوجيا الصينية.

ويعد نظام «بيدو» الذي بدأ يعمل بكامل طاقته في 23 يونيو 2020 إنجازاً صينياً تاريخياً ونقطة تحول في سباق تكنولوجيا الفضاء، حيث نجحت الصين بفضل هذا النظام في تغطية كامل الكرة الأرضية، مُعززة بذلك مكانتها وقدراتها كقوة فضائية صاعدة على المستويين المدني والعسكري.

«بيدو» هو نظام للملاحة عبر الأقمار الصناعية، يتكون من مجموعتين من الأقمار الصناعية - واحدة مخصصة للاختبار المحدود تعمل منذ 2000، والثانية تمثل نظاماً كاملاً للملاحة..

ويحمل نظام «بيدو1» اسم نظام «بيدو» التجريبي للملاحة بالأقمار الصناعية، ويتكون من 3 أقمار صناعية ويقدم تغطية وتطبيقات محدودة وخدمات الملاحة للمستخدمين في الصين والمناطق المجاورة.

الجيل الثاني من النظام، المسمى رسمياً نظام «بيدو» للملاحة بالأقمار الصناعية ويسمى أيضاً البوصلة «كومباس» للملاحة وتحديد المواقع بواسطة شبكة تتكون من 35 قمراً صناعياً، وأصبح النظام عاملاً في الصين في ديسمبر 2011، مستخدماً 10 أقمار صناعية، وبدأ في تقديم خدمات الملاحة للمستخدمين في منطقة آسيا -المحيط الهادئ في ديسمبر 2012 بأداء وفعالية تقارن بنظام «جي. بي. إس» الأمريكي وغلوناس الروسي وغاليليو الأوروبي، قبل أن يكتمل النظام في 2020 بتكلفة نحو 10 مليارات دولار وبإدارة مباشرة من وزارة الدفاع الصينية.

استقلالية

وبعد إطلاق نظام «بيدو» في 2020 أصبحت الصين تتمتع باستقلالها الكامل عن عدة أنظمة مماثلة مثل «جي. بي. إس» الأمريكي الذي تديره وزارة الدفاع الأمريكية و«غاليليو» الأوروبي ذو الطابع المدني الذي يشرف عليه الاتحاد الأوروبي، كما حققت الصين من خلال نظام «بيدو» انتصاراً تكنولوجياً في عالم الفضاء بامتلاكها أداة لتحديد المواقع خاصة في حال النزاع مع الجانب الأمريكي الذي كان قادراً على قطع خدمات «جي بي آس» على أي دولة، ورغم أن دقة نظام تحديد المواقع الأمريكي تتراوح بين ثلاثة وخمسة أمتار، إلا أن الأمريكيين قادرون في أي لحظة على التشويش على هذه الدقة ما يُخل بالتزامنية وتعطيل شبكات الهاتف المحمول، وهو ما دفع بالصينيين والأوروبيين والروس والهنود واليابانيين إلى تطوير أنظمتهم الخاصة لتحديد المواقع، كما يدعم هذا النظام للتكنولوجيا المستقبلية في الصين مثل السيارات ذاتية القيادة. ويرى خبراء الفضاء أن سباق الدول لضبط تقنيات الملاحة الفضائية وتحديد المواقع، يخفي رهانات في مجالات اقتصادية وسياسية وعسكرية تحمل أبعاداً استراتيجية مختلفة.

التكنولوجيا

وتملك الصين برنامجاً فضائياً قديماً ومتنوعاً إلا أن مسارها التكنولوجي في عالم الفضاء بدأ فعلياً منذ 20 عاماً، ويتذكر العالم نجاح مهمة شنتشو المأهولة في أكتوبر 2003 والتي أبرزت الصين كقوة فضائية صاعدة، وأصبحت ثالث دولة في العالم تتمكن من إرسال إنسان إلى الفضاء بعد الولايات المتحدة وروسيا. ومنذ ذلك الحين والقوى العالمية الأخرى تراقب عن كثب تطور برنامج بكين الفضائي، خصوصاً الولايات المتحدة التي تربطها علاقات معقدة مع التنين الصيني.

Email