الأمن السيبراني والاقتصاد دون تلامس ضمن محاور النقاش خلال "المنتدى العالمي الأفريقي"

ت + ت - الحجم الطبيعي

تناولت الدورة السادسة للمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال الذي ينظمه إكسبو 2020 دبي وغرفة دبي، تحت شعار «التجارة تقود مستقبل التحولات الاقتصادية» في مركز دبي للمعارض، حول التغيير الذي فرضته جائحة كوفيد-19 في الكثير من مفاهيم اقتصاد المعرفة والبنية التحتية الرقمية في العالم، مع تسليط الضوء على ظاهرة نشوء اقتصاد نظيف دون تلامس في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ودول أفريقيا، كما حدث في دولة رواندا، على سبيل المثال، حيث ارتفعت المعاملات المالية عبر الهاتف المحمول خمسة أضعاف خلال فترة الإغلاق، كما دار النقاش حول مبادرة «أفريقيا الذكية»، وهي مبادرة جريئة يقودها القادة الأفارقة للدخول لعالم اقتصاد المعرفة والبنية التحتية الرقمية.

كما دار النقاش حول الدروس المستفادة من الأزمة التي مر بها العالم بعد جائحة كوفيد-19 فيما يخص الابتكار لتسريع التنمية المستدامة وإعادة تشكيل المشاريع في القارة السمراء، يقول لاسينا كوني، المدير العام لمنظمة تحالف أفريقيا الذكية من ساحل العاج: «إن العقبة التي تواجهنا جميعاً هي الأمن السيبراني للبلدان الأفريقية، حيث إنه تزامناً مع نمو الاقتصاد الرقمي في بلداننا، فإن الهجمات الإلكترونية في ارتفاع، لذا تتولى جمهورية ساحل العاج دور البطولة في مجال الأمن السيبراني، لتكون قادرة على العمل كوحدة واحدة من خلال تجميع الركائز الأساسية لهذا الأمن المهم».

وأضاف كوني: «إن منظمة تحالف أفريقيا الذكية هي منظمة أفريقية متعددة الأطراف، لديها رؤية موحدة حول تحويل أفريقيا إلى سوق رقمية واحدة بحلول عام 2030، ولهذا وضعت مبادرة (أفريقيا الذكية) عدة أهداف، وهي وضع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قلب التنمية الاقتصادية الاجتماعية الوطنية، وتحسين الوصول إليها، ومن ثم تحسين المساءلة والشفافية والانفتاح من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القارة السمراء، وكذلك وضع القطاع الخاص في المرتبة الأولى في نظامنا البيئي، وأخيراً الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز التنمية المستدامة».

من جهته قال إنوسنت موهيزي، الرئيس التنفيذي لهيئة مجتمع المعلومات الرواندي: «لم تكن رواندا لتصل إلى ما هي عليه من تطور لولا القيادة التي تتمتع بها اليوم، فرواندا دولة صغيرة جغرافيا، وهي تضم 13 مليون شخص فقط، ولكن إذا ما تم توجيهها بشكل صحيح فستكون قادرة على القيام بالكثير من الأشياء، وعلى سبيل المثال كان لدى رواندا في عام 2011، أقل من مليون مشترك في الخدمات المالية المتنقلة عبر الهاتف المحمول، بينما تملك اليوم 10.7 مليون مشترك».

وأضاف موهيزي: «اليوم لدينا تغطية جغرافية بنسبة 95% للجيل الرابع (G4) في جميع أنحاء البلاد، فيما تجاوزنا نسبة 65% من حيث الاشتراك في الإنترنت، وسنواصل جهودنا لزيادة هذه الأرقام، فهناك ثلاثة عوامل لتحقيق هذه الأهداف، أولها أن يكون لدينا اتصالا موثوقا وميسور الكلفة، وهذه كانت رؤية الدولة قبل نحو 15 عاماً، للتأكد من أن لدينا كابلات في جميع أنحاء البلاد، وتكنولوجيا 4G، والآن نتطلع إلى نقلها إلى 5G، ومن ثم علينا امتلاك الأجهزة الضرورية بأسعار معقولة، إضافة إلى المهارات الرقمية، فقد يكون لديك اتصال وهاتف ذكي، ولكن إن كنت لا تعرف كيفية استخدامه فهذه مشكلة، وأخيراً يتعين علينا أتمتة بعض الخدمات التي نحتاجها».

تلعب أسواق رأس المال دوراً مهماً في تعبئة رأس المال الأفريقي الخاص لتمويل التنمية، من خلال منح الشركات القدرة على الاقتراض محليا بالعملات المحلية، ويمكن للأسواق العامة أن توفر مصدرا حيويا للتمويل المستقر والمستدام، وفي الوقت نفسه استفادت الشركات الأفريقية عالية النمو من الاهتمام المتزايد برأس المال الاستثماري والأسهم الخاصة في السنوات الأخيرة، على خلفية عقد من التقدم في مجال التكنولوجيا الناشئة والعديد من الصفقات رفيعة المستوى.

وقال ميغيل أزيفيدو، رئيس الاستثمار المصرفي في الشرق الأوسط وأفريقيا في سيتي جروب الإمارات العربية المتحدة: «من المهم جداً أن يكون لدينا شركات قوية وحوكمة قوية جداً، وأن نتمكن من إنشاء مجتمعات من المستثمرين المحليين، ومن الواضح أن قول ذلك أسهل من فعله في هذه المنطقة بالذات، ولكننا نرى اليوم اهتماما متزايدا من دولة الإمارات، وبعض الشركات القابضة في هذا البلد الصديق، بأفريقيا، وأعتقد أن الأمر مختلف تماما عما كان عليه قبل ثلاثة أو أربعة سنوات، كما انني واثق للغاية من أن الروابط بين المنطقتين ستزداد بشكل كبير في السنوات القليلة المقبلة».

 

Email