جناح الفرص.. منارة أمل مستدامة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أفكار ملهمة وتعهدات عدة يخبئها جناح الفرص وراء جدرانه الحمراء، جلها تهدف إلى صالح البشرية، ومساعدة أولئك الذين وقعوا تحت خط الفقر. أفكار تفتح عينيك على ما يحدث في الطرف الآخر من العالم، حيث الجميع يقف يداً بيد لإنجاح المهمة، الهادفة إلى إنقاذ الجميع، أفكار كفيلة بأن تحول جناح الفرص إلى منارة أمل مستدامة.

«أنت 1 من 8 مليارات إنسان يعيشون على وجه الأرض»، عبارة ستدرك وقعها في نفسك بمجرد أن تصل إلى خط النهاية، ستدرك مدى أهمية الدور الذي قد تقوم به لأجل البشرية، وستدرك أهمية الفكرة وعمقها، وكيف يمكن توظيفها لصالح البشر.

بمجرد أن تطأ قدمك أرض الجناح، ستجد نفسك في واحد من مسارات ثلاثة، كل واحد منها يؤدي بك إلى فكرة ملهمة، استلهمت من واقع الحياة، إحداها ستقودك نحو الطاقة الشمسية، والثانية ستفتح عينيك على تجربة الزراعة المستدامة، بينما الثالثة ستقودك لأن تتعرف كيف تصطاد الضباب، لحل مشكلة شح الماء الذي تعاني منه بعض المناطق حول العالم.

المسارات الثلاثة ستقودك لاستقاء الإلهام من 3 أشخاص هم: مريم وابيل وماما فاطمة، ثلاثتهم ينتمون إلى جنسيات مختلفة ويعيشون في مناطق لا يوجد بينها خيوط مشتركة، لا شيء يجمعهم سوى الخير وأفعال صغيرة أحدثت في مجتمعاتهم تأثيراً لامعاً على مستويات الغذاء والماء والطاقة، ليطلق الثلاثي العنان لأفكارهم، لتكون النتيجة «ماما الشمس» و«صائد الضباب» و«زراعة مستدامة».

المسارات الثلاثة تفضي بك إلى حكايات عميقة، تؤكد على أن «الجميع في مهمة واحدة» ذاك التعبير الذي يزين جدران الجناح. طبيعة الأفكار المطروحة، تجبرك على فتح أذنيك جيداً والاستماع إلى نبض الناس والأرض، حينها ستدرك أن 50% من سكان العالم يعيشون في المدن، الأمر الذي يؤكد مدى الحاجة للتفكير في مدينة المستقبل، ونوعية المتطلبات التي تحتاجها.

«الأفكار تولد من رحم المعاناة»، تلك حقيقة واقعة، ستتلمس صداها وأنت تعاين مشروع «صائد الضباب» ذلك الذي رأى النور في إحدى قرى البيرو، على يد أبيل كروز، الذي سعى لابتكار حل لشح المياه الذي تعاني منه منطقته، ولدت الفكرة في رأس عابد في تلك اللحظة التي كان يخطط فيها إلى حماية مزرعته من أعين المتطفلين، حينها اكتشف مقدار الماء الذي يمكن أن يجمعه عن سطح الشباك البلاستيكي، وما أن تذوقه حتى اكتشف حلاوته، الأمر الذي دعاه إلى توسيع الفكرة عبر رصد المناطق التي يتكون فيها الضباب، ونصب شبابيك بلاستيكية تمكنه من جمع أكبر قدر ممكن من المياه ليروي بها ظمأ سكان منطقته.

على الخط ذاته سارت فاطمة جمعة حاجي، من زنجبار والتي لمعت في رأسها فكرة تدريب النساء في بلدها على تركيب الألواح الشمسية، لتتمكن من استخراج الطاقة من الشمس، لتضيء ليل كل من حولها، لتمنحهم نوراً على نور. فاطمة تعيش في منطقة نائية بزنجبار، تعاني نقصاً حاداً في الكهرباء، لتعيش لفترة من الزمن في ظلمة حالكة، ليأتي الحل على يد فاطمة التي حفزت أبناء منطقتها على النظر نحو الشمس، والاستفادة من طاقتها، فاستحقت عن جدارة لقب «ماما الشمس». أما الإماراتية مريم الجنيبي فقد فتحت عينها على طرق الزراعة العضوية المستدامة، لتبدأ بالترويج لها ولممارسات الأكل الصحية، وتشجع الأفراد على زراعة خضرواتهم بأنفسهم.

ما هو التغيير الذي ستحدثه أفعالك؟ سؤال سيرن صداه في رأسك، عندما تصل إلى المحطة الأخيرة من الجناح، حيث تكتمل التجربة المحفزة للفكر بغرفة التعهدات، وهي مساحة مقلوبة «عبر السحب»، يُطلب فيها منك الالتزام بخريطة سلوكية من شأنها أن تحدث فارقاً في حياتك وحياة الآخرين، لتنقل التعهدات بعدها إلى «الحديقة»، وهي مساحة خضراء قد علقت في سقف الغرفة.

Email