«حصاد الضباب» يروي ظمأ قرى المغرب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعاني قرى في المغرب من نقص المياه، ولمعالجة هذه الإشكالية ابتكرت جمعية دار سي حماد للتنمية والتعليم والثقافة في المغرب حلولاً تكنولوجية لاستخلاص المياه من الضباب، حيث أثبتت دار سي حماد، وشريكها الألماني ووتر فاونديشن، أن الضباب يمكن أن يكون مصدراً مائياً موثوقاً وصالحاً في وجود مشروع على أحدث طراز، واتفق الطرفان على بناء أكبر منشأة لتجميع الضباب في العالم، تتضمن 1700 متر مربع من الشباك المحتجزة للرطوبة، فتوفرت مياه الشرب لـ 16 قرية في منطقة سلسلة جبال الأطلس الصغير، جنوب غرب المغرب. وتمكنت النساء التي عادة تقع عليهن مسؤولية جلب المياه من توفير 3.5 ساعات يومياً كن يقضينها في جلب المياه، مما أدى إلى ارتفاع نسبة التحاق الفتيات بالمدارس، وتحسن نوعية الحياة في تلك القرى بشكل عام.تأهل مشروع الشركة لبرنامج «إكسبو لايف» في «إكسبو 2020 دبي»، لدعم الابتكار المعني بقطاع الماء.

تجميع الضباب

تقول الدكتورة جميلة بركاش، مديرة جمعية دار سي حماد للتنمية والتعليم والثقافة في المغرب، ندير اليوم أكبر مشروع في العالم لتجميع الضباب، نقوم بذلك بغية الحصول على الماء ونخدم اليوم 119 منزلاً في جبال الأطلس جنوب غرب المغرب.

وتضيف: خلال إحدى زياراتي للجبال عندما رأيت فتاة من نفس عمر ابنتي، تضطر إلى الذهاب لجلب المياه على الرغم من الطقس الضبابي في مكان إقامتها، وهذا ما جعلني أسعى إلى تزويد مزيد من الأشخاص ضمن مجتمعي بالمياه الصالحة للشرب التي لا تتوفر لديهم، ونشر الوعي في الوقت نفسه. كما أسعى إلى أن يصبح الضباب مورداً مستخدماً يوفر المياه عند الحاجة، مضيفة: ينبغي علينا التعامل مع كوكبنا بشكل مختلف.

وتعمل جمعية دار سي حماد على تمكين سبل العيش المستدامة، وخلق الفرص للمجتمعات منخفضة الموارد للتعلم والازدهار، وتعزيز الثقافة المحلية، وخلق مبادرات مستدامة من خلال التعليم ودمج واستخدام الإبداع العلمي، داخل مجتمعات جنوب غرب المغرب.

وتقول بركاش: تتركز مبادرات الجمعية في المقام الأول في المناطق الريفية والجبلية بمحافظة سيدي إفني، وهي مقاطعة يكثر فيها الضباب. ومع ذلك، تعاني القرى القديمة اليوم من ظروف اجتماعية واقتصادية غير مستقرة كأثر جانبي لتغير المناخ، ونتواجد أيضاً في مدينة سيدي إفني حيث استفاد الأطفال والشباب والنساء في المدينة من برامج وأنشطة مؤسسة دار سي حماد لمدة عشر سنوات من 1990 إلى 2000. ومع ذلك، فإن أولويتنا اليوم هي المناطق الجبلية حيث تكون احتياجات البنية التحتية هي الأكبر.

استدامة

وتعتبر دار سي حماد للتنمية والتعليم والثقافة، منظمة مستقلة غير ربحية تأسست عام 2010 لتعزيز الثقافة المحلية والمبادرات المستدامة من خلال التعليم ودمج البراعة العلمية في جنوب غرب المغرب، وتدير أكبر مشروع لحصاد الضباب في شمال إفريقيا، وتوفر للقرى إمكانية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب، و«حصاد الضباب» مشروع بدعم ألماني أسهم في تغير حياة قرى نائية بالمملكة، وحصل المشروع على جائزة تشجيعية من الأمم المتحدة خلال مؤتمر المناخ في مراكش. وساهم هذا المشروع في توفير مياه الشرب لقرى بجنوب المغرب، كانت تعاني من أزمة المياه.

يعتمد مشروع «حصاد الضباب» على فكرة مبتكرة وهي استخراج الماء من الضباب في قمم الجبال عبر اعتراضه بشبكات مصممة لذلك، وتزويد سكان المناطق التي تعاني نقصاً حاداً من الماء بعد تجميعه ومعالجته، وعملت جمعية «دار سي حماد» على هذا المشروع في منطقة سيدي إفني بجنوب المغرب منذ أكثر من عشر سنوات بشراكة مع «مؤسسة ميونيخ ري» الألمانية.

Email