«نعم نستطيع» تفتح النقاش حول زواج الأطفال

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت منظمة إنقاذ الطفل عن أن هناك تقديرات تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي موطن لما يقرب من 40 مليون فتاة أو امرأة متزوجة في مرحلة الطفولة، وحوالي 1 من كل 5 شابات تزوجن قبل سن 18، كما أن 1 من كل 25 قبل سن 15.

جاء ذلك خلال ندوة استضافها جناح المرأة حول زواج القاصرات وتعليم الفتيات وأهمية إشراكهنّ في اتخاذ القرار، أمس، في إكسبو 2020 دبي بمناسبة اليوم العالمي للفتاة الذي يصادف 11 أكتوبر تحت شعار «نعم نستطيع»، وتحدثت فيها سارة المدني سيدة الأعمال الإماراتية، والإعلامية المصرية منى الشاذلي، وناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة والطفل، ومجموعة من الفتيات من مصر وسوريا ولبنان وكينيا بحضور هند العويس، نائب رئيس المشاركات الدولية في إكسبو 2020 دبي. وناقشت المشاركات العديد من المواضيع التي تهم المرأة وفي مقدمتها ظاهرة زواج القاصرات، والحق في التعليم والعمل وممارسة الرياضة والتوازن بين الجنسين، وحث الحكومات على الحد من الممارسات الضارة للفتيات في المجتمع.

وأشار أحد التقارير التي تمت مناقشتها خلال الندوة، إلى أنه في الوقت الذي بدأت فيه معدلات زواج الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تنخفض بشكل كبير، توقف هذا التقدم خلال السنوات العشر الأخيرة، ويرجع ذلك على الأرجح لعدم الاستقرار في المنطقة.

ثقافة الوعي

وأوضحت سارة المدني أنه يجب تكرار إقامة مثل هذه الندوات المهمة حتى تسهم في نشر الوعي حول قضايا المرأة، خصوصاً في عالمنا العربي، وقالت: تطرقنا إلى ضرورة تغيير الكثير من الأمور حتى نحفظ حقوق المرأة ونبني لها مجتمعاً آمناً، ويكون هناك مساواة بينها وبين الرجل، علينا أن نغير بعض العادات والتقاليد التي تقيد المرأة وتعيقها عن التقدم، والخطوة الثانية يجب تغيير المناهج الدراسية حتى تكون مواكبة لتطلعات المرأة وتعزز ثقافة الوعي لديها.

حقوق المرأة

من جهتها، أشادت منى الشاذلي بإشراك فتيات من دول مختلفة في الجلسة من كينيا ومصر ولبنان وسوريا، ما أثرى النقاش بآراء متنوعة، مشيرة إلى أن حقوق المرأة مضمونة بالقانون، ولكن المشكلة تكمن في العادات والتقاليد. وأضافت: إشراك المرأة بشكل فعلي جنباً إلى جنب مع الرجل يجعل الحياة أفضل للجميع ويرتقي بالإنسانية. ودعت مجموعة من الفتيات اللاتي شاركن في الندوة عبر تقنية الفيديو، الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى بذل المزيد من الجهود واتخاذ الإجراءات القانونية للقضاء على زواج الأطفال، وإنهاء العنف ضد المرأة، و«ضمان العدالة وظروف معيشية مناسبة» لجميع الفتيات.

وكشفت الفتيات عن توقف تعليمهن بسبب جائحة كورونا وهن في خطر التسريب أو قد تسربن بالفعل من المدرسة، مؤكدات أن السبب الرئيسي هو عدم المساواة بين الفتيات والفتيان في نظر المجتمع وصناع القرار.

نماذج

رفضت نعمة، 18 عاماً، التي تعيش في ريف مصر، الزواج، وترغب في بناء مشروع صغير كجزء من برنامج منح الأعمال الخاص بمنحة إنقاذ الطفل حتى تحصل على فرصة لدفع تكاليف مدرستها الخاصة. وأضافت: «أفكر في الغد، لا أريد العودة. لدي ثقة، لا فائدة من فقدان الأمل أو الشعور بالأسف على نفسك. أريد أن أصبح معتمدة على الذات. إذا فزت بالمنحة، أريد أن أبدأ مزرعة دجاج صغيرة خاصة بي. سوف يعيدني ذلك إلى المدرسة».

أما روان، 14 عاماً، وهي من سوريا، تريد أن ترى صانعي القرار يبذلون المزيد لإنهاء الممارسات الضارة في المجتمع، وقالت: المشكلات التي أود تسليط الضوء عليها خلال فعالية معرض إكسبو دبي هي عدم المساواة في التعليم بين الأولاد والبنات، وزواج الأطفال، أحلامي للفتيات هي الحرية، ووضع حد للتحرش، ومواصلة الفتيات تعليمهن والتعبير عن أفكارهن.

مساواة

وقالت غوين هاينز، الرئيس التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفل في بريطانيا: هذه لحظة محورية في الحركة العالمية من أجل المساواة بين الجنسين والسلام والتنمية المستدامة، وخاصة بالنسبة للفتيات اللواتي يجدن أنفسهن في قلب جائحة عالمية وصراع وتأثيرات تغير المناخ، دعونا نعمل معاً لضمان تمكين الفتيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحول العالم وحماية حقوقهن، من خلال الاستفادة من المناصرة والسياسات القائمة على البيانات والشراكات الاستراتيجية.

Email