قصة خبرية

«كنز دومانيانو» في حضرة دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تقاس الدول بحجم مساحاتها، وإنما بعراقة تاريخها وعظم إرثها، فتلك بصمتها التي تتركها على صفحات التاريخ، التي تروي عبر سطورها حكايات أولئك الذين مروا في طرقاتها. ذلك ما ستشعر به وأنت في حضرة جناح سان مارينو، حيث تقف أمام قطع «كنز دومانيانو» (Treasure of Domagnano)، الذي يلمع بين جنبات الجناح، ليمثل أحد أروع الاكتشافات، وأكثرها أهمية وغموضاً، فيما تقف وراءه حكايات عديدة، لم تمل الأجيال المتعاقبة من روايتها.

أهمية كنز دومانيانو، الذي يعرض للمرة الأولى في دبي، ضمن معرض «إكسبو 2020 دبي»، تكمن في كونه يرجع في تاريخه إلى فترة القوط الشرقي، الواقعة بين نهاية القرن الخامس، وأوائل القرن السادس الميلادي، حيث تشير الدلائل التاريخية إلى أنه كان ملكاً لأميرة القوط الشرقيين، بالاستناد إلى طبيعة التصاميم، التي تنتمي إلى تلك الفترة من الزمن.

«رب صدفة خير من ألف ميعاد»، مثل ينطبق على ظروف اكتشاف كنز دومانيانو، الذي تم العثور عليه في 1893، بإحدى المزارع، ووسط ظروف غامضة. في جناح سان مارينو، تقف ماريا أمام الصندوق الزجاجي الذي يحتضن قطع الكنز، لتشرح لزوار الجناح مدى الأهمية، التي يكتنفها الكنز وتبين لهم تفاصيله الدقيقة، لتشير إلى أنه يتكون من 22 قطعة، مقسمة إلى سلسلتين، وهي تتوزع بين أدوات زينة وأكسسوارات مختلفة، تتميز بزخرفة خاصة، لكن اللافت أن قطع الكنز المعروضة تكاد تشكل جزءاً يسيراً من حجمه الحقيقي، لتشير ماريا إلى أن قطعه موزعة على متاحف عدة حول العالم، ومن بينها متحف اللوفر أبوظبي.

وتبين ماريا: إن حكومة بلدها مضت بين عامي 2004 و2006 في مشروع تجريبي، بهدف إعادة تصنيع قطع الكنز، وقد أسندت المهمة إلى الصائغ الإيطالي ماركو كاساغراند، وقد حقق استنساخ الكنز نجاحاً كبيراً، لتعرض القطع المستنسخة لاحقاً في قسم علم الآثار المحلي في (Museo di Stato della Repubblica di San Marino).

Email