تمبكتو جوهرة الصحراء التي حكمها أغنى رجل في العالم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الثقافة الشعبية وحكاياتها الأسطورية لمملكة الصحراء جوهر موضوعات جناح جمهورية مالي، التي تعول على اقتصادها الإبداعي في أن يكون جسراً جذاباً للتواصل مع جمهور معرض «إكسبو 2020 دبي»، عبر تتبع مواطن الذهب انطلاقاً من نهر النيجر، ومروراً بالعاصمة باماكو جنوباً، حتى مدينة تمبكتو، جوهرة الصحراء التي تختزل سحر تاريخها العريق وألق الإشعاع الثقافي للحضارة الإسلامية بغرب أفريقيا، في ظل حكم الملك مانسا موسى، أغنى رجل في كل العصور وإلى يومنا هذا، كما كانت ملتقى للتبادل التجاري بالمنطقة عبر القرون الذي يعد بلا منازع، شريان الحياة الحقيقي في بلد ليس لديه ساحل بحري.

موارد طبيعية

بناء على معلومات تاريخية واقتصادية، وبحساب التضخم الزمني، فإن الملك مانسا موسى المسلم حاكم إمبراطورية مالي في غرب إفريقيا في القرن الرابع عشر، يعد أغنى رجل في كل العصور.وتولى عرش مملكة مالينكي عام 1312 ليصبح، مانسا موسى، أي الملك موسى، وذلك بعد وفاة سلفه أبو بكر الثاني، وكانت هذه المملكة قائمة على نهر النيجر في مالي بغرب إفريقيا.

وامتد مُلك، مانسا موسى، عبر مساحات شاسعة من الأراضي ضمت موريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا وبوركينا فاسو ومالي والنيجر وتشاد ونيجيريا.

واحتوت الأراضي التابعة لمانسا موسى على العديد من الموارد الطبيعية، خاصة مناجم الذهب، حيث كان أكبر منتج للمعدن الأصفر في العالم حينذاك، فضلاً عن الملح الذي سيطر على تجارته.

وفي عام 1324 قام موسى برحلة حج إلى الحجاز، ولكنه لم يكن بمفرده، فقد رافقه في الرحلة التي تمتد 4 آلاف ميل، قافلة من الجمال والخيول ضمت عشرات الآلاف من الجنود والعبيد، وكانت محملة بالذهب والحرير.

ويقول مؤرخون إنه خلال مروره بمصر، قدم هدايا وعطايا من الذهب خفضت من قيمته، وأدت إلى حدوث تضخم لدرجة أن الأمر تطلب 12 عاماً ليعود الوضع الاقتصادي في مصر إلى طبيعته.

وحظيت مدينة تمبكتو في مالي حالياً، بأهمية كبيرة لدى موسى، حيث استخدم ثروته في بناء المدارس والجامعات والمكتبات والمساجد هناك، خاصة مسجد «جينجريبر» الذي ما زال قائماً حتى الآن، وقد استعان بالعديد من المهندسين من الأندلس ومصر لتحقيق ذلك.

وفي عام 1337 بعد 25 عاماً من توليه العرش توفي مانسا موسى وخلفه ابنه ماغان الأول الذي بدأ في عهده اضمحلال الدولة التي شهدت العديد من الحروب الأهلية، وانهارت تماماً بعد ذلك بـ60 عاماً.

تعد «جمهورية مالي»، أكبر دول غرب إفريقيا من حيث المساحة، ولها حدود مشتركة مع كل من الجزائر وموريتانيا والنيجر وبوروكينا فاسو وكوت ديفوار وغينيا والسنغال.

تبلغ مساحتها الكلية 1.240.192كم²، وتشكّل مساحة اليابسة منها 1.220.190كم²، أما مساحة الماء فهي 20.002 كم².

ويرجع اسم مالي إلى إمبراطورية مالي القديمة التي أسسها سوندياتا كيتا في القرن الثالث عشر الميلادي، وبلغت عنفوانها في القرن الرابع عشر الميلادي.

تنوع عرقي

تمتاز مالي بتعدد التقسيمات العرقية فيها، ومنها مجموعة الماندي التي تشكّل حوالي 50 % من السكان، والبول الذين يشكلون نحو 17 %، والطوارق، والفولتايك الذين يشكلون نسبة 12 %، والعرب الذين يشكّلون حوالي 10 %، والسنغاي بنسبة 6 %، بالإضافة إلى مجموعات عرقية أخرى تشكل ما نسبته 5 %.ومالي التي كانت تعد إحدى مستعمرات السودان الفرنسي القديمة، نالت استقلالها في 22 سبتمبر 1960 ومنذ ذلك الحين تبنى هذا البلد شعاراً وطنياً هو «شعب يجمعه هدف وإيمان»، أما علم البلاد فيتكون من ثلاثة ألوان رأسية (الأخضر والأصفر والأحمر).

Email