«عوشة» ابتلعت القمر وتوجت مجرة للشعر في ساحة الوصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصص الإبداع واستثنائية الإلهام في الثقافة الإماراتية ومضامينها المحلية والعالمية، تحجز مكانها الأثير بين فعاليات «إكسبو 2020 دبي» التي خلدت ذكرى وحضور الشاعرة الإماراتية الراحلة عوشة بنت خليفة السويدي الملقبة بـــــ«فتاة العرب» التي أضفت للشعر توهج الشمس وبهاء النجوم لتضيء كمجرة في سماء الشعر العربي.

360 درجة

دشن عرض «عوشة والقمر» سلسلة عروض ساحة الوصل، من خلال شاشة العرض الهائلة، وهي الأكبر في العالم بتقنية عرض 360 درجة، وعرضت، للعالم للمرة الأولى، وخلال 12 دقيقة قصة فتاة ابتلعها القمر، لتأخذ المتابعين في عالمها التي حلمت حلماً أيقظ حواسها وأطلق لسانها، فرأت نفسها في حلمها تبتلع القمر وهي في الثانية عشرة من عمرها.

تأويلات الشعر

لم تغب تلك الرؤى بأدق تفاصيله وأبلغ دلالاته عن ذاكرتها يوماً، فقالت في أكثر من مناسبة «في طفولتي حلمت إن القمر نزل على وجهي، وأنني ابتلعته حتى نزل من فمي وأنفي، وملأ داخلي كله»، وفى الواقع كان هذا الحلم الطفولي للشاعرة ما هو إلا تأويل لمستقبل حياتها الأدبية المفعمة بالإنجازات والاستحقاقات في مجال الشعر النبطي والمترجم لكل مخزونها الحضاري أول عنوان في مسيرة ملهمة للأجيال.

مسيرة خالدة

والجدير بالذكر أن الشاعرة عوشة ولدت بمنطقة المويجعي في مدينة العين عام 1920، وعاشت معظم حياتها في دبي، قرضت الشعر وهي في الثالثة عشرة من عمرها، وتوقفت عن نشر قصائدها في أواخر التسعينيات، واعتزلت كتابة الشعر تقريباً، إلا من بعض القصائد المكرّسة لمدح الرسول والاستئناس بالقرآن وتلاوته وحفظه.

وتساجلت مع كبار الشعراء في الدولة، وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والشاعر أحمد بن علي الكندي، وسعيد بن هلال الظاهري، ووصفها المغفور له الشيخ زايد بأنها ركن من أركان الشعر بقوله: «يا ركن عود الهوى وفنّه شاقني جيلك بالوصافي».

Email