منحوتات تخلد المعرض للزمن والأجيال المقبلة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على روائع الفن التشكيلي يشرع معرض «إكسبو 2020 دبي» أبوابه، يحملك على بساط الخيال، ليطوف بك بين صفحات كتاب «النظائر» لعالم الرياضيات والفلك والفيزياء العربي ابن الهيثم، حيث يستلهم منه برنامج الفنون البصرية في الأماكن العامة لـ«إكسبو 2020 دبي» أعماله، في خطوة تسترجع الأثر العربي في العلوم والفنون، حيث كان لجهود ابن الهيثم أثر واضح في التطور العلمي والفني المتصل بعملية التصوير، والتي وضع أساسها آنذاك متوسداً في ذلك تحليله لمفهوم الرؤية والنظر والإدراك البصري.

أثر توسد «إكسبو 2020 دبي» لكتاب ابن الهيثم، بدا واضحاً على الأرض من خلال جملة الأعمال الفنية الموزعة في أرجاء المكان، حيث حمل كل واحد منها فكرة خاصة، جاءت مغلفة بالجمال البصري، لتدعو الجميع إلى استكشاف المكان، وتلمس الفن، الذي «يزيل عن الروح غبار الأيام»، ويجعلها مسكونة بالجمال.

أعمال فنية

11 عملاً فنياً سيتركها معرض «إكسبو 2020 دبي» للزمن والأجيال المقبلة، التي ستتلمس آثارنا جميعاً، وستدرك ذات يوم أننا مررنا على تراب هذه الأرض، هذه الأعمال صنعت بتكليف من برنامج الفنون البصرية في الأماكن العامة التابع لـ«إكسبو 2020 دبي»، وقام بإنتاجهـا مجموعة من الفنانين وهم: الفنانة حمرا عباس، وعفراء الظاهري، وشيخة المزروع، ومنيرة القديري، وعبدالله السعدي، وأسماء بالحمر، وأوليفر إليسون ونادية الكعبي وخليل رباح وينكا شونيباري، وهيجيو يانج، لكن إدارة البرنامج لم تكتف بهذا العدد فقط، وإنما استدعت أعمالاً أخرى، تحمل بصمات فنانين عالميين، من أجل عرضها في ذات المكان.

زمن وذاكرة

بالقرب من جناح الإمارات، حجزت الفنانة أسماء بالحمر مكاناً لعملها الفني «تباين المألوف»، الذي صنعته من الإسمنت المدعم بألياف زجاجية وهيكل فولاذي، عبر هذا العمل الذي صنع بتكليف من «إكسبو 2020 دبي»، حيث وجهت أسماء بالحمر بوصلتها نحو الذاكرة البصرية للمناظر الطبيعية المحلية، وذلك هو دأبها في معظم أعمالها الفنية، التي تقوم بدمجها مع مجموعة من العناصر المعمارية والعضوية أيضاً لتكوين تشكيلات مختلفة تمكنها من استكشاف الزمن والذاكرة المكانية. في هذا العمل، نجحت أسماء في استدعاء آفاق الطبيعة والبيئة الحضرية، وسعت إلى دمجهما معاً بطريقة مدهشة، عبر ثلاث تشكيلات نحتية لكل واحدة منها حكاية خاصة.

شغف الاكتشاف

مدفوعاً بشغف الاكتشاف، تأخذك قدماك نحو الأمام قليلاً، بينما ترافقك إيقاعات موسيقية تأتيك من أفريقيا، تترك العنان لنظرك لأن تتعلق بمنحوتة «الرياح 3» التي حملت بصمات الفنان ينكا شونيباري، الذي يتخذ من لندن مسكناً له، تقف أمام المنحوتة المصبوبة بمواد صمغية، والمصنوعة من هيكل فولاذي وألياف زجاجية. في هذه المنحوتة يسخر شونيباري الرياح، ويجمدها في لحظة من الزمن، معها تشعر بأن العمل الفولاذي أشبه بقطعة قماش ملونة، تداعبها الرياح بكل رشاقة، لتتجاوب مع كافة العناصر الطبيعية المحيطة بها. أمام منحوتة «الرياح» تقف قليلاً، وترسل نظرك إلى عمقها، تعاين فيها الألوان المنقوشة على الطريقة الإندونيسية، في وقت تدرك فيه كيف يتوسد شونيباري التنوع الثقافي ويقدمه في منحوتة لا يتجاوز طولها متراً واحداً، يروي عبرها كيف يتفاعل الناس مع الطبيعة التي تجسد هوياتها الخاصة.

تفاصيل الحياة

على الطرف الآخر، وتحديداً في منطقة الاستدامة، حيث يدعوك معرض «إكسبو 2020 دبي»، في إحدى زواياه لاستكشاف الماضي، عبر رحلة طويلة تستحضر فيها مسيرة الأجداد، وتعايش تفاصيل حياتهم، هناك ستلتقي مع عمل فني آخر يحمل عنوان «تكوين» يتخذ من الكرة شكلاً له، ويمتاز هذا العمل بكونه غير ثابت، فمن خلاله يمكنك استكشاف حركة الكون، وكلما اقتربت منه أكثر، تشعر بأنك تتلمس ذاتك، وحركتك الطبيعية، والجهد الذي تبذله لأجل ذلك. مقابل عمل «تكوين»، سيلفت نظرك العمل الفني «غابة الأحافير» الذي يحمل بصمات الفنان صب فوسيل أووك، عندما تقترب منه تشعر بأنه عمل طبيعي، يمكنك أن تتلمس من خلاله أعمار الشجر والأرض، فالعمل يضم مجموعة من أشجار البلوط التي يصل طول بعضها إلى 4 أمتار، تنتمي هذه الأشجار إلى شمال مورافيا في جمهورية التشيك، بينما يبلغ عمرها نحو 6500 عام، بحسب نتائج تقنية التأريخ بالكربون المشع.

انتصار التقنية

بالقرب من «غابة الأحافير»، تقف منحوتة «فيكتوريا روبوتوروم» التي ابتكرها الفنان ياروسلاف رونا، ستلفت نظرك هذه المنحوتة المصنوعة من الغرانيت، والتي يصل وزنها إلى 16 طناً، ستكتشف لاحقاً أن التمثال يحمل بين طياته «سخرية مريرة»، كونه يجسد انتصار التقنية على الجنس البشري، فيما يبدو أن صانعه الفنان ياروسلاف رونا قد صممه ليقدم من خلاله تحذيراً للبشر من الإقدام على تدمير أنفسهم.

Email