المغرب عبير في فضاء المكان

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما إن تقف على بوابة جناح المغرب، قد لا تدرك لوهلة مدى السحر الكامن بين جدرانه، التي ترتفع نحو الأعلى بمقدار سبعة طوابق، لكل واحد منها نكهته الخاصة، وحكايته التي تعبر عن جانب معين من الإرث المغربي.

خطواتك الأولى في جناح المغرب تبدأ من الطابق السابع، الذي يدعوك للسير على خطى الرحالة ابن بطوطة، والإدريسي، وحسن الوزان، حيث الثلاثي ساروا في دروب الدنيا، ليكتشفوا الكنوز التي تكتنفها الحضارات، وتفيض بها الثقافات المختلفة.

في تلك الغرفة الملونة تستمع إلى بعض من حكايات الرحالة ابن بطوطة، وتكتشف تجارب حسن الوزان، وشريف الإدريسي، وتعاين صورهم وتسير على الخطوط ذاتها التي ساروا فيها قديماً.

جرعة شغف الاكتشاف، التي تتلقاها في غرفة مستكشفي المغرب، لن تكون كافية بالنسبة لك، لتمضي منها نحو غرفة «أركان»، التي تستمع فيها إلى حكاية تلك الشجرة التي تستوطن تراب المغرب، حيث تعتبر هناك رمزاً لكونها شجرة معطاءة، ولكونها تجود بالكثير من الزيوت العطرة والمعروفة باسم «أركان»، التي يتيح لك جناح المغرب الفرصة لأن تضوع بين عبيرها، واكتشاف فوائدها العلاجية، فضلاً عن كونها شجرة تكافح التصحر وتسهم في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، فيما تشجع هذه الشجرة على عمل المرأة المغربية، التي انشغلت في استخراج زيوت هذه الشجرة التي توفر نموذجاً زراعياً مستداماً.

عبير زيوت «أركان»، سيقودك نحو اكتشاف أفريقيا، التي تحضر بكل اتساعها لتتجسد في أرض «إكسبو 2020 دبي» على شكل عمل فني ضخم، يتوسد قضبان الحديد، وبعض الأخشاب. العمل الذي أبدعه مجموعة من فناني المغرب، لن تتمكن من اكتشاف سحره من دون النظر إليه عبر شاشة هاتفك المتحرك، حيث تشع خريطة أفريقيا من قلب العمل الفني، الذي يرتفع بحدود مترين أو اقل. العمل يأتيك على شكل «سقالة»، يتضمن بداخله العديد من «التمائم» أو الكلمات المنقوشة على قطع خشب متصلة مع بعضها البعض، تلك المفردات اللغوية تحمل بين ثناياها تعبيراً عن الأحلام والطموحات، التي تساور شعوب العالم.

مسافة زمنية لا تتجاوز في مقدارها دقائق، هي التي تفصلك بين العمل الفني «السقالة» وبين إبداعات حرفيي المغرب، حيث زرعت الواجهة بنماذج لعدد من الأبواب الخشبية، على سطحها تحمل نقوشاً مختلفة أشكالها، حفرت بأيادي ماهرة.

Email