رقصات «ستيب أفريكا»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتيح معرض «إكسبو 2020 دبي» لزواره فرصة السفر عبر الزمن، لمعاينة تفاصيل وحكايات مختلفة، يفيض من بين ثناياها الفرح، الذي تعودت دبي أن تنثره على رؤوس زوارها الذين تظللهم بغيمة التسامح وتدثرهم بغطاء المحبة.

تلك المشاعر ستتلمسها بمجرد أن تطأ أقدامك أرض مسرح جيبولي في «إكسبو 2020 دبي»، الذي أشعل أنواره ليضيء على خطوات فرقة الرقص الأمريكية «ستيب أفريكا» (Step Afrika) التي قطعت مسافات شاسعة لتصل إلى دبي، كي تروي حكايتها بنفسها أمام ثقافات الدنيا، التي اجتمعت تحت سقف المعرض الدولي، وليقدم أعضاء الفرقة عروضهم الخاصة، والتي تمزج بين أساليب الرقص الإيقاعي والتقليدي الأفريقي، إلى جانب أساليب أخرى، عاشت على أرض أمريكا بعد أن هاجرت حدود أفريقيا.

في معرض «إكسبو دبي»، حجز أعضاء فرقة «ستيب أفريكا» مكاناً لهم في قلوب المشاهدين، حيث هذه هي المرة الأولى التي يشدون فيها الرحال إلى «دانة الدنيا» التي شكلت بوابتهم نحو المنطقة العربية، ليبدأوا في تقديم عروضهم الساحرة، التي تتيح للجمهور فرصة مشاركتهم التجربة الفنية، حيث تعود أعضاء الفرقة قبل البدء أن يمنحوا الجمهور شرحاً وافياً عن أسلوبهم في الرقص، وكيف تتحرك خطواتهم بالتزامن مع أيديهم، ولضمان تفاعل الجمهور معهم، يبدأ أعضاء الفرقة بتدريب الحضور على بعض الحركات التي يطلقون عليها اسم «المارشال».

إيقاعات
في عروضها تدمج فرقة «ستيب أفريكا» بين الأغاني ورواية القصص والفكاهة أيضاً، والتي يصاحبها خفة الحركة وتدفق لافت للطاقة التي تجعل كل أداء تقدمه الفرقة فريداً من نوعه، علماً بأن الفرقة تعودت أن تشجع الرقص النقري الذي تستخدمه كأداة تعليمية للشباب، تركز فيه على العمل الجماعي، وتهدف من خلاله إلى تعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة.

فرقة «ستيب أفريكا» تأسست في 1994 في جنوب أفريقيا، وكانت ثمرة تعاون بين راقصين من الولايات المتحدة الأمريكية، وراقصين من مسرح «سويتو» للرقص في جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا، وقد انتقلت الفرقة لاحقاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتتخذ منها مقراً لها، واستطاعت الفرقة منذ تأسيسها وحتى اليوم، تقديم سلسلة من العروض، إلى جانب إنتاج سلسلة الأداء المنزلي (HPS)، وفي 2011 صممت الفرقة سلسلة جديدة حملت عنوان «هجرة جاكوب لورانس».

ليلة الأمس، بدت وكأنها مخصصة لفنون الرقص العالمي، ففي الوقت الذي كانت إيقاعات أفريقيا، تدوي في فضاء مسرح جيبولي، كانت إيقاعات الموسيقى الإلكترونية تحلق في فضاء مسرح دبي ميلينيوم، الذي اعتلت خشبته مجموعة مختلفة من الفرق التي أبدعت في تقديم أساليب مختلفة من الرقصات، بدءاً من الـ «هيب هوب» وليس انتهاءً بـ «البريك دانس»، فيما يفصل بينهما أنواع وأساليب أخرى بعضها نشأ في عقد الستينيات وما تلاها.

تدفق
تفاعل لافت لقيه عرض رقصات الـ «هيب هوب»، حيث الجمهور شعر بتدفق طاقة الموسيقى في عروقه، ليشاطر الفرق رقصاتها، والتي تضمنت أيضاً أسلوب (Locking) التي يرجع ظهوره إلى أواخر 1960، حيث أطل به على الوجود الراقص «دون كامبل»، وبحسب مقدم الحفل، فإن هذا الأسلوب يعتمد بالأساس على موسيقى الفانك التقليدية، ويعتمد على حركة اليد والرقبة السريعة، بطريقة تتناغم تماماً مع الإيقاع الموسيقي، أما أسلوب الـ (Popping) فيعتمد على تقلص مستمر في العضلات بحيث تتناسب مع طبيعة الإيقاع الموسيقي، ليأتي بطريقة انسيابية، في حين أن أسلوب الـ «بريك دانس» فهو خليط من أساليب الرقص المختلفة، التي تتبع بالأساس أنواع الـ «هيب هوب»، عندما تشاهد أسلوب الـ «بريك دانس» تشعر بأنه متعدد الثقافات، كونه يتناغم مع ألحان غير تقليدية.

على ذات الخشبة، حضر أيضاً أسلوب الـ «فانك» والذي نشأ على الساحل الغربي للولايات المتحدة، وفق مقدم الحفل، والذي أوضح بأنه تطور في أواخر عقد الستينيات، متأثراً بما شهدته موسيقى السول والديسكو والـ «أر أند بي» من تطور لافت، لذا جاء هذا الأسلوب محملاً بالبهجة، فيما تنساب الروعة من بين ثنايا حركاته الحادة وتعابيره الحادة والمتحركة في الوقت ذاته.

فيما لم يتمكن هذا الأسلوب من الهيمنة على أسلوب «إليكتريك بوغي»، والذي يشبه في تفاصيله تحركات الموجات الكهربائية، والروبوتات، وهو ما يجعله واحداً من أصعب أساليب رقص الـ «هيب هوب».

Email