القارة السمراء.. حضور مختلف وتطلعات طموحة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حضور كبير ولافت للأجنحة الأفريقية في إكسبو 2020 دبي، فلأول مرة في تاريخ المعرض يستقبل كل بلد في القارة السمراء زواره في جناحه الخاص، عارضاً تاريخه وتطلعاته المستقبلية إلى جانب الفرص الاقتصادية في مساحات شاسعة. ويعكس الحضور الأفريقي أهمية الحدث في نقل تطلعات إفريقيا الطموحة للعالم، والمتمثلة في إتاحة فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية للجميع، وتسهيل تنقل الأفكار والأشخاص بشكل سلس وإحداث توازن بين التنمية وحماية البيئة من أجل أجيال المستقبل، وذلك تماشياً مع أهداف إكسبو بتطوير الأجندة العالمية وتحقيق التنمية المستدامة.

غد مُشرق

كما يعكس حرص المشاركين في الأجنحة على تقديم المعلومات عن بلدانهم والفرص والمزايا التي تمتع بها، ومدى تطلعات شعوبهم وقادتهم في رسم مستقبل مشرق من خلال اغتنام الفرص والترويج لها عبر الفعاليات والمناسبات الدولية مثل «إكسبو دبي»، الذي يعد حلقة الوصل بين الشرق والغرب، لما يضمه من تجمع لكبرى الدول والشركات العالمية. وفي هذا السياق رصدت «البيان» آراء عدد من المشاركين في الأجنحة الأفريقية للتعرف إلى أهمية تواجد بلدانهم في الحدث العالمي وحضورها بشكل كبير وحماسهم المتقد للترويج واستقطاب الزوار لأخذهم في نزهة معرفية وحقائق قد تبطل ما ترسخ في أذهانهم من صورة نمطية سلبية عن بعض دول القارة السمراء.

ظروف صعبة

قال ولدجربيل من أثيوبيا إن إكسبو دبي جاء بعد ظروف صعبة عصفت بالعالم بسبب جائحة كورونا، والتي أثبتت أنه لا يمكن القضاء على تداعياتها دون وقوف العالم صفاً واحداً، مشيراً أن كل دولة في العالم بأمس الحاجة إلى الدول الأخرى، ولا يعني وجود دولة قوية وتمتلك كافة الإمكانيات أنها لا تحتاج إلى نظيراتها الأخرى، وهذه الفكرة الأساسية من وجود المعرض العالمي إكسبو. وأوضح أن الحضور الأفريقي غير المعهود في إكسبو دبي يعكس الرغبة الصادقة لتجاوز الماضي، وبداية عهد جديد لهذه الدول من خلال التركيز على الفرص التي تضمها بلدان القارة السمراء في مختلف المجالات السياحية والاقتصادية والتنموية.

فرصة هائلة

وقالت باتريشا نبالا من أوغندا إن الحضور الأفريقي المتميز في دورة إكسبو الحالية يعطي انطباعاً متميزاً للآخرين، وأن أفريقيا الماضي ليست كما هي الحاضر، فهي تمتلك إمكانيات ضخمة وفرصاً اقتصادية هائلة، وطاقات بشرية مؤهلة، لافتة إلى أن التبادل بين بلدانها والآخرين سوف يمنحها فرصة لتحسين مستوى الشعوب، وتطوير خبراتهم، وسوف يفتح لهم آفاقاً جديدة يمكن العمل عليها بتركيز في المستقبل. بدورها قالت فاطمة عيسى من تشاد إن العالم يرى أفريقيا واحدة من أكثر مناطق النمو الاقتصادي الواعدة في العالم، حيث احتلت مكانة بارزة في العديد من المؤشرات العالمية في السنوات الأخيرة باعتبارها وجهة للعديد من الفرص الاستثمارية، ولذلك وجودها اليوم في الحدث العالمي سوف يسهل على العالم استكشاف وفهم وتحديد حجم اقتصاد القارة الأفريقية.

فرصة ثمينة

وقال تونا موسفا من زيمبابوي: إن إكسبو دبي منصة لا تقدر بثمن لجميع دول القارة، لتعزيز علاقتها ليس مع الإمارات فقط، وإنما مع دول العالم قاطبة، لافتاً إلى أن دول القارة السمراء وخصوصاً التي ترغب في مزيد من التطور أمام فرصة لإظهار إمكاناتها في هذا الحدث العالمي الأكبر من نوعه أمام دول العالم والمستثمرين وحتى السياح. وأكد فبريس موبينز من رواندا أن التعرف على كل ما لدى الدول الأفريقية من فرص وإمكانيات كفيل بتحقيق الهدف خصوصاً وأن ما تقدمه للعالم بطرق جديدة وغير متوقعة، فبداية من اكتشاف آفاق مستقبل جنوب السودان وروندا أحدث دول العالم والتعرف على أصول البشرية في إثيوبيا وتشاد، وصولاً إلى الاستثمار في قطاع الطاقة في كينيا والحفاظ على الإرث الثقافي الأصيل في القارة السمراء ولن تكون هناك حدود أمام تواصل العقول وصُنع المستقبل في الدورة الحالية لإكسبو دبي.

Email