جزر القمر وأسطورة البركان والخاتم السحري

ت + ت - الحجم الطبيعي

ألقت الأساطير بالتزامن مع الحضارات القديمة، فعكست تفكير وثقافة شعوب بأكملها، حيث اشتهر جبل قرطالة أو القرطولى وهو بركان في جزر القمر، بالأساطير التي نسجت حوله قديماً، ومن أبرزها أنه يجيب الأمنيات ويحقق المراد، ويجلب الحبيب، كما كان يؤمن الناس قديماً في هذه البقعة من الأرض التي تتلاشى فيها الحدود والفواصل.

وقرطالة هو جبل يعلوه بركان درعي نشط في القمر الكبرى، ويعد أعلى قمة في البلاد، حيث يبلغ ارتفاعه 2.361 متراً، ويضم أكبر بقعة من الغابات المطيرة الآخذة في الاختفاء في جزر القمر، وتطلق الأسطورة على القمة «خاتم المملكة السحري» لاعتقاد الأهالي في ذاك الوقت بأن البركان يحتضن عرش الملكة سبأ.

هذه الأساطير التي نسجت حول القمة والبركان، دفعت العديد من سكان تلك المنطقة والمناطق المجاورة إلى إلقاء الخواتم الذهبية والمعدنية في أعلى فوهة البركان، فإن أحدثت تفاعلاً مثل صوت فرقعة أو غليان وفوران يصاحبه ضوء أحمر، فذلك إيذاناً باستجابة الأمنيات وتحقيق المراد، بحسب ما يعتقد السكان.

سادت هذه المعتقدات في مملكة سبأ التي كانت تضم آنذاك دولاً عدة منها اليمن وإثيوبيا ومدغشقر وجزر القمر، التي توارثتها أجيال، وقام البعض بسرد قصص من مخيلتهم الخاصة، معتقدين أن البركان والخاتم سحري يسخر العديد من الأمور لذوي الأمنيات؛ فمن تأخرت في الزواج أو الإنجاب، ومن أراد أن يستميل قلب حبيبته، أو رغب في الثراء السريع، كان أهل البلدة ينصحونهم بإلقاء خواتمهم الذهبية أو المعدنية في أعلى فوهة البركان، وكان البعض يعود فرحاً بتفاعل البركان مع الخاتم من خلال إصدار صوت وضوء أحمر، معتقداً أنه حصل على صك يضمن له تحقيق أمنياته، فيما كان البعض الآخر يعود حزيناً ومحبطاً بعدم تفاعل البركان مع خاتمه الذي ألقاه في فوهته معتقداً أن أمنياته لن تتحقق.

Email