«بابلك دبلوماسي»: إعادة اكتشاف الثقافة الغنية للإنسان

ت + ت - الحجم الطبيعي

«من وسط وباء «كوفيد 19»، يخرج إلينا الحدث الكبير، «إكسبو 2020 دبي»، حاضناً العديد من شعوب وبلدان هذا الكوكب في صورة موحّدة قل نظيرها، جامعاً أشتات العالم ومشكلاً لوحة عالمية فريدة من نوعها»، بهذه الكلمات صوّر معهد «يو إس سي بابلك دبلوماسي» الأمريكي، معرض إكسبو دبي، مشدداً على أهمية توقيته في ظل ما يمر به عالمنا من ظروف صعبة وتحديات جمّة عابرة للقارات لا تعترف بحدود محلية ولا دولية ولا تميز بين دولة وأخرى.

يأتي «إكسبو دبي» ليكون مساحة عملية واجتماعية واقتصادية وعلمية يجتمع فيها العالم من مختلف الجنسيات، لإعادة اكتشاف الرؤية الثقافية الغنية للإنسان من جديد، انطلاقاً من الإيمان الراسخ بفعالية البشر، وما يمكن أن يقدمه هذا التجديد من مساهمات في توحيد وتنمية العالم بأسره، ثقافياً وفكرياً واجتماعياً واقتصادياً وحتى سياسياً.

بيئة مثالية

حالة عدم اليقين التي يعيشها العالم، والتحديات الاقتصادية والمناخية، ووجهات النظر والرؤى المختلفة، بعض من العوامل التي تجعل من «إكسبو دبي»، وقتاً ملائماً وبيئة مثالية للبحث عن الانسجام المفقود وعودة الأمل للساحة العالمية.

وحتى قبل انتشار وباء «كوفيد 19»، وما ترتب عليه من تباعد اجتماعي وعزلة منزلية، بدأت التكنولوجيا الرقمية تأخذ حيزاً كبيراً من حياتنا، وأصبح التعامل على أرض الواقع والتواصل مباشرة مع الأشخاص ينحسر ويخفت شيئاً فشيئاً، فباتت هناك رغبة جامحة وحاجة كبيرة بالإحساس بالمكان والشعور بالود من خلال التواصل مباشرة مع الناس، وهنا تنبع قيمة جديدة من قيم ومعاني «إكسبو دبي»، فالأحداث الكبرى الأخرى مثل الأولمبياد أو كأس العالم، يمكن للإعلام أن ينقلها للناس دون الحاجة للذهاب إلى الحدث، وهذا ما يجعل من «إكسبو دبي» حدثاً فريداً ومميزاً عن غيره، حيث لن تصل الصورة والوقائع بمعناها الحقيقي للناس إلا من خلال الزيارة الفعلية للمعرض ورؤية الحالة الاجتماعية والفعاليات والأنشطة على أرض الواقع، ممهداً بذلك الطريق نحو عودة «التواصل الفعلي» والأشياء المادية والأفعال المحسوسة، إلى أحداث وفعاليات وأنشطة ومجتمعات.

يجسد الحدث مثالاً حيّاً لطموحات دبي، ويعكس المشهد الأساسي للعلاقات الدولية، ويعبر عن الوعي العام العالمي، وبينما نستكشف الخيارات العديدة التي توفرها التكنولوجيا الرقمية لخلق تجارب وفرص جديدة، يتحول المعرض بصورة إيجابية، إلى تجربة مهمة لفهم كيفية إعادة صياغة حدود «إكسبو الدولي» وإعادة تعريفه لمعنى الاتصال بين العالم الواقعي ونظيره الرقمي.

وتحت أروقة الأجنحة، يصبح الأشخاص من بلدان مختلفة وثقافات وخلفيات متنوعة مترابطين ومتصلين، فأرض الحدث وما تزخر به من مئات الأجنحة والمعالم السياحية، تبين المعنى الحقيقي للتنافس بين الدول دون أن تتضارب مصالحها، وتوفر جواً مناسباً لكل دولة لإظهار قدراتها وإمكانياتها، حيث تشكل مناظر الأجنحة وهي مرصوفة جنباً إلى جنب على أرض إكسبو، لوحة فنية فريدة، متناغمةً بتنوع خبراتها البشرية، وغنية بأحاسيسها وأفعالها الملموسة.

Email