العيش المستدام يعود إلى جذوره الإماراتية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يفاجأ المرء لدى زيارة جناح الاستدامة في معرض «إكسبو 2020» بأن هذه الممارسات التي تهدف فيما تهدف إلى العيش في بيئة صحية، والحفاظ عليها، لها في الواقع جذورها القوية بالإمارات، وأن سكان منطقة الخليج عاشوا ويعيشون في إحدى أكثر البيئات المستدامة على كوكب الأرض.

وفي رحلة تنبض بالإثارة والفضول سيأخذ هذا الجناح زائر المعرض العالمي بداية إلى «جوف الغابة» ليرى بعينه الحياة التي تضج بها الغابات فوق وتحت الأرض أو في رحلة «تحت المحيط» حسب اختياره ليرى عالم ما تحت البحار الغامض، ليجد الزائر بعد الانتهاء من هاتين الجولتين السحريتين في معرض «أثر الاستهلاك» الذي يوضح بشكل صارخ كيف يقوم إنسان اليوم بتدمير البيئة والثمن الباهظ علينا كوننا أفراد وعلى البيئة من حولنا كذلك ثمناً لاستهلاكنا غير الواعي، الذي لا طائل منه سوى المزيد من الانحباس الحراري والكوارث البيئية.

بطن الاستهلاك

وبعد انتهاء هذه الجولة الصادمة في «بطن الاستهلاك» سيتنفس المرء الصعداء ويمتلئ بالأمل حين تقوده خطواته إلى «مختبر قيم المستقبل»، الذي ينتصب في وسطه أمام أعين الزوار وبكل شموخ عرض مجسم لنظام عمل الأفلاج، التي كانت تستخدم في الإمارات وهي أحد أقدم أنظمة الري في العالم، التي لم تعتمد سوى تسخير الجاذبية لنقل المياه عبر الأقنية وزراعة المحاصيل من دون إحداث أي تأثير ضار على البيئة، ليدرك الزائر وبكل وضوح أن المعرفة والخبرات موارد ثمينة نتوارثها عبر الأجيال، وأنه بالإمكان البناء على الكثير من الممارسات التي كان أسلافنا يستخدمونها في الإمارات في الماضي وتطويرها لتصبح جزءاً من رحلة الاستدامة في حاضرنا ومستقبلنا، لري المحاصيل ونقل المياه، كما يؤكد الخبراء، ومن دون الحاجة للكثير من الكهرباء أو الصيانة التي تسبب زيادة في انبعاث الكربون بالنتيجة.

وفي مختبر قيم المستقبل سيدرك الزائر كيف أن البدوي كان يعيش بانسجام واستدامة في بيئته، فهو يسافر خفيفاً وسريعاً، وحتى حين ارتحاله عبر الصحراء كان البدوي يكتفي بحمل أشياء ضرورية مثل أمتعة خفيفة مثل الملابس والغترة ومأكولات بسيطة لا تتعدى القهوة والطحين وطبعاً الدلة.

قيم المستقبل

ويحاكي المجسم في مختبر قيم المستقبل حركة الفلج ويوضح طريقة عمل الساعة المائية الآلية، وهي تحفة هندسية تسهم في توزيع الماء بين أفراد المجتمع، حيث كانت شبكة الأفلاج تخضع لإدارة جماعية مشتركة تكفل تعميم فائدتها على فئات المجتمع كافة، بحيث تتوفر عبرها مياه الري للمحاصيل ومياه الشرب للمواشي مثل الإبل والماعز.

ويؤكد خبراء البيئة أنه مع مرور الزمن كان الفلج يتحول إلى نظام حيوي بيئي قائم بحد ذاته – وكأنه واحة ندية وسط صحراء قاحلة، وفي الوقت ذاته يوفر للأهالي كل المياه التي يحتاجون إليها حتى لتحضير قهوة الصباح.

ويقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة التكلفة العالمية للتكيف مع التأثيرات المناخ أن تنمو ما بين 140 إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030 وبين 280 إلى 500 مليار دولار سنوياً بحلول 2050. ويبرز «إكسبو 2020» للعالم أهمية بناء اقتصاد عالمي أكثر استدامة وضرورة تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، التي تسبب تغير المناخ.

ويهدف المعرض العالمي إلى ودعم خطة دبي 2021 ورؤية الإمارات 2021 وأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، وذلك من خلال العمل على توليد الطاقة النظيفة وتقليل استهلاك المياه وتعزيز الحلول الطبيعية وتقليل البصمة الكربونية، وذلك بالتوازي مع سعي المستقبل إلى صنع مستقبل مستدام.

Email