بمناسبة «إكسبو 2020 دبي»

الإمارات أرض الحب والعبق

ت + ت - الحجم الطبيعي

أرضَ الإماراتِ أرضَ الحبِّ والعَبقِ

تزهو كبدرِ الدّجى من نورِها الألِقِ

تتيهُ من فرحةٍ من فرطِ نشوتها

بما تحقّقَ في ذا الشأنِ من سَبَقِ

وتفتحُ الصدرَ حُضْناً دافئاً وَلِهاً

كأنهُ قلبُ ذاكَ العاشقِ الوَمِقِ

يا فتنةَ الدهرِ في عصرٍ غدتْ مَثَلاً

بين الشعوبِ ونوراً في المدى الغَسِقِ

يا مَنْ غَدتْ قُدوةً تكفيكَ نَهضتُها

عن غيرِها من لسانٍ حاذقٍ ذَلِقِ

يبيعُ حلوَ أحاديثٍ منمَّقَةٍ

سرعانَ ما تختفي في هالةِ الشّفَقِ

يكفيكَ أنَّ بها نبْضاً ونائلةً

تهمي المدى طيّباً من صيّبٍ غَدِقِ

تمدُّ للخيرِ قَلْباً سال أودِيةً

تلوحُ بازغةً من لونِها اليَقِقِ

قد صاغها زايدٌ من فيضِ حكمتِهِ

فينانَةً بالرّؤى والفِكْرِ والخُلُقِ

غاياتُها المجدُ لا تبغي به بَدَلاً

تاريخُها ناصعٌ بالَمكْرُماتِ نَقي

هذي الوفودُ التي جاءتْ مشاركةً

دليلَ حُبٍّ لها من سالفٍ عَتِقِ

يا مرحباً بوجوهِ القومِ تجمعُهمْ

أرضُ الوفاءِ ومهوى الحبِّ والعُشُقِ

من كلِّ صوْبٍ أتَوا يحدونَ رَكْبَهُمُ

بأنْ يَحطّوا بأرضِ الحُسْن والفَنَقِ

في موكبٍ زاخرٍ في كلِّ ما حَفَلتْ

بهِ الحياةُ من الأفْكارِ والنَّسَقِ

ومِنْ عُلومٍ وآدابٍ ومَعْرِفةٍ

وفي السَّما طَبَقٌ يَعْلو على طَبَقِ

فإكْسبو شَاهدٌ في العَصْرِ أنّ لنا

مكانةً في الذُّرى تَزْدانُ كالفَلَقِ

وأننا رايةٌ في الأفْقِ خافقةٌ

بالعدلِ والأمنِ والأخلاقِ والصُّدُقِ

دبيُّ يا أمَلاً للعالمينَ وقدْ

ترصَّعَتْ بوسامِ الفخْرِ والسَّبَقِ

في كلِّ ما سَبَـقٍ كانتْ فريدَتَهُ

تحوزُ أوّلَهُ من دونِما خَفَقِ

هذا البناءُ وهذا الفِكْرُ هامتُهُ

كالتّاجِ يَلْمَعُ نوراً في مَدى الأفُقِ

دبيُّ يا غُرّةَ الأوطانِ يا وَلَهي

يا دارةَ العِزِّ والخَيْراتِ والغَدَقِ

عروسةَ الرّوضِ يا أفياءَ نافحةٍ

بالياسَمينِ وبالريْحانِ والعَبَقِ

ويَا جَمالاً كَوجْهِ الفَجْرِ طَلْعتُها

أحْلى من الَبدْرِ عندي دونَما مَلَقِ

وراشدٌ بَصْمةُ التاريخِ في دَمِها

تَراهُ باسِقاً كالنَّخْلِ النَّضيد بَقِي

قدْ صاغها فِتْنةً يَزهْو الزمانُ بها

أضْنى لها نَفْسَهُ بالُجهْدِ والعَرَقِ

حتى بَقَى حاضراً في كلِّ زاوِيةٍ

من الزَّوايا وفي دَعْوَاتِ كُلِّ تَقِي

ما غابَ لكنَّهُ قدْ ظَلَّ في دَمِنا

يُضِيءُ أفْقَ المَدى بالحُبِّ والأنَقِ

قيادةٌ ما لها في عَصْرِها مَثَلٌ

كَمْ قد بَنتْ أنفَقَتْ سَيْلاً من الرُّزُقِ

خَليفةُ الخَيْرِ يَحْدو رَكْبَها كَرَماً

قد زانَ فِعْلاً وبانَ القَصْدُ في النُّطُقِ

ونائبٌ كلُّ يَوْمٍ يَزْدهي ألَقَاً

عَمّتْ مآثرُهُ العُظْما كَما الفَلَقِ

ويا شبيهاً لهُ فِكْراً وتَسْمِيةً

محمّدٌ قدْ سَمى فيها إلى السَّمَقِ

حكّامُنا كَمْ لَهُمْ في ذا العَطاءِ يَدٌ

مفتوحَةٌ للنّدَى والرِّفْقِ والدَّفَقِ

إنّا لنَفْرحُ بالآتينَ يَقْدُمهُمْ

حُبٌّ تَجَذّرَ في الأعْماقِ والَحدَقِ

نُتَرْجِمُ الحُبَّ أنغاماً وزَخْرَفَةً

من البيانِ الذي يَزْهو بِذي الوَمَقِ

إنا لَـنُـهْديكُمُ مِنْ فَرْطِ فَرْحَتنا

شِعْراً يكادُ يُذيبُ النّفسَ من حُرَقِ

شِعْراً تغنّى به طيرُ الفَلا سَحَراً

يَنفي عن العيْنِ ما عانَتْهُ من أرَقِ

أهلاً وحُـيّـيـتمُو شُكراً لمقدَمِكُمْ

شرّفْتُمو أهلَكُمْ في ذا الفَضا الطَّلِقِ

ثمَّ الصلاةُ على الهادي وعِتْرتِهِ

ما فاضتْ السّحْبُ في الأفياءِ بالوَدَقِ

 

Email