وجه من «إكسبو»

فرانكو دراغون.. مايسترو حفل الافتتاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

على خشبة المسرح تولد الأفكار، لوهلة تبدو كأنها متمردة على إيقاع الحياة، حيث الفكرة عادة تقود نحو التنوير والابتكار، وتفتح أمام العين أبواب المستقبل، لذا لن يبدو غريباً على خشبة المسرح عندما يطل مخرج بحجم فرانكو دراغون، ليراقص الماء والنار ويدعو الألوان لأن تتمرد على الضوء، ليشكل من خلالها ممراً نحو الخيال، الذي توسده دراغون فأبهر العالم أجمع في افتتاح معرض «إكسبو 2020 دبي»، حيث انساب السحر من بين ثنايا العروض، في ليلة أضاءت فيها دبي فضاء الدنيا.

من لا يعرف فرانكو دراغون المولود في 1952، فهو ذلك الشخص الذي تعود اصطحاب متابعي عروضه بدءاً من «سيرك دو سولي» وليس انتهاءً بـ «لا بيرل»، في رحلة يقطع فيها دروب الخيال، يحبس من خلالها الأنفاس، حيث في الأول تتجلى قوة الشمس، بينما في الثاني تتحول الخشبة إلى بحيرة من المياه، تلك التجارب وغيرها أهلته لأن يكون المايسترو الذي قاد حفل افتتاح الحدث الأروع عالمياً.

فرانكو دراغون، عشق المسرح منذ نعومة أظفاره، كان والده واسع الأفق، منحه الفرصة لأن يتجاوز حدود مجتمع عمال «مناجم الفحم»، حيث كان يعمل والده.

درس دراغون أساليب «أبو الفنون» في المعهد البلجيكي الملكي في مونس، وتعلم كيف يصنع فرجة خاصة حدودها السحر والخيال، وما لبث أن تحرر من جدران المعهد ليخرج إلى النور، واضعاً قدميه على درب التمثيل، متألقاً على خشبة «أبو الفنون»، بعد أن أتقن لعبه الأقنعة، وتغيير الشخصيات، ليأخذه ذلك نحو دروب الإخراج، متوسداً رؤيته الساحرة في المسرح الاستعراضي.

رؤية دراغون الخاصة للمسرح الاستعراضي، ساعدته في إعادة صياغة تفاصيل سيرك دو سولي، خلال الفترة الممتدة من 1985 وحتى 1998، مضفياً عليه «ثوب العصرنة»، فزاده تألقاً ورفعة، بعد أن أحدث تشابكاً بين رقص ما بعد الحداثة والموسيقى وألعاب السيرك، في مزيج خاص حمل بصماته الإبداعية ورؤيته المتجددة.

 

Email