«بيت الهامور».. الفن من أجل البيئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يزخر الموروث الشعبي الإماراتي بحكايات البحر، والصيادين الذين لم تتوقف ألسنتهم يوماً عن ترديد نهمة «هو يا مال» التي طالما رافقت الغواصة قديماً، حكايات البحر تلك حجزت لها مكاناً في ذاكرة الإماراتي، الذي لا يزال مرتبطاً بشواطئه وتفاصيله العميقة، تلك العلاقة كانت كفيلة بأن تنتج لنا أهازيج وأغنيات مختلفة الإيقاع والأداء الفني، والتي لولاها لمل البحارة وسئم الغاصة، لذا كان للنهام دور كبير في الأداء الفني الذي امتاز برقيه وعلو مكانته.

في معرض «إكسبو 2020 دبي»، لن ينسلخ الإماراتي عن ذاكرته، التي يعززها مشروع «بيت الهامور» الفني، الذي يعد فريداً من نوعه، لكونه اجتماعياً يسلط الضوء بالدرجة الأولى على أهمية الحفاظ على البيئة البحرية ويوجه الأنظار نحو التهديد المتزايد الذي تواجهه محيطاتنا نتيجة التغير المناخي.

مشروع «بيت الهامور» يكفل لنا إمكانية استكشاف الشعاب المرجانية التي تتخذ منها أسماك الهامور بيتاً، عبر رؤى غير متوقعة لفنانين وطلبة مدارس وصيادين أيضاً.

يحتفي هذا المشروع الفني بالعلاقة التاريخية التي تجمع الإماراتي والبحر، ويعرض أعمالاً من فن النسيج أنجزها مجموعة من طلبة المدارس، ومنحوتات لفنانين، أقل أن توصف بأنها رائعة، فيما يستضيف «بيت الهامور» خلال أيام المعرض الدولي مجموعة من ورش العمل والمحادثات الخاصة والعروض الفنية.

في داخل «بيت الهامور»، سيكون بإمكانك استكشاف أعمال الفنانة الاسترالية سو ريان، التي قامت بإنشاء منحوتة مركزية، تتكون من شباك الأسماك التي يتم التخلص منها في المحيط وغيرها من الحطام البحري، حيث استطاعت سو ريان استلهام عملها الفني من بيئة الإمارات، التي زارتها قبل انتشار جائحة «كوفيد 19» لتتمكن من الانغماس في البيئة، والاستماع إلى بعض قصص التراث البحري، الأمر الذي دعاها إلى اختيار ما يعرف باسم «شباك الأشباح»، وهي شباك صيد ضائعة أو تركت في البحر، يحملها التيار من مكان لآخر، وبعضها يزن أطناناً. 

Email