سحر القوافي يعانق المنجزات الإنسانية في إكسبو

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما وصف الشعر بأنه «ديوان العرب»، لم يتخل يوماً عن مكانته هذه، فقد كان طوال الوقت طريقاً للتعبير عن نبض الحياة ووهجها.

ودبي لم تتخل يوماً عن الشعر، فقد رافقت أبياته، وأضحت حاضرته ومقر رواده الذين تربوا بين أروقتها وتركوا بصمة لافتة على المشهد الثقافي، كما الشاعرة الراحلة عوشة بنت خليفة السويدي المعروفة باسم «فتاة العرب» التي ظلت لعقود تنظم الكلمات في أبيات اتسمت برشاقتها.

قبل نحو عامين ونيف كانت «فتاة العرب» بيننا، ولكنه الرحيل عن الدنيا آثر أن يضع النقطة الأخيرة في كتاب حياتها، ورغم ذلك لا يزال اسمها في الذاكرة، وها هو يعود ليتألق في فضاء «إكسبو 2020 دبي»، حيث سيتم تكريم اسمها خلال فترة إقامة المعرض الذي يجمع تحت سقفه عشرات الشعراء الذين سيرفعون أعمدة خيمة الشعر في ساحاته، وبين أجنحته، حيث يشكل المعرض مناسبة جميلة قادرة على إثارة قريحتهم الشعرية.

مكون أساسي

يقول الشاعر الدكتور طلال الجنيبي: «يعتبر الشعر مكوناً أساسياً في المشهد الثقافي الاماراتي، ولذلك يمكننا أن نقرأ من خلال تكريم الشاعرة الراحلة "فتاة العرب" والحضور الشعري الثقافي في المعرض، إن الامارات تحرص دائماً على تفعيل دور الشعر كأحد الفنون التي تعكس وجه الحضارة الانسانية».

وأضاف: «بلا شك سيساهم المعرض في التقريب بين الحضارات، وبين الأطراف والنخب الثقافية في المجتمعات، وهو ما يدلل على أن الثقافة هي مكون أساسي ومهم في الحضارة الإنسانية»، وأشار إلى أن حضور الشعر في هذا المحفل يكرس الوعي بأهميته وما يمثله داخل المجتمعات.

تحفيز الشعراء

«الشعراء هم الكائنات التي لولاها لكان الكون أكثر هدوءاً وأقل جمالاً في الوقت نفسه»، بهذا التعبير آثر الشاعر علي السبعان أن يبدأ حديثه حول دور معرض «إكسبو 2020 دبي» في تحفيز الشعراء.

ويقول: «حيثما يلتقي الشعراء تولد العواصف! إلا أنها عواصف من الأخيلة والرؤى لا تدمر ما حولها بقدر ما تنفخ فيه من روحها وريحانها ما يؤنس وحشته ويؤنسن توحّشه ويزيد مداه رحابة وانطلاقاً في فضاءات لا سقف لها وعوالم لم تعترف بعد بنقاط السيطرة واتفاقيات ترسيم الحدود، ومن هنا تأتي أهمية حضور الشعر في أروقة معرض إكسبو، الذي يتماهى مع كينونة الشعر من حيث رحابة الفكرة وإنسانية المضمون».

ويشير السبعان إلى أن كلاهما أي الشعر وإكسبو، «يقفز عن الحواجز ليصل إلى النقطة التي تلتقي فيها ثقافات الشعوب وتاريخ الأمم بمعزل عن الصدامات وصراع الأيديولوجيات واختلاف التوجهات، ليضع البشرية أمام مرآة الإبداع التي تعكس حضارتها الإنسانية في أبهى صورها، من حيث التآلف والتواصل وتبادل الأفكار».

ملامح عصرية

ويلفت السبعان إلى أن «دبي ورغم انشغالها الدائم بتحديث ملامحها العصرية، وصياغة مباهج فتنتها، للحفاظ على موقعها بصفتها واحدة من أكثر مدن العالم تطوراً وجاذبية، إلا أنها لم تنسَقْ بعيداً عن أصالتها وإنسانيتها».

وقال: «لطالما كانت دبي موطناً للإبداع و(عكاظاً) للشعر على مدى السنين الماضية، حيث استضافت أهم الملتقيات الشعرية محلياً وعربياً وعالمياً، واستقطبت آلاف الشعراء من أطراف المعمورة ليحلوا ضيوفاً على محافلها وشهوداً على نهضتها الثقافية وتراثها العريق، كما تكفلت مبادراتها الثقافية بإصدار مئات الدواوين للشعراء من كل المشارب ومختلف الدول، مكتفية باعتبار الشعر هوية موحّدة للشعراء، لتنتقل به من «شاعر القبيلة» إلى «قبيلة الشعراء» التي لا عصبية لها إلا عصبية الإبداع ولا مضارب تنتمي إليها إلا مضارب الكلمة الجميلة والخيال المجنّح».

Email