منصة خلاقة لمواجهة التغيّر المناخي «إكسبو 2020 دبي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد معرض إكسبو 2020 دبي منصة خلاقة لتنسيق الجهود الدولية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية لتغيرات المناخ، وفرصة هامة لتبادل الأفكار بين الحكومات والأفراد والمؤسسات والشركات المختلفة، وتحويلها إلى إجراءات تنفيذية سريعة، خاصة مع تفاقم التغير المناخي وتهديده الحياة البشرية وفق أحدث تقرير للجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة.

وبالتالي، فإن إكسبو 2020 دبي هو المعرض الذي يعاصر أكبر تحدٍ مناخي يواجهه البشر منذ انطلاق هذه الفعالية قبل 170 عاماً، وسيكون المعرض معنياً بتحديد المسارات الأكثر ملاءمة لاستدامة الحياة على كوكب الأرض.

في السنوات الأخيرة بدأت نتائج التغير في المناخ على الأرض تظهر بشكل ملحوظ. ففي حين بدأت بعض البلدان تعاني من حرارة غير طبيعية، بدأ البعض الآخر يتعرض لفصول شتاء قاسية وثلجية، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لهذه المناطق.الأسبوع الماضي، صدر التقرير الأممي الذي أعدته لجنة علمية تابعة للأمم المتحدة واستند على 14 ألف دراسة علمية.

التقرير هو الأكثر سوداوية في تاريخ التحرك العالمي لمكافحة التغير المناخي، وحمل معطيات صادمة بسبب تسارع احترار الكوكب حيث من المتوقع أن يصل ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة في العام 2030، في أكثر السيناريوهات تفاؤلاً.

فوضى المناخ

وفي حال لم يتم وقف الإرتفاع في درجات الحرارة، فإن عواقب كثيرة تنتظر الكوكب، كالكوارث الطبيعية، وتحول مناطق كثيرة إلى أماكن غير قابلة للحياة، وضربة للتنوع البيولوجي وقلة مياه الشرب والجوع والأوبئة.

وحسب خبراء روس، فإنه من غير المرجح أن تكون البشرية قادرة على منع تغير المناخ تمامًا. ومع ذلك، فإن المجتمع الدولي قادر على احتواء ارتفاع درجة الحرارة لتجنب العواقب البيئية التي لا رجعة فيها. وللقيام بذلك، من الضروري الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتطوير طاقة بديلة ووضع استراتيجية للحد من المخاطر الناجمة عنها.

زيادة المحاصيل

ويعتبر جورجي سافونوف، مدير مركز الاقتصاديات البيئية والموارد الطبيعية، إن التدابير والاستثمارات لزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية، بما في ذلك التقنيات الجديدة والهندسة الوراثية، لم تعد تعوض الخسائر الناجمة عن حالات الجفاف المتكررة وغيرها من الظواهر الجوية والمناخية.

ويلفت إلى أن مخاوف الخبراء من التبدلات المناخية ترتبط، من ناحية، بالعواقب التي يتعرض لها الناس، والتي تتمثل بتدهور في الرفاه الشخصي، وانخفاض ضغط الدم وظهور فيروسات وبكتيريا ممرضة جديدة، ومن ناحية أخرى، بالتغيرات في الخصائص الاجتماعية والاقتصادية المختلفة، كالحرارة والبرد وتوسع رقعة المجاعة، والجفاف والفيضانات والكميات الكبيرة من الأمطار، والزيادة في متوسط درجات الحرارة السنوية، وتجميد التربة.

طاقة بديلة

ويشير سافونوف إلى ضرورة الاهتمام ومتابعة العمل على المستويين القومي والعالمي، لإدخال مصادر الطاقة البديلة أو تحسين كفاءة الطاقة في المرافق العامة، ودعم مبادرة زراعة الأشجار لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

مضيفاً أن إكسبو 2020 دبي يشكل منصة خلاقة لتنسيق الجهود الدولية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية لتغيرات المناخ، وفرصة هامة لتبادل الأفكار بين الحكومات والأفراد والمؤسسات والشركات المختلفة، وتحويلها إلى إجراءات تنفيذية سريعة.

عصر جليدي صغير

وجهة نظر أخرى يتبناها عالم المحيطات ومدير للمركز العلمي الجنوبي التابع لأكاديمية العلوم الروسية، غينادي ماتيشوف، الذي يؤكد إنه بدلاً من الاحتباس الحراري، ينتظر البشرية العصر الجليدي الصغير. ويلاحظ ماتيشوف أنه إذا كان مؤيدو نظرية الاحتباس الحراري على حق، لكان الجليد في القطب الشمالي قد ذاب بالفعل.

ووفقاً له، فإن الفترة الدافئة في القطب الشمالي قد انتهت، وتحول المناخ نحو الدورة الباردة. إضافة لذلك، يشدد العالم الروسي على أن تغير المناخ، في صورته النمطية، ليس حرائق وفيضانات فقط، بل هناك أيضاً تغييرات لاحقاً من المرجح ان تحول المسار السلبي إلى إيجابي.

ويتابع أن دول شمال الكرة الأرضية تتحمل نفقات ضخمة للمحافظة على المناطق الشمالية، والتي سوف تتقلص مع ارتفاع درجة الحرارة. وعلى العكس من ذلك، سوف تتوسع منطقة الغابات وتتوغل في الشمال، وحينها تبدأ مناطق الزراعة المستدامة في التوسع.

Email