«إكسبو 2020 دبي».. فضاءات إبداع تثري أخيلة الأدباء

ت + ت - الحجم الطبيعي

في دروب الثقافة والأدب تتجلى ملامح السلام، ويرسم الجمال آفاقاً عالية فيه، أوراقها تفيض بأنفاس القلوب التي تنحت الحروف لتنتج أعمالاً أدبية تليق بالمشهد الثقافي المحلي، إيماناً منها بأن الكتابة وجدت لكي «نتذوق الحياة مرتين، في لحظة أخرى، وفي وقت لاحق». وفي «إكسبو 2020 دبي» تتجلى الثقافة بكل تفاصيلها، تخرج من بين دفتي الكتب لتتجسد على الأرض، لترسم صورة تمتزج في حدودها ثقافات الدنيا التي ستلتقي في أكتوبر المقبل في سقف دبي، لتتفيء بأشجار القرم وتتوسد رمال الصحراء، لتتخذ منها صفحة واسعة الآفاق، لتكتب عليها بعضاً من سيرة «دانة الدنيا» وحكاية الإمارات.

«إكسبو 2020 دبي» ليس منطقة جغرافية، بقدر ما هي إشعاع ثقافي، قادر على إشعال فتيل الإلهام لدى الكتاب والشعراء والمفكرين، ليقدموا أعمالاً أدبية ستبقى شاهدة على تلك البصمة التي ستبهر فيها «دانة الدنيا» العالم أجمع، مستفيدون من تنوع الثقافات واختلاف الألسنة وضجيج اللغات في حدود المكان، الذي سيواصل الحياة بما يتركه من إرث معماري وثقافي وأدبي وفني في نفوس الناس.

«إكسبو 2020 دبي، يشكل حالة ثقافية وإنسانية عالمية تفتح آفاقاً واسعة للإنسان»، تعبير نطق به الكاتب علي أبو الريش في حديثه عن مدى الإلهام الذي يخلقه في نفوس الأدباء والمثقفين، قائلاً لـ «البيان»: «من خلال هذا الحدث نشهد حالة من التطور اللافت الموسوم بالتنوير، ونشهد ظاهرة ثقافية جميلة أعتقد أنها ستعود على الإنسان بالفائدة والخير، كونه يقف وسط محيط من المنجزات البشرية والحضارية المختلفة، والتي تصب جميعها على أرض الإمارات»، مؤكداً أن ذلك «يشكل دعوة لكل كاتب ومفكر وشاعر وباحث لأن يتطلع إلى هذه الفكرة من حيث سموها وعلوها، واستلهامها في إنتاج أعمال أدبية ثقيلة الوزن».



أبو الريش أشار في حديثه إلى أن الحدث يمضي بخطوات سريعة وواسعة. وقال: «سيكون ملهماً للأدباء والكتاب على حد سواء، وفيه سيجدون أنفسهم أمام مرآة كبيرة، تعكس طبيعة التطور الحضاري والإنساني، كما سيجدون أنفسهم أمام جملة من الثقافات التي تأتينا من كل حدب وصوب وتحط برحالها على أرض الدولة». وتابع: «الإمارات بصحرائها الشاسعة ألهمت الإنسان بأن الأفق لا حدود له، ومن هذه المدرسة الطبيعية، استطاع قادتنا ومفكرونا أن يتخذوا من الصحراء سبورة واسعة، وأن يكتبوا عليها اسم الإمارات بصورة عالمية، حيث تتجدد على أرضها ثقافات كثيرة». أبو الريش، وصف «إكسبو 2020 دبي» بـ «كتاب مفتوح». وقال: «إكسبو لا يعد منطقة تجارية وحسب، وإنما كتاباً مفتوحاً على كل معطيات الحياة وقيمها وأساليبها، وعلاقاتها الاجتماعية، ولذلك سيعطي للكتاب فرصة لإنتاج أعمال روائية عميقة، قادرة على استيعاب كل مفردات الحياة وقيمها».

لم تكن نظرة الكاتبة صفية الشحي مختلفة، حيث رأت في «إكسبو 2020 دبي، مساحة للإبداع». وقالت: «يحل «إكسبو 2020 دبي» ‬في وطن جمع الشرق والغرب، وهو سيفتح أبوابه للمبدعين من شتى المجالات خلال الأشهر المقبلة، ليساهم في صناعة عالم جديد، كما تخيله قادة السلام والمحبة في بلد الخير الإمارات». صفية وصفت الحدث العالمي بـ«محطة نابضة بالجمال والابتكار». وقالت: «ستمثل هذه المحطة المهمة فرصة لنا جميعاً، لنفتح نوافذ متعددة على التغيير الفكري قبل الاقتصادي، ولا أدل على ذلك من الشعار الذي اختارته دبي «فلنصنع معاً عالماً جديداً» الذي يجعل كل شخص منا شريكاً في مهمة التغيير».



«إشعال فتيل الإلهام في داخل الكتاب والشعراء والمفكرين»، تصور ساقته الكاتبة الشحي، في حديثها عن مدى قدرة «إكسبو 2020 دبي» على إشعال الإلهام لدى فئة المثقفين. وقالت: «ما يجعل هذا الحدث استثنائياً لا يكمن في فرادة التصاميم وتنوع المعروضات الدولية وحسب، بل في قدرته على إشعال فتيل الإلهام في الكتاب والشعراء والمثقفين، كونه يمنحهم الفرصة للإطلال على العالم من خلال هذه الرحلة الاستكشافية المستوحاة من بيئات متنوعة، والتي دعي لها كل صغير وكبير ليكون شريكاً أساسياً في التجربة الثقافية»، وتابعت: «تلك التجربة ستجعل تقبلنا للتغيير عملية انسيابية لا نقطة خلاف، وربما هذه فرصتنا التي لا تتكرر حتى نعيش الخيال الذي طالما حلمنا به بين أروقة معرض عالمي منذ القرن التاسع عشر».

Email