ترسيخ الاستدامة يضمن حلولاً عالمية لحماية الموارد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل قضايا الاستدامة بأشكالها وجوانبها المتعددة واحدة من أكثر القضايا حساسية وخطورة، والتي تمس جميع سكان الكرة الأرضية بلا استثناء، على ضوء النمو المتسارع للمجتمعات واستفحال أزمة السيطرة على تزايد أحجام الاستهلاك للموارد - من جهة، وعلى القدرة الاستيعابية للموارد والبيئة من جهة أخرى.

ومع وصول عدد سكان الكرة الأرضية إلى نحو 9 مليارات نسمة مع حلول العام 2050، يصبح التعاون الدولي لمواجهة هذه التبعات، ومثلثها المجتمع والبيئة والاقتصاد، مسألة ملحة أكثر من أي وقت مضى.

وفي هذا السياق، عبّر أكثر من خبير روسي عن أهمية إكسبو 2020 دبي لتقليل آثار هذه التحديات، كونه يمثل فرصة لتلاقي الخبرات العالمية والمحلية وتلاقحها.

وقال ألكسندر سولوفيانوف، الباحث في المعهد الروسي لأبحاث البيئة وقضايا الاستدامة، لـ«البيان»، إن إكسبو 2020 دبي يشكل منصة في غاية الأهمية، لتعزيز التعاون المشترك بين كل البلدان، وتقديم الأفكار العصرية والحلول ذات الطبعة العالمية لمواجهة التحديات غير المسبوقة التي تواجهها البشرية، لضمان مستقبل كوكب الأرض، ووضع حد للتهاون أمام الاستحقاقات الخطرة المتمثلة بالعجز الحاصل بين ارتفاع معدلات الاستهلاك بمؤشرات عالية، وتلبية الحاجات المستدامة والمتعاظمة.

أنماط الإنتاج

ورأى أن الخطوات العملية يجب أن تبدأ من إعادة النظر في أنماط الإنتاج والاستهلاك العالمية التي أدت في أشكالها الحالية والسابقة إلى نتائج سلبية على الطبيعة، وكذلك معالجة الخلل الناتج عن استخدام الموارد الطبيعية على الأرض بطرق وأشكال غير مدروسة، تتجاوز قدرتها على التجدّد.

ولفت إلى أنه بمقدار ما يعتبر التغيير من السمات الثابتة للحياة على وجه الأرض، فإن فلسفة الاستدامة في أبعادها البيئية والاقتصادية والاجتماعية بدأت تفرض نفسها كأهم حل للمشكلات الناتجة عن هذه التغييرات، التي تؤثر بشكل مباشر على البيئة ومستقبل الجنس البشري، مضيفاً إن مشكلات كارتفاع درجات الحرارة، والتلوث والتغير المناخي، بل وتراجع عدد الكائنات الحية إلى درجة فقدان أنواع منها، فضلاً عن الندرة في الموارد، يضع أمام صانعي القرار اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لتجاوز هذه التحديات.

وأكد أن دبي، التي حققت معجزات حضارية في كل المجالات وخلال جيل واحد فقط، حجزت لنفسها مكانة لائقة في تنظيم إكسبو 2020 دبي، لا سيما في الظروف الاستثنائية الحالية.

وأشار سولوفيانوف في حديثة، إلى البعد الاجتماعي المتمثل في التوقف عن إنتاج المواد الضارة بيئياً، من خلال تصميم وتقديم منتجات وخدمات تساعد على جعل الاقتصاد أكثر استدامة وغير ضار بالبيئة، وهو شرط رئيسي للحفاظ على التنوع البيولوجي، عبر اختيار المواد الخام التي تحافظ على الموارد الطبيعية، واستخدام مصادر الطاقة المستدامة والصديقة للبيئة.

الفضاء والاستدامة

أما الباحث في المعهد الروسي لأبحاث الفضاء، ناتان إيستمونت، فاعتبر أنه عند الحديث عن أهمية أبحاث الفضاء في خدمة حاجات الإنسانية وقضايا الاستدامة، فلا بد من الإشارة إلى الخطوات الجريئة التي حققتها الإمارات بهذا المجال، من خلال إرسال أول رائد فضاء عربي إلى الفضاء الخارجي، وتنفيذه تجارب عدة، كتفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء، وغيرها، فضلاً عن الحدث التاريخي بإطلاق مشروع مسبار الأمل لاستكشاف المريخ، والذي نجح من المرة الأولى، ما يشير بشكل واضح إلى اهتمام دولة الإمارات بتسخير كل الإمكانيات للعب دور حقيقي ووازن في الأبحاث والرحلات الفضائية.

وتابع أن اكتشاف المخزون الهائل للفضاء، كمحرك وقطاع استراتيجي للتنمية المستدامة، يعد من أكبر المجالات الواعدة لخدمة الأجيال الحالية والقادمة، وتوريثها، المخزون الهائل للعلم، ويشكل فرصة حقيقية لمواجهة التحديات المرتبطة بالحياة على سطح الأرض.

Email